صواريخ "ناسامز".. "حارسة البيت الأبيض" إلى أوكرانيا
صواريخ "أرض-جو" متقدمة تعتزم الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بها في خطط تمنح النظام تأشيرة العبور إلى أرض المعركة شرقي أوروبا.
يأتي ذلك في وقت يبدو فيه أن طلبات كييف المتكررة للحصول على مزيد من أنظمة الصواريخ الأرض-جو التي تتمتع بقدرات أكبر، سيتم تلبيتها.
فيما تقول تقارير إن واشنطن قريبة من إعلان تزويد أوكرانيا بأنظمة "ناسامز" المضادة للطائرات.
وطبقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مستشهدة بمصدر لم تسمه، فإنه من المرجح أن يصدر الإعلان الأمريكي بخصوص شراء أنظمة "ناسامز" لأوكرانيا هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يكون جزءًا من الحزمة الأخيرة للأسلحة وأشكال الدعم الأخرى المرسلة إلى كييف، إلى جانب ذخيرة المدفعية والرادارات المضادة للبطاريات.
ولم يجر الكشف عن الجدول الزمني الخاص بتسليم أنظمة "ناسامز" بعد، لكن ستحتاج القوات المسلحة الأوكرانية قضاء بعض الوقت في التدريب على تلك الأنظمة غير المألوفة، ومن غير المعروف عدد تلك الأنظمة أو قيمتها.
وخلال حديثه مع المراسلين، لم يقدم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان تفاصيل أكثر، لكنه أكد أن أوكرانيا في طريقها للحصول على أنظمة دفاع جوي جديدة.
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي النرويج لتزويد كييف بأنظمة "ناسامز"، وهو النظام الذي طورته شركة "رايثيون" الأمريكية بالتعاون مع شركة "كونغسبيرج" النرويجية.
وفي حين زودت النرويج أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة منذ بدء الحرب، بما في ذلك المدفعية ذاتية الدفع، إلا أنها لم تنقل أي نماذج من أنظمة "ناسامز".
وستأتي الحزمة الأمنية الأمريكية المتوقعة لأوكرانيا بعد حزمة مساعدات عسكرية أخرى بقيمة 450 مليون دولار تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي، وتضمنت أربع أنظمة إضافية من طراز "هيمارس"، و18 زورق دورية، و36 ألف طلقة من ذخيرة هاوتزر عيار 105 مل، بالإضافة إلى مركبات تكتيكية، وأسلحة صغيرة، وغيرها، بحسب موقع "ذا درايف".
خصائص
وفي حين لا توفر أنظمة "ناسامز" نوع النطاق الذي توفره أنظمة "سام" الأعلى مستوى، مثل منظومة "إس-300" المستخدمة في أوكرانيا الآن، إلا أنها تمثل تقدما كبيرًا بمجال الأسلحة المحمولة التي شكلت الجزء الأكبر من أنظمة الدفاع الجوي التي تطلق من الأرض والتي تم تزويد كييف بها منذ بداية الحرب.
كما تععبر أكثر حداثة بكثير من أنظمة الدفاع الجوي ذات المدى القصير والمتوسط التي ترجع للحقبة السوفيتية في أوكرانيا. وعلاوة على ذلك، تم تأكيد تدمير العشرات من قاذفات إس-300 الأوكرانية منذ بداية الصراع، وهناك خيارات قليلة للحصول على بدائل لتلك الأنظمة روسية الصنع.
أما الإشارة إلى "القدرات الدفاعية الجوية طويلة المدى للأوكرانيين" التي وردت بتصريحات سوليفان، فإنها تظل لغزا، بحسب "ذا درايف"، معتبرا أن هذا قد يشير حتى إلى تسليم أنظمة "باترويت سام" في المستقبل، والتي قد تكون بمثابة مكمل ذي كفاءة عالية لـ"ناسامز".
لكن في هذه المرحلة لا يوجد تأكيد رسمي بشأن الأنظمة المحتملة الأخرى التي قد ترسل إلى أوكرانيا.
وفيما يتعلق بأداء "ناسامز"، يعتبر أقرب نظير له في الخدمة الأوكرانية هو "بوك" (SA-11 Gadfly) من فترة الحرب الباردة، وهو نظام تتبع ذو قدرة حركية عالية يقال إنه كان ناجحا بشكل خاص لكنه عانى نصيبه أيضًا من الاستنزاف.
ويبلغ أقصى مدى اشتباك لـ"بوك" 22 ميلا لكنه يتشارك نفس مشاكل "إس-300"، حيث لا يمكن نقل سوى أعداد محدودة منه إلى أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي الناتو أو أي دول صديقة أخرى.
وأشار "ذا درايف" إلى أن النطاق الأقصى المحدود نسبيا والبالغ 20 ميلا لأنظمة "ناسامز" يعني أنه الأنسب للدفاع عن بنى تحتية رئيسية ومراكز سكنية، وهو الدور الذي يلعبه في الولايات المتحدة، حيث ينشر بشكل دائم لعدة مناطق لحماية العاصمة واشنطن.
وفي الواقع، فإنه بمجرد أن تضع أوكرانيا يديها على تلك الأنظمة فلن يكون مفاجئًا أن تنشرها للدفاع عن كييف، والتي تعرضت لهجوم صاروخي نهاية الأسبوع، للمرة الأولى خلال ثلاثة أسابيع.
ويمكن لأنظمة "ناسامز" الاشتباك مع صواريخ كروز تحلق على ارتفاع منخفض، وهو النوع الذي استخدمته روسيا بكثافة في الصراع حتى الآن.
وتتمثل إحدى الميزات الأخرى لنظام "ناسامز" في أنه يُستخدم جنبًا إلى جنب مع رادار "إيه إن/إم بي كيو-64 سنتينل"، وهو نوع تستخدمه أوكرانيا بالفعل.