حرب أوكرانيا.. هجوم روسي مكثف وترامب يشكك بنوايا بوتين

تصاعدت حدة المواجهات بين روسيا وأوكرانيا مع تكثيف القصف الروسي على مدينة كريفي ريه وسط البلاد، ما أسفر عن دمار كبير وفقًا للسلطات الأوكرانية.
في الوقت ذاته، أكدت موسكو أن محطة زابوريجيا النووية ستبقى تحت سيطرتها، رافضة أي حديث عن نقل إدارتها إلى أوكرانيا أو أي طرف آخر.
- دعم أوكرانيا.. مهمة أوروبا المحفوفة بالمخاطر
- تفاؤل وعقبات.. سباق دبلوماسي لإنهاء حرب أوكرانيا قبل 20 أبريل
على الصعيد السياسي، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن روسيا قد تتلكأ عمدًا في إنهاء الحرب، مشيرًا إلى احتمال أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يماطل في التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا لتحقيق مكاسب إضافية.
تصريحات ترامب تأتي وسط استمرار الجهود الدبلوماسية للضغط على طرفي النزاع لإنهاء القتال، بينما تبقى المعارك على الأرض مشتعلة مع استخدام أسلحة متطورة، لا سيما الطائرات المسيّرة.
تكثيف الضربات الروسية
أفادت السلطات الأوكرانية بأن روسيا شنت هجومًا واسعًا بطائرات مسيرة على مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما أسفر عن دمار هائل في البنية التحتية.
ووفقًا لرئيس الإدارة العسكرية في المدينة أولكسندر فيلكول، فإن 15 انفجارًا على الأقل هزت المنطقة خلال ساعات الليل، واصفًا الأمر بأنه "معجزة" أن أحدًا لم يُقتل في الهجوم.
موسكو: زابوريجيا ستبقى روسية
وفي تطور آخر، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي أكبر محطة من نوعها في أوروبا، ستظل تحت السيطرة الروسية، معتبرة نقل إدارتها إلى أوكرانيا أو أي جهة أخرى "أمرًا مستحيلًا". وأكدت موسكو أن ضم زابوريجيا في عام 2022 وفقًا لاستفتاءات نظمتها في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها جعل المحطة ملكية روسية رسمية، وهو ما ترفضه كييف والدول الغربية التي تعتبر الاستفتاءات غير شرعية.
ورغم عدم تشغيل المحطة حاليًا، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تواصل مراقبة الوضع هناك، وسط مخاوف متزايدة من وقوع كارثة نووية بسبب استمرار المواجهات العسكرية في المنطقة.
ترامب: روسيا ربما تماطل
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع شبكة نيوزماكس إنه يعتقد أن روسيا ترغب في إنهاء الحرب، لكنه لم يستبعد أن تكون موسكو تماطل في المفاوضات.
وأضاف: "لا أعرف، لكنني أعتقد أن روسيا تريد إنهاء الأمر، إلا أنهم ربما يماطلون. أحيانًا يفضّل المرء البقاء في اللعبة وعدم توقيع الاتفاق مباشرة، ربما هذا ما يفعله بوتين".
وأشار ترامب إلى أن الخسائر البشرية في الحرب ضخمة، إذ تخسر روسيا وأوكرانيا معًا حوالي 2500 جندي أسبوعيًا.
وأضاف: "أرى صورًا مروعة من ساحات القتال... أطراف وأرجل ورؤوس متناثرة في كل مكان. الأسلحة المستخدمة أصبحت جنونية، وخاصة الطائرات المسيرة. أريد فقط أن أرى هذا يتوقف."
أبعاد سياسية واقتصادية
وبينما تستمر الحرب في التصعيد العسكري، تسعى روسيا لتعزيز نفوذها الاقتصادي من خلال اتفاقيات جديدة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن اتفاق الأمن البحري في البحر الأسود يهدف إلى ضمان قدرة موسكو على تصدير الحبوب والأسمدة دون عوائق.
واعتبر أن هذا الأمر ضروري لتحقيق الأمن الغذائي العالمي، لا سيما في أفريقيا والجنوب العالمي.
في المقابل، لا تزال أوكرانيا تطالب بمزيد من الدعم العسكري والدبلوماسي من الغرب، وسط دعوات أمريكية وأوروبية لإيجاد حل دبلوماسي دائم، في وقت يحذر فيه مراقبون من تصعيد عسكري جديد قد يزيد الوضع تعقيدًا ويدفع المنطقة إلى مرحلة أكثر خطورة.