حرب أوكرانيا.. «الأسود» يبتلع المُسيرات وكييف تحت «أصعب الاختبارات»
في الشهر العشرين للحرب الأوكرانية، تجد كييف نفسها أمام أصعب الاختبارات ومقبرة المُسيرات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن دفاعاتها الجوية أسقطت أكثر من 30 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم، خلال الساعات الماضية.
في هذه الأثناء، ولأكثر من أسبوعين، تركز القوات الروسية جهودها على مدينة أفديفكا الصناعية الشرقية، في مواجهة يقول مراقبون إنها في حال نجاحها، فإنها ستمثل انتصارا في ساحة المعركة لروسيا هذا العام.
ويقدر المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون أن روسيا نشرت ما لا يقل عن ثلاث كتائب تضم آلاف الجنود في القتال من أجل أفديفكا، الذي بدأ في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويأتي في لحظة حاسمة، حيث يسعى الجانبان إلى اغتنام زمام المبادرة قبل حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون ذلك.
ويهدد الهجوم الروسي بجذب انتباه أوكرانيا بعيدا عن هجومها المضاد في الجنوب حيث لا تزال كييف تأمل في تحقيق انفراجة بعد أشهر من النجاح المحدود ضد الدفاعات الروسية شديدة التحصين.
"أصعب الاختبارات"
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الرابع، تُشكل هذه الموجة أحد أصعب الاختبارات الدبلوماسية لأوكرانيا.
واتهمت بعض الدول العربية والإسلامية التي قدمت في بعض الأحيان دعما حاسما لأوكرانيا، الغرب باتباع معايير مزدوجة في غزة، في إشارة إلى الإدانة الواسعة للوفيات بين المدنيين في أوكرانيا مقارنة بالانتقادات الصامتة لإسرائيل.
ومع ذلك، تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن التوتر مع الدول الإسلامية والعربية ليس سوى أحد المخاطر التي تواجه كييف، والتي يجب عليها الآن أيضا أن تتعامل مع تحول انتباه العالم إلى حد كبير إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فضلاً عن المطالب المتنافسة للحصول على الدعم العسكري الأمريكي في وقت ينتقد فيه مجلس النواب الأمريكي.
وللتو، انتخب الجمهوريون رئيسا جديدا لمجلس النواب، وهو مايك جونسون، الذي عارض إرسال مساعدات إضافية إلى أوكرانيا.
وقالت راندا سليم، الخبيرة في بناء السلام في معهد الشرق الأوسط، إن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الحفاظ على علاقتها مع موسكو، ويرجع ذلك جزئيا إلى نفوذ روسيا في سوريا.
وأشارت إلى أن إسرائيل رفضت عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالزيارة بعد هجوم حماس، على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واعتبرت سليم، أن موقف زيلينسكي المؤيد لإسرائيل “لم يكن منطقيا”، مستدركة: "زيلينسكي يمكنه كسب المزيد من الأصدقاء إذا كان مستعدا للقول إن ما تفعله روسيا في أوكرانيا هو ما تفعله إسرائيل في غزة".
لكنها قالت: "لا أرى أن أوكرانيا مستعدة للقيام بذلك أو راغبة في القيام بذلك".
وفي بداية هجوم حماس، قارن زيلينسكي وأعضاء فريقه حماس بروسيا، قائلين إن الأوكرانيين لديهم “فهم خاص لما يحدث” للإسرائيليين. (هناك أعداد كبيرة من المهاجرين الأوكرانيين والروس يعيشون في إسرائيل).
لكنه وبعد 10 أيام فقط، ألمح زيلينسكي بشكل غير مباشر إلى قصف غزة من خلال الدعوة إلى ضرورة حماية المدنيين ووقف التصعيد.
وفي الوقت نفسه، ابتعد الرئيس الأوكراني عن انتقاد الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، على الرغم من مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين..
ويرى مراقبون، أنه مع تقدم روسيا في الكثير من الجبهات، فإن أوكرانيا لا تستطيع أن تتحمل خسارة أي أصدقاء.
وهو ما يبرز جليا في ضوء المعارضة المتزايدة من قِبَل الجمهوريين في الكونغرس لإرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا.
وقد اقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن مساعدة إضافية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا.
وفي خطاب ألقاه مؤخرا، ربط بايدن ذلك بزيادة التمويل لإسرائيل وتعزيز حماية الحدود في الولايات المتحدة.
لكن يتعين على البيت الأبيض الآن أن يتعامل مع جونسون، رئيس مجلس النواب الجديد، الذي صوت مرارا وتكرارا ضد المزيد من التمويل لأوكرانيا، وأخبر قناة "فوكس نيوز" الأمريكية أنه ينوي فصل تمويل كييف عن المساعدة لإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، في أوروبا، يحاول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، على هامش مؤتمر في الصين، إسقاط اقتراح مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسيتم التصويت على الحزمة في ديسمبر/كانون الأول القادم، كجزء من ميزانية الكتلة الأوروبية للفترة 2023-2027. لكن الموافقة عليها تتطلب إجماع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز