متى وكيف تنتهي حرب أوكرانيا؟ إليك الاحتمالات
في 24 فبراير/شباط عام 2022، بدأت روسيا ما وصفته بـ"عملية عسكرية خاصة"، توقعت من خلالها سقوط كييف والسيطرة على الحكومة، خلال أيام.
وبعد مرور عام، لم تدافع أوكرانيا عن عاصمتها ودفعت القوات الروسية للتراجع منها والمناطق المحيطة بها فحسب، بل دفعتهم من الشمال الشرقي حول خاركيف في هجوم خريفي خاطف.
وبعد فترة وجيزة، تخلت القوات الروسية عن العاصمة الإقليمية خيرسون بعد 6 أسابيع فقط من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين ضمها إلى روسيا بجانب ثلاث مقاطعات أوكرانية أخرى.
ومع اقتراب الربيع، تستعد أوكرانيا وروسيا للهجوم. وهناك تقييمات بأن هجوما روسيا جديدا بدأ بالفعل، مع محاولات كييف للدفاع شمال وجنوب باخموت قبل وصول مزيد من الدروع التي يوفرها الغرب، بما في ذلك الدبابات، إلى ساحات المعركة.
كما تجهز أوكرانيا نفسها لاحتمال أن تفتح روسيا جبهات جديدة، وربما حتى تحاول شن هجوم آخر على المدينتين الرئيسيتين، خاركيف وكييف.
ومع دخول الحرب عامها الثاني، ليس هناك آفق لنهايتها، لكن متى تحين النهاية وكيف ستبدو؟
وفي السطور التالية، تجيب صحيفة "التايمز" البريطانية عن ذلك بمجموعة من الاحتمالات.
اتفاق سلام
يٌعتقد على نطاق واسع أن بوتين يعلق آماله على إجبار كييف على سلام غير ملائم لها.
وبالنسبة لموسكو، يجب أن يمثل ذلك على الأقل تقدما فيما حققته بالفعل بالضم غير القانوني للقرم والسيطرة بحكم الواقع على جزء من منطقة دونباس التي يحكمها الانفصاليون المدعومون روسيا.
وقد تكون السيطرة على دونباس بالكامل أقل تسوية يقبلها بوتين في هذا الاحتمال. ويبدو من غير المرجح أن تتخلى روسيا طواعية عن الممر البري على طول الحرب الأسود الذي يربط روسيا الاتحادية بالقرم.
ويعتبر إحضار أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات مهمة جبارة؛ إذ انتهكت روسيا بالفعل كل اتفاقية تتعلق بالأراضي أبرمتها مع أوكرانيا، وفق التايمز.
حرب استنزاف
وقال أوليكسي دانيلوف، مستشار الأمن القومي لزيلينسكي، لصحيفة "التايمز" إن الحرب تدخل الآن ثالث مرحلة لها، حرب الاستنزاف.
ويندرج معظم القتال خلال الشتاء الحالي ضمن هذه الفئة. إذ تسعى روسيا لاستنزاف موارد أوكرانيا؛ جيشها، واقتصادها، ومقاومة شعبها. ويأتي ذلك بتكلفة استثنائية لموسكو، التي تقدر خسائرها بـ200 ألف قتيل أو مصاب، في حين دٌمر نصف دباباتها، على حد قول التايمز.
ومع ذلك، فإن مجموعة المقاتلين في الجيش الروسي أكبر بكثير من أوكرانيا، وكذلك مستودع أسلحة روسيا أكبر من أوكرانيا، لذلك يبدو أن حرب الموارد لا تزال في صالح روسيا، رغم أن أوكرانيا يمكن أن تستمر في القتال لفترة طويلة قادمة، بسبب الدعم الغربي.
ويمكن لحرب استنزاف تستمر لسنوات على مستويات مختلفة من الشدة، وتشمل قتال القوات الخاصة على خطوط التماس واستمرار القصف طويل المدى للأراضي الأوكرانية من روسيا، أن تسيطر على المشهد دون تحرك كبير على خرائط السيطرة الإقليمية.
وقف إطلاق النار
من شأن وقف لإطلاق النار أن يؤدي إلى تجميد الصراع، حيث تبقى الأمور العالقة بدون حل وهو ما يفرق بينه وبين اتفاق السلام.
ومن المرجح أن يحدث ذلك فقط في حال حدوث مأزق دائم في ساحة المعركة، ويؤدي إلى صراع متجمد قد يحتد أو يهدأ وفقًا لعوامل أخرى.
انسحاب روسي وانتصار أوكراني
يتبع استعادة أوكرانيا لكل قطعة من الأراضي تراجع روسي كبير تحت ضغط من القوات الأوكرانية. ويعتبر تراجع روسيا الكامل من الأراضي الأوكرانية سيناريو أقل احتمالا ويعتمد في النهاية على الأحداث داخل روسيا وكذلك على ساحة المعركة.
وتصر أوكرانيا على أنه يمكنها هزيمة روسيا بساحة المعركة وحتى رجحت أنه يمكنها تحقيق ذلك في غضون عام، طالما استمر الدعم الغربي. لكن كيف معنى النصر بالنسبة لأوكرانيا يظل غير واضح.
وتصر كييف على أنه يجب أن يتضمن النصر استعادة القرم، لكن يعتقد معظم الداعمين الغربيين أنه تمت خسارة شبه الجزيرة للأبد.
انهيار أوكراني وانتصار روسي
ربما تأرجح بوتين خلال الحرب، من السيطرة الكاملة إلى التسوية على الأراضي التي تم ضمها، لكن يظل النصر الكامل هو ما يتوق إليه. وسيحقق ذلك إعادة استيعاب أوكرانيا فيما يشبه الاتحاد الذي أقامه بالفعل مع بيلاروسيا.
حرب نووية أو تدخل الناتو
تضمنت أقصى تهديدات بوتين للغرب بشأن أوكرانيا، تلك النووية، سواء تلميحات أو تهديدات صريحة باستخدام الأسلحة النووية إما في أوكرانيا أو ضد العواصم الغربية التي دعمتها.
ولم يذهب بوتين إلى حد التعبئة العسكرية الكاملة بعد، ناهيك عن استخدام سلاح نووي، وهو خط قد يؤدي إلى تدخل الناتو.
حرب 2023
ورغم هذه الاحتمالات، رأى الكاتب البريطاني تيموثي جارتون، خلال تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن هجوما مضادا أوكرانيا هذا الربيع يمكنه تغيير مسار الحرب.
وقال إنه من الواضح للغاية أن هذا الربيع والصيف سيكونان فترة حاسمة للنصر الأوكراني. وفي الوقت الراهن، لا تزال روسيا تمتلك المبادرة الاستراتيجية في الشرق، في حين تتناقص ذخيرة أوكرانيا بشكل خطير، خاصة الأسلحة التي تعود لفترة الاتحاد السوفياتي.
ورأى أنه يمكن لهجوم مضاد أوكراني مخطط له هذا الربيع، باستخدام الكتائب الجديدة المجهزة والمدربة في الغرب، تغيير مسار الحرب.
فيما قال فرانك ليدويدج ضابط عسكري سابق خدم في البلقان والعراق وأفغانستان إن أوكرانيا الآن مزودة بالسلاح، لكن الاختبار العسكري الحقيقي في 2023 سيكون مدى تدريب جنودها على هذا السلاح.
وعلى مدار العام الماضي، بحسب قوله، تم التركيز على توفير المعدات: المدفعية، والأنظمة الصاروخية، والدبابات، والآن الطائرات. وكان هذا ولا يزال صحيحا تماما.
وفي حرب استنزاف مثل تلك الحالية، تحتاج أوكرانيا إلى استبدال المعدات التالفة والمدمرة بأخرى جديدة وأفضل منها. وعلاوة على ذلك، تشكل أوكرانيا كتائب جديدة مع نيتها تحقيق اختراقات مهمة في وقت لاحق من هذا العام لاستعادة الأراضي.