الأزمة الأوكرانية على مائدة "تريندز".. محددات الموقف الروسي
في وقت يغلفه الضبابية، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات في دولة الإمارات، حلقة نقاشية مهمة حول الأزمة الأوكرانية وتداعياتها.
الحلقة النقاشية التي جرت تحت عنوان "الأزمة الأوكرانية: التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية إقليميا وعالميا"، شهدت مشاركة لفيف من الخبراء، وطرح لمواقف الأطراف المختلفة.
وبدأت الحلقة النقاشية، بإلقاء الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، كلمة ترحيبية بالمتحدثين والمشاركين في المناقشات.
وفي بداية المناقشات، قالت أمل البريكي نائبة رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية "تريندز" للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات، إن "نتائج الحرب ستكون كارثية وستغير نظام العالم ولن تدعم العالم في تحقيق أي إنجازات".
وتابعت: "العالم لا يتحمل حربا أخرى وعلينا أن نقوم بالمناقشات التي تسعى للسلام"، مضيفة: "العالم يواجه تحديات إنسانية كبيرة وهناك 2 مليون لاجئ و7 مليون يسعون للهجرة" جراء الأزمة الأوكرانية.
ومضت قائلة "في الندوة، سنتناول الأزمة وتداعياتها، ومواقف الأطراف المختلفة".
الموقف الروسي
وبعدها، بدأ دكتور أرسن سابروف، الأستاذ مساعد ببرنامج الأمن الوطني، في أكاديمية ربدان بدولة الإمارات، الحديث عن محددات الموقف الروسي واتجاهاته المحتملة.
وقال سابروف: "لدي تساؤلات وكلها قابلة للنقاش، الحديث في هذا الصراع.. ومن المهم الحديث عن أن هذا الصراع له تاريخ طويل".
ولفت سابروف إلى "عددا من التطورات التاريخية التي أنتجت أوكرانيا بشكلها وامتدادها الإقليمي الحالي، وساهم بها الاتحاد السوفيتي السابق".
وقال في هذا الإطار، إن "شبه جزيرة القرم كانت جزءا من روسيا حتى عام ١٩٥٤، ثم منحها زعيم الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف، إلى أوكرانيا لأسباب اقتصادية"، لافتا إلى أن "روسيا ترى أن الوضع الجغرافي الحالي لأوكرانيا تكون نتيجة قتال جيش الاتحاد السوفيتي السابق في الحرب العالمية الثانية، وتحريره المناطق المختلفة من سيطرة ألمانيا النازية".
كما قال "في سياق الأزمة الحالية مع أوكرانيا، إذا نظرنا إلى تاريخ روسيا فإنها تعرضت لأكثر من غزو في آخر ٣٠٠ سنة؛ بداية من جيش نابليون بونابرت، ثم ألمانيا، وجميع محاولات الغزو الروسي جاءت من الشرق.. لذلك تشعر روسيا بالتهديد من الشرق، وتبحث عن منطقة عازلة في جوارها الشرقي".
توسع الناتو
ولفت سابروف إلى أن "روسيا بدأت التعاطي مع عمليات توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في دول أوروبا الشرقية السابقة، في عام ٢٠٠٨"، مشيرا في هذا الإطار إلى "الحرب بين روسيا وجورجيا".
وقال: "في ٢٠٠٨ بدأت روسيا التعاطي مع عمليات توسع الناتو شرقا، وبدأت الحرب بين مع جورجيا، التي بدأتها الأخيرة عندما هاجمت قوات حفظ السلام".
وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال سابروف إن "كييف أرادت أن تصبح جزءا من الناتو"، مضيفا أن "روسيا رأت الاحتجاجات وتغيير النظام في ٢٠١٤، كـ(انقلاب) وتحركت لضم شبه جزيرة القرم".
ومضى قائلا إن "روسيا تريد منذ ذلك الوقت، تشكيل واقع يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو، ووقعت على اتفاقات مينسك لتحقيق هذا الهدف، لأن أوكرانيا إذا طبقت هذه الاتفاقات لن تكون قادرة على الانضمام للناتو"، على حد قوله.
وحول ما حرك القرار الروسي لشن عملية عسكرية في أوكرانيا، قال سابروف: "أعتقد أن أوكرانيا أصبحت جزءا من الناتو من الناحية الواقعية، وليس القانونية، وهذا ما حرك القرار الروسي لشن العملية العسكرية".
ومضى قائلا: "هدف روسيا هو السيطرة على شرق أوكرانيا، ومنع أي مدخل لغرب أوكرانيا، للبحر الأسود".
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز