أوكرانيا.. روسيا تصعد بسلاح الظلام وكييف تتدثر بالأولويات ومساعدات الغرب
رغم مرور قرابة 10 أشهر على الأزمة الأوكرانية إلا أنها لم تضع أوزارها بعد، وسط تصعيد روسي ورفض أوكراني لأي مساعٍ للسلام مقابل الأرض.
وبين "تعثر" السلام بين البلدين، بدأ كل منهما في شحذ أسلحته لإنهاك الطرف الآخر، أملا في حصد مكاسب في "المعركة" التي باتت البنية التحتية أحد أهدافها، فيما كانت المسيرات أهم أسلحتها، وحصانها الرابح.
فما أبرز التطورات الميدانية؟
مسؤولون محليون في أوكرانيا، قالوا يوم السبت إن جميع البنية التحتية غير الحيوية في مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا انقطعت عنها الكهرباء، بعد أن "استخدمت روسيا طائرات مسيرة لضرب منشآت الطاقة".
وكتب عمدة أوديسا جينادي تروخانوف، على فيسبوك، قائلا: "نظرًا لحجم الضرر، تم قطع الكهرباء عن جميع المستخدمين في أوديسا باستثناء البنية التحتية الحيوية".
وقال بيان نشرته إدارة المدينة على تطبيق "تليغرام"، إن الضربات الروسية أصابت خطوط نقل ومعدات رئيسية في منطقة أوديسا في الساعات الأولى من يوم السبت، فيما قال حاكم منطقة أوديسا ماكسيم مارشينكو، إن روسيا استخدمت طائرات بدون طيار من طراز "كاميكازي"، والتي تطير نحو هدفها بدلاً من إطلاق الذخائر، مشيرًا إلى إسقاط اثنين منها فوق البحر الأسود.
وكتب مارشينكو على "تليغرام"، قائلا: "نتيجة للضربات الروسية، لا توجد كهرباء في جميع المناطق والمجتمعات في منطقتنا تقريبًا".
ظلام دامس
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستهدف موسكو البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بضربات الصواريخ والطائرات بدون طيار، فيما أقرت كييف يوم الجمعة بأن كل محطة طاقة حرارية وكهربائية في البلاد قد تضررت.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن أكثر من 1,5 مليون شخص باتوا محرومين من التيار الكهربائي في مدينة أوديسا بجنوب أوكرانيا السبت، في أعقاب هجوم روسي ليلي بـ"طائرات مسيّرة انتحارية".
وقال زيلينسكي "بعد الضربة الليلية بمسيّرات، غرقت أوديسا ومدن وقرى أخرى في المنطقة في الظلام"، مضيفًا: "حاليا أكثر من مليون ونصف المليون شخص في منطقة أوديسا بدون كهرباء".
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو على حسابه في "تليغرام": "المدينة بدون كهرباء في الوقت الراهن"، لكنه أفاد بأن البنى التحتية الأساسية لاسيما المستشفيات وأقسام الولادة تتغذى بالكهرباء.
وأشارت كييف الجمعة إلى أن مناطق جنوب البلاد التي مزقتها الحرب وبينها أوديسا تعاني أسوأ انقطاع للتيار الكهربائي بعد أيام على جولة الهجمات الروسية الأخيرة على شبكة الطاقة الأوكرانية.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بمواصلة ضرب شبكة الطاقة الأوكرانية على الرغم من انتقادات غربية شديدة للهجمات التي أغرقت الملايين في البرد والظلام.
وقال مسؤول أوكراني محلي إن نيران المدفعية الروسية الكثيفة أصابت المجتمعات في منطقة نيكوبول جنوب أوكرانيا ليل الجمعة وحتى السبت، مضيفًا أن أربعة أشخاص أصيبوا في بلدة نيكوبول.
4 أولويات أوكرانية
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيز شميهال إنه في الوقت الذي تكافح فيه أوكرانيا أزمة طاقة، سيتعين على البلاد تحديد أولويات إمدادات الكهرباء.
وقال شميهال في اجتماع حكومي "الأولوية الأولى هي البنية التحتية الحيوية، ولا سيما مرافق المياه والتدفئة والمستشفيات. الأولوية الثانية هي المجمع الصناعي العسكري - المنشآت التي تعمل للدفاع عن الدولة. مبدأ كل شيء للجبهة لم يتغير إطلاقاً".
وأشار إلى أن الأولوية الثالثة هي الشركات التي تنتج المنتجات الأساسية - على سبيل المثال، المخابز ومصانع الألبان. فيما كان القطاع السكني رابعًا.
مساعدات أوروبية
واعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي حزمة تشريعية بقيمة 18 مليار يورو (حوالي 19 مليار دولار) يوم السبت مصممة لمساعدة أوكرانيا ماليًا العام المقبل.
وأعلن المجلس يوم السبت أن الاقتراح يهدف إلى "توفير إغاثة مالية قصيرة الأجل، وتمويل الاحتياجات الفورية لأوكرانيا، وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية والدعم الأولي لإعادة الإعمار المستدام بعد الحرب، بهدف دعم أوكرانيا في طريقها نحو التكامل الأوروبي".
وقال زبينيك ستانغورا، وزير المالية في جمهورية التشيك، إن المجلس سيدعم أوكرانيا مالياً "طالما يتطلب الأمر"، مضيفًا: "التشريع الذي اعتمدناه يعني أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على مساعدة مالية منتظمة من الاتحاد الأوروبي طوال عام 2023".
ماذا قالت روسيا؟
وزارة الدفاع الروسية، زعمت أن القوات الأوكرانية تكبدت "خسائر كبيرة" في الأرواح خلال اليوم الماضي، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تراجعت في حين سيطرت القوات الروسية على خطوط مهمة.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صادر عنها، حصيلة ما قالت إنه نتائج ليوم جديد من عمليتها العسكرية في أوكرانيا، كالتالي:
- إحباط هجومين حاولت القوات الأوكرانية تنفيذهما، مما أسفر عن مقتل نحو 60 جنديا.
- أسفرت العمليات الهجومية للقوات الروسية عن مقتل أكثر من 30 عسكريا أوكرانيا في اتجاه كوبيانسك.
- استهداف مجموعتين تابعتين للقوات الأوكرانية كانتا تحاولان القيام بعمليات استطلاع في منطقة فلاديميروفكا، وتدمير ناقلتي جنود مصفحتين و4 شاحنات صغيرة.
- تدمير 4 طائرات مسيرة، واعتراض 10 صواريخ من نوع "هيمارس" و""أوراغان"، وتدمير محطة رادار أمريكية من نوع "AN/TPQ-36"..
ولم تتمكن "العين الإخبارية" من التحقق بشكل مستقل، من المزاعم الروسية والأوكرانية، بشأن حصيلة الخسائر والهجمات التي أعلنتها كل منهما.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز