الحرب الروسية الأوكرانية.. "أمن الطاقة" عنوان المرحلة
لا يشغل العالم في هذه الأيام إلا وضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، وملف أمن الطاقة في ظل تزايد الأسعار وفرض قرارات عقابية ضد روسيا.
وفي هذا الإطار، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حلقة نقاشية، الأربعاء، تحت عنوان "الأزمة الأوكرانية: التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية إقليميا وعالميا"، شهدت مشاركة لفيف من الخبراء.
وفي مستهل الحلقة النقاشية، قال الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن "الحرب الروسية- الأوكرانية تثير العديد من المخاوف الإقليمية والعالمية المتعلقة بخطر اتساعها لتضع العالم برمته على حافة الانزلاق في أتون حرب عالمية جديدة مدمرة في ظل الإصرار الروسي على مواصلة الحرب حتى تحقق أهدافها، والإصرار الغربي على معاقبة روسيا واستنزافها ورفع تكلفة الحرب عليها إلى أقصى ما يمكن".
وتابع: "نتيجة هذه الحرب والتداعيات التي ستخلفها، سترسم، إلى حد كبير، ملامح النظام العالمي المستقبلي بصرف النظر عن طبيعة الطرف الذي سيحقق أهدافه منها".
وأضاف: "من الضروري إعلاء صوت الحكمة وتغليب المصلحة العامة للشعوب والجلوس إلى مائدة المفاوضات وإجراء الحوارات البناءة لأن العالم ليس بحاجة إلى حروب مدمرة".
تداعيات اقتصادية
وحول التداعيات الاقتصادية للحرب الأوكرانية، قال ستيفن سكالت، وهو باحث رئيسي في قسم الدراسات الاقتصادية في مركز تريندز للبحوث، إنه "بالنظر إلى أهمية روسيا كموِّرٍد للطاقة، فإن أي انخفاض كبير وسريع في صادراتها من الطاقة سيؤثر تأثيرا كبيرا في الأسواق العالمية على المدى القريب".
وتابع: "نتيجة للأزمة، ستسعى الدول الأوروبية جاهدًة إلى تقليل اعتمادها على مصادر الطاقة المستوردة، والاتجاه إلى إنتاج أكثر توزيعا يضمن استقلاليتها في هذا المجال، ويجعلها في مأمن من الأحداث الخارجية".
وأضاف: "في ظل انعدام القدرة على سد النقص المحتمل في صادرات الخام الروسية بشكل كامل وفوري، سيركز العمل الدولي المنَّسق على زيادة الإنتاج لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط تدريجيا واستعادة توازن العرض والطلب عند مستويات أسعار منخفضة".
كما قال أيضا: "من المرجح أن يحتل أمن الطاقة وموثوقيتها الصدارة من حيث تخطيط الطاقة على المدى الطويل. وسيكون من اللازم التوفيق بين هذه الأولويات والاستدامة وتغُّير المناخ بحيث يمكن تحقيق الهدفين معا".
الشرق الأوسط وأفريقيا
وقالت علياء العوضي، الباحثة بقسم الدراسات الاقتصادية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمتها، إن التداعيات الرئيسية للأزمة على بلدان منطقة الشرق ُالأوسط وشمال أفريقيا تتعلق بسلعتين أساسيتين تعتبران من أهم الصادرات الروسية التي تهددها العقوبات في الوقت الحالي، وهما النفط والقمح.
وتابعت: "العقوبات على روسيا شكلت صدمة اقتصادية كلية سيكون لها تأثيرات واسعة على جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن هذه التأثيرات لن تطال جميع البلدان بالتساوي، كما هو حال جميع الصدمات، وخير مثال على ذلك جائحة كوفيد-19".
وجاءت الحلقة النقاشية غداة إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حظر واردات النفط والغاز الروسية في الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الأمريكي في كلمة متلفزة، حظرا على واردات النفط الروسية في تشديد جديد للعقوبات المفروضة على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال بايدن إن بلاده نسقت قرار حظر الواردات النفطية مع عدد من الشركاء، موضحا أن الولايات المتحدة ستتضرر من قرار حظر واردات النفط الروسية.