«حرب اتهامات» خلف الجبهات.. من يُعطّل هدنة أوكرانيا؟

حرب اتهامات بين روسيا وأوكرانيا بالسعي لإفشال أي اتفاق قد يفضي إلى هدنة في البحر الأسود وتعليق الضربات على مواقع الطاقة.
وصباح اليوم الأربعاء، ندد الجانبان المتحاربان بهجمات نفذها كل منهما خلال الليل.
وبعد جولة من الجهود الدبلوماسية في السعودية استمرت من الأحد حتى الثلاثاء تفاوضت خلالها الولايات المتحدة بشكل منفصل مع الوفدين الروسي والأوكراني، أُعلن اتفاق بشأن هدنة مستقبلية في البحر الأسود وإعادة تفعيل اتفاق للسماح بالملاحة التجارية في هذه المنطقة.
لكن موسكو وضعت شروطا صارمة لتنفيذه، وهي رفع بعض العقوبات المفروضة عليها على خلفية عمليتها العسكرية بأوكرانيا.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء بالهجمات الروسية المتواصلة، بعدما أطلقت موسكو أكثر من مئة مسيّرة خلال الليل.
وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي إن "شن مثل هذه الهجمات الواسعة النطاق بعد مفاوضات وقف إطلاق النار هو إشارة واضحة للعالم أجمع إلى أن موسكو لن تسعى إلى سلام حقيقي".
وأضاف أنه تم إسقاط "عدد كبير" من المسيّرات، مفيدا في الوقت نفسه بوقوع "أضرار في منازل ومتاجر ومنشآت مدنية" بمنطقة سومي (شمال) وتضرر شركة في كريفيه ريه (وسط).
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن "كييف أثبتت أنها ليست عائقا أمام السلام"، وعلى روسيا أن تثبت "عبر أفعال ملموسة وليس عبر مناورات أنها ترغب فعلا في وقف الحرب".
"خداع العالم"
ودعا زيلينسكي حلفاءه إلى ممارسة "ضغط" على الكرملين، وطالب "بمزيد من العقوبات من جانب الولايات المتحدة" التي بدأ رئيسها دونالد ترامب التقارب مع موسكو.
ومن الجانب الروسي، اتّهمت وزارة الدفاع أوكرانيا بشن هجمات على منشآت طاقة، قائلة: "رغم إعلان زيلينسكي العلني قبول الاتفاقات الروسية-الأمريكية (..) واصل نظام كييف هجماته".
وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان إن "الدولة المعتدية" ساقت "اتهامات كاذبة ولا أساس لها بهدف تمديد الحرب وخداع العالم".
وعقب المفاوضات في السعودية، أصدر البيت الأبيض بيانين منفصلين بشأن وقف الضربات على منشآت الطاقة، لكن لم يتم ذكر أي تاريخ ولا أي شروط في هذا الصدد.
ويفيد البيانان بأن الطرفَين وافقا على "وضع إجراءات لتنفيذ (..) اتفاق لوقف الضربات على منشآت الطاقة" في البلدين.
وتقول موسكو إنها توقّفت عن استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية منذ 18 مارس/آذار الجاري، ومنذ مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض خلالها الأخير الاقتراح الأمريكي بهدنة شاملة وغير مشروطة.
من جهتها، تقول أوكرانيا إن ذلك غير صحيح، لكنها لم تنشر قائمة للمواقع المتضررة.
وتعتبر كييف أن روسيا تحاول كسب الوقت من خلال رفض وقف إطلاق النار لتعزيز تفوقها العسكري على الأرض.
وقال دونالد ترامب في مقابلة الثلاثاء: "أظن أن روسيا تريد إنهاء (الحرب) لكنها ربما تماطل".
قمة في باريس
وفي ما يتعلق بالبحر الأسود، قال الكرملين إنه يجري اتصالات مع واشنطن لبدء تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الثلاثاء، والذي ينص على وقف الأعمال القتالية فيه وإعادة تفعيل اتفاق البحر الأسود التي أوقفت روسيا العمل بها صيف 2023.
وتطالب روسيا خصوصا برفع العقوبات المصرفية التي تبناها الغرب والتي تعوق بحكم الأمر الواقع الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة عن طريق البحر.
وسمح اتفاق البحر الأسود لأوكرانيا بين يوليو/تموز 2022 والشهر نفسه من عام 2023، بتصدير منتجاتها من الحبوب التي يعتمد عليها العديد من دول العالم، رغم وجود الأسطول الروسي في المنطقة.
وانتهى الاتفاق عندما انسحبت منه روسيا متهمة الغرب بعدم احترام التزاماته بتخفيف العقوبات على الصادرات الروسية.
وأنشأت أوكرانيا ممرا بحريا لتصدير منتجاتها بأمان منذ عام 2023، لكن الهجمات الروسية لم تتوقف على ميناء أوديسا وعلى سفنها.
وأكد الكرملين الأربعاء أنه يجري حوارا "مكثّفا" مع الولايات المتحدة يتعلّق بأمور من بينها العقوبات، بعدما تفاوض الطرفان على أطر وقف لإطلاق النار في البحر الأسود إلى جانب أوكرانيا.
ولدى سؤاله عن موعد رفع الولايات المتحدة العقوبات، أفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "نواصل الاتصالات مع واشنطن وبشكل مكثّف... ونحن راضون عن مدى فعالية سير الأمور".
من جانبه، أكد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي الأربعاء أن الانسحاب "غير المشروط" للقوات الروسية من "كامل أراضي" أوكرانيا هو أحد الشروط الرئيسية لرفع العقوبات الأوروبية عن روسيا أو تخفيفها.
وفي ظل التقارب الروسي الأمريكي الذي يثير قلق كييف وأوروبا، يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الأوكراني في الإليزيه مساء الأربعاء "للتحضير" لقمة مقررة الخميس في باريس تشارك فيها دول "تحالف الراغبين" المستعدين لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.
aXA6IDMuMTM1LjIzNy4xNTMg جزيرة ام اند امز