القمة الأوروبية عالقة في فخ أوكرانيا.. جدار الدعم يتصدع
على غير المتوقع، أثار ملف دعم أوكرانيا، أزمة في أروقة القمة الأوروبية في يومها الأول، بعد تباين مواقف الحلفاء، حول الخطط طويلة الأجل.
وفيما يواصل الاتحاد الأوروبي التعهد بدعم أوكرانيا ماليا وسياسيا، لمواجهة القوات الروسية، تعرض هذا الجدار للتصدع في القمة المنعقدة في بروكسل، والتي تستمر حتى اليوم الجمعة.
وبحسب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فإنه من المقرر صياغة الالتزامات الأمنية طويلة الأجل حيال أوكرانيا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
تعهد مرتقب، قالت عنه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بعد اجتماعها مع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم الخميس، إن "أوكرانيا يجب أن تظل على رأس أولوياتنا".
وحدة أم انفسام؟
وتابعت: "سيكون للأحداث الداخلية في روسيا تأثير على أمن أوروبا"، مضيفة "لكن أوكرانيا ترد الضربات.. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضعف".
وكان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، قال في خطاب وجهه للدول الأعضاء قبل القمة، إن "الحرب الروسية في أوكرانيا مستمرة بلا هوادة. وحدتنا التي لا تتزعزع تقف على النقيض من الانقسام في روسيا الذي أظهرته أحداث نهاية هذا الأسبوع"، في إشارة إلى "تمرد فاغنر".
وأضاف: "يعد تدمير سد كاخوفكا في وقت سابق من هذا الشهر أحد أكبر الكوارث التي يسببها الإنسان في عصرنا.. بالإضافة إلى العواقب المأساوية التي شهدناها بالفعل، لذا فإن تداعيات انهيار السد تهدد أيضًا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا".
ومضى قائلا: "سنعيد تأكيد التزامنا بدعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، بما في ذلك من خلال المساعدة المالية والعسكرية المستدامة.. يجب أن نناقش أيضًا كيفية تكثيف الدعم الدولي لصيغة السلام الأوكرانية".
ماذا حدث في القمة؟
قاومت دول محايدة تاريخيا في الاتحاد الأوروبي هذا الالتزام طويل الأمد بدعم أوكرانيا، خلال فعاليات اليوم الأول للقمة الأوروبية، ما يمكن أن يوجه ضربة قوية لهذه الجهود والوحدة التي تظهرها أوروبا في هذا الملف منذ بداية العملية العسكرية الروسية.
وتتشكل المقاومة من المحايدين في الاتحاد الأوروبي؛ إذ أدرجت النمسا وإيرلندا ومالطا وقبرص فقرة في مسودة القمة تشدد على "الاحترام الكامل لسياسة الأمن والدفاع لبعض الدول الأعضاء"، في إشارة إلى سياسة هذه الدول التي لا تريد على ما يبدو، تكثيف الدعم العسكري والمالي لكييف على المدى الطويل.
وكتب المستشار النمساوي كارل نيهامر على تويتر: "بالنسبة لنا كدول محايدة، من الواضح أننا لن نشارك في الالتزامات الأمنية للدفاع طويل المدى عن أوكرانيا"، مضيفًا: "في قمة الاتحاد الأوروبي، سنعمل معًا لضمان استمرار أخذ موقف المحايدين في الاتحاد الأوروبي، في الاعتبار".
ضجة مجرية
فيما أثار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ضجة في بروكسل بمقطع فيديو مدته دقيقة ونصف الدقيقة تقريبًا على حسابه على "تويتر"، قال فيه: "الجميع هنا في بروكسل يتساءلون: أين المال؟".
وأشار إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء، بزيادة الميزانية بنحو 66 مليار يورو للأعوام من 2024 إلى 2027، وهو أمر ضروري بسبب الحرب وارتفاع التضخم.
وقال أوربان في الفيديو: "نريد أن نعرف من المسؤول عن دفع الاتحاد الأوروبي إلى حافة الإفلاس.. أين المال؟". وأوربان من أكثر المعارضين لدعم كييف ماليا وعسكريا، ويتهم في أروقة التكتل بأنه يصطف في صف روسيا.
وما يغذي الخلافات بين الدول الأعضاء في القمة الجارية في بروكسل، هو المناقشة المقررة لمسألة قبول أوكرانيا كعضو الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لرئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، فإن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي وحكومته "يسيرون على الطريق الصحيح"، مضيفة: "إذا نفذت أوكرانيا الإصلاحات التي نطالب بها، فعلينا نحن أيضًا أن نقوم بدورنا".
وصباح الخميس، قال المستشار الألماني أولاف شولتز لدى وصوله إلى بروكسل، إن هناك حاجة إلى استراتيجية لدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الاستقلال والاستقرار، مضيفًا: "علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أنه يمكن أن يستغرق هذا الدعم وقتًا طويلاً"".
مواقف متباينة في أروقة القمة الأوروبية حول دعم كييف تحرك أحد أصعب الخلافات بين القادة الأوروبيين، ما يغلف اليوم الثاني للقمة، الجمعة، بكثير من التشويق والانتظار لما يمكن أن تصل إليه المفاوضات.