بعيدا عن السلاح.. أوكرانيا تعاني «نقصا ناطقا» في الجبهات
تكثف أوكرانيا ومعها حلفاؤها الأوروبيون، الضغط، للحصول على أسلحة وتدريبات جديدة.. لكن هل هذه هي المعضلة الوحيدة أمام كييف؟
تقريرٌ طالعته "العين الإخبارية" في موقع "بوليتيكو" الأمريكي، تحدث عن خطر يلف دعم واشنطن لكييف، بسبب القيادة الجديدة في مجلس النواب والأزمة الحاصلة في الشرق الأوسط حيث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي أحدث مثال على ذلك، قام وفد من المسؤولين والمستشارين الأوكرانيين بزيارة العاصمة الأمريكية، أواخر الأسبوع الماضي، لمشاركة قائمة أمنيات كييف الأخيرة.
قائمةٌ تشمل تدريب القوات البحرية، ودفاعات جوية جديدة لإسقاط القنابل الروسية، والنسخة طويلة المدى ذات الرأس الحربي الواحد من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي الذي يقول الموقع إن إدارة الرئيس جو بايدن "شحنته سراً إلى أوكرانيا الشهر الماضي".
وكان الممثلون الذين أتوا إلى الولايات المتحدة يدركون أنهم بحاجة إلى تكييف رسالتهم بما يتناسب مع اللحظة الراهنة.
وتعد الزيارة جزءا من حملة ضغط أكبر تقوم بها أوكرانيا وحلفاؤها لتأمين مساعدات إضافية حيث يبدو الدعم الدولي متذبذبا.
ومع عدم تحقيق الهجوم الأوكراني المضاد، الذي بدأ في الربيع، يُقدر كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن كييف لم يتبق لها سوى بضعة أسابيع قبل أن يبدأ الطقس الشتوي ويوقف القتال.
من ناحية أخرى، يشير الموقع الأمريكي إلى أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، كانت سببا في تحويل الانتباه عن محنة كييف.
وهو ما ترجمه كلام رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد مايك جونسون، بأنه سيطرح مشروع قانون مستقل بشأن المساعدات لإسرائيل على البرلمان هذا الأسبوع، مما يهمش المساعدات الجديدة لكييف.
وأمس الثلاثاء، قال البنتاغون إن لديه ما يزيد قليلا عن 5.4 مليار دولار من سلطة السحب الرئاسي المتبقية لإنفاقها على المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وكان الرئيس جو بايدن، قد طلب من الكونغرس 60 مليار دولار إضافية لكييف، في طلب تمويل طارئ شامل يتضمن أيضا مساعدة لإسرائيل.
ومؤخرا، كثّف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعواته للمساعدة، حيث التقى يوم الإثنين، العديد من المشرعين.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، كرر الحجة القائلة بأن "روسيا لا تهدد أوكرانيا فحسب، بل أوروبا بأكملها".
وكتب "الدعم القوي وطويل الأمد سيحقق نصرا مشتركا ويستعيد الاستقرار في أوروبا والعالم".
مشكلة أخرى
وقالت أندريانا سوساك أريختا، رقيب أسلحة في القوات الخاصة الأوكرانية أصيبت في انفجار لغم مضاد للدبابات خلال مهمة بالقرب من خيرسون، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن على الولايات المتحدة تسريع تدريب طياري طائرات F-16.
وبدأ الطيارون الأوكرانيون هذا الشهر في تعلم قيادة الطائرات، لكنهم لن يصلوا إلى ساحة المعركة بشكل واقعي حتى العام المقبل. وفق "بوليتيكو".
وحول هذا الموضوع، قال متحدث باسم البنتاغون، يوم الثلاثاء، إن التدريب سيستغرق من خمسة إلى تسعة أشهر.
في السياق ذاته، نقلت مجلة "تايم" عن أحد مساعدي زيلينسكي، أن الجيش الأوكراني في حاجة ماسة إلى القوى البشرية. وفق ما أورده موقع "إنسايدر" الأمريكي.
واعتبر المسؤول الذي لم يتم الكشف عن اسمه، أن نقص الجنود يعني أن أوكرانيا غير قادرة على الاستخدام السليم للمعدات التي يقدمها الغرب.
وبالإضافة إلى سقوط ضحايا، يحاول العديد من الأوكرانيين الهروب من التجنيد.
ومنذ بداية الحرب، ألقى العديد من المسؤولين الأوكرانيين باللوم في الصعوبة التي واجهوها في صد الهجوم الروسي، على بطء وتيرة تسليم الإمدادات من قبل حلفائهم.
ومع ذلك، وفي تقرير مجلة تايم الأمريكية، سلّط المسؤول الأمريكي، الضوء على مشكلة مختلفة، قائلا في إشارة إلى الأسلحة الغربية "ليس لدينا الرجال الذين يستخدمونها".
وعلى الرغم من أن أوكرانيا لا تذكر أرقاما عامة لخسائرها البشرية، إلا أن التقديرات الغربية تشير إلى أنها فقدت ما يزيد عن 100 ألف ضحية.
وفي هذا الصدد، لفت تقرير التايم أيضا إلى أن أوكرانيا تكافح من أجل منع الرجال في سن القتال من الفرار من البلاد.
وبموجب النظام القانوني الحالي للأحكام العرفية، لا يُفترض بالرجال الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا مغادرة البلاد.