الأزمة الروسية الأوكرانية.. العالم لن يعود كما كان
أكد خبراء سياسيون واقتصاديون، الأربعاء، أن العالم لن يعود كما كان قبل الأزمة الروسية الأوكرانية، وكذلك علاقات موسكو مع العالم.
جاء ذلك، خلال تناول مركز تريندز للبحوث والاستشارات في دولة الإمارات، في حلقة نقاشية مهمة، محددات مواقف الأطراف المختلفة في الأزمة الأوكرانية.الحلقة النقاشية التي جرت تحت عنوان "الأزمة الأوكرانية: التداعيات الاستراتيجية والاقتصادية إقليميا وعالميا"، شهدت مشاركة لفيف من الخبراء، وطرح لمواقف الأطراف المختلفة.
وفي بداية الحلقة النقاشية، تحدث دكتور أرسن سابروف، الأستاذ مساعد ببرنامج الأمن الوطني، في أكاديمية ربدان بدولة الإمارات، عن محددات الموقف الروسي واتجاهاته المحتملة.
الموقف الغربي
فيما تناول دكتور كريستيان ألكسندر، رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، محددات الموقف الغربي من الأزمة واتجاهاته المستقبلية.
وقال كريستيان في كلمته إن "هناك اختلافات داخلية في الغرب فيما يتعلق برؤى الدول المختلفة للأزمة الحالية في أوكرانيا، استنادا لمصالح أمنية واستراتيجية واقتصادية".
وأوضح: "بولندا تخشى غزوا روسيا وأزمة لاجئين في ظل الوضع الصعب على حدودها، وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية تتخوف من انقطاع إمدادات الطاقة الروسية".
وحول الوضع الميداني، قال كريستيان إن "خبراء غربيين يرون أن خطوة فرض حظر طيران فوق أوكرانيا، يمكن أن تقود لصدام مباشر بين الناتو وروسيا".
وأضاف: "أظهرت استطلاعات رأي أن المواطنين الأوروبيين يرون أن الأزمة الأوكرانية أوروبية الطابع، وعلى الاتحاد أن يدافع عن أوكرانيا".
كريستيان ألكسندر قال أيضا إن "هناك تساؤلات حول جدوى العقوبات الغربية على روسيا وهل تعمل بشكل جيد، وهذا يحرك جدلا في عواصم أوروبية مختلفة".
وتحدث ألكسندر أيضا عن الصين، وقال إن "مقاربة بكين للأزمة تنطلق من مصالح ومنطلقات متعددة، أولها العلاقات الجيدة التي تصل حد الصداقة مع روسيا، واستراتيجية الحياد المدروس على المستوى الدولي؛ وهو ما ظهر في امتناع الصين عن التصويت داخل أروقة الأمم المتحدة في القرارات المتعلقة بالأزمة".
حسابات متعددة
وذكر ألكسندر أيضا، أن "الصين أيضا تبني موقفها على أساس تأييدها لمبادئ التكامل الإقليمي وسيادة الدول، كما تؤكد على الحلول الدبلوماسية للأزمة"، مضيفا أن "الصين وروسيا يتفقان بشكل مشترك على موازنة الطموحات الأمريكية".
ولفت إلى أن "هناك تساؤلات تحكم مستقبل وسيناريوهات الصراع، أولها هل تكون الحرب طويلة الأمد، وهل تسيطر روسيا على أوكرانيا بالكامل؟، وأيضا هل تؤثر العقوبات بشكل كبير على روسيا وتدفعها لتغيير توجهها؟".
وتابع "العالم لن يعود لما قبل الأزمة، وعلاقات روسيا مع العالم لن تصبح كما كانت قبل".
وبعد ذلك، تحدثت الدكتورة آنا دولديز الأستاذ المشارك في برنامج الشرطة والأمن في أكاديمية ربدان في دولة الإمارات، مؤكدة أن "الحرب في أوكرانيا ستعيد تشكيل العلاقات الدولية، وسينتج عنها الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسية".
وتابعت "مما لا شك فيه أن الأحداث المتعلقة بأزمة أوكرانيا، هي اختبار جاد للنظام العالمي كما نعرفه اليوم".
وأضاف: "هناك ردود فعل جماعية وفردية داخل الاتحاد الأوروبي على الأفعال الروسية"، لافتة إلى أن "البريكست على سبيل المثال لم يحدث فرقا في المواقف الأوروبية، فقد وجدت بريطانيا نفسها في وسط الموقف الأوروبي في هذه الأزمة".
وتابع: "لاحظنا أيضا على سبيل المثال، تحالفا جديدا في أوروبا بين بولندا وأوكرانيا وبريطانيا، في ظل غياب الرد السريع مع الناتو في بداية الأزمة".
ومضت قائلة: "كل هذه الملاحظات مهمة، وتحمل تأثيرات مختلفة"، موضحة أن "النظام العالمي قائم على ترتيبات موروثة من الحرب العالمية الثانية، تنعكس في تركيبة مجلس الأمن، ولا نستطيع تغييرها، ولا نستطيع تغيير الواقع في مجلس الأمن".
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز