6 أشهر تحدد مسار الحرب.. هل تستعد كييف لهجوم واسع؟

تحشيد غربي للسلاح والذخيرة وحديث روسي عن هجوم لكييف في أبريل/نيسان على أقصى تقدير، يرسمان واقع الحرب الأوكرانية بنهاية شهرها الـ13.
وقال مسؤولون إن دول الاتحاد الأوروبي وافقت، اليوم الإثنين، على خطة لمنح مليون قذيفة مدفعية لأوكرانيا على مدى العام المقبل، من خلال البحث في مخزوناتها والتعاون لشراء المزيد.
وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور للصحفيين على هامش اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، "توصلنا إلى توافق سياسي لإرسال مليون طلقة ذخيرة عيار 155 مليمترا إلى أوكرانيا".
وحددت أوكرانيا إمداداها بقذائف عيار 155 ملليمتر على أنه احتياج ضروري، إذ تشترك في حرب استنزاف ضارية مع القوات الروسية، وهي حرب يطلق فيها الطرفان الآلاف من طلقات المدفعية كل يوم.
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة بصدد الموافقة على حزمة أخرى من المساعدة العسكرية لأوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار.
وقال بلينكن في بيان له: "تتضمن حزمة المساعدة العسكرية هذه المزيد من الذخيرة لراجمات صواريخ هيمارس ومدافع الهاوتزر المقدمة من الولايات المتحدة والتي تستخدمها أوكرانيا للدفاع عن نفسها".
كما تتضمن الحزمة ذخيرة لمركبات برادلي القتالية للمشاة وصواريخ هارم وأسلحة مضادة للدبابات وقوارب نهرية وغيرها من المعدات.
وفيما تتسارع خطى الغرب لدعم كييف بالأسلحة والذخيرة، قال رئيس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، إن أوكرانيا تخطط لهجوم مضاد في نهاية مارس/آذار الجاري أو مطلع أبريل/نيسان المقبل.
6 أشهر حرجة
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يفترض محللو حلف شمال الأطلسي "الناتو" البارزون أن أوكرانيا وروسيا يواجهان "ستة أشهر حرجة"، وفق ما ذكره مسؤول بارز في التحالف العسكري الغربي وكتاب آخرون لصحيفة "بيلد" الألمانية.
ولم يترك المسؤول أدنى شك في أن الأسلحة التي يوفرها الغرب حاليًا ستستخدم في وقت مبكر من شهر مايو/أيار المقبل لطرد في هجوم لطرد الجيش الروسي من جنوب وشرق أوكرانيا.
وقال المسؤول: "يبذل شركاء أوكرانيا حاليًا كل ما في وسعهم لتنفيذ هجوم مضاد ناجح، بما يشمل التدريب والمواد واللوجستيات والمعلومات السرية"، مضيفا أن "ما نستعد له هو هجوم الربيع أو الصيف.. ستكون الأشهر الستة المقبلة فترة رئيسية في الحرب ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا ولكن أيضًا للحلفاء".
ووفق المسؤول ذاته، يقوم الناتو ودول غربية أخرى حاليًا بتسليم حوالي 500 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى أوكرانيا، من المفترض استخدامها في هذا الهجوم.
ووفق المسؤول ذاته، فإن روسيا تفترض أن الهجمات الأوكرانية الرئيسية ستحدث في منطقتي "لوهانسك وزابوريزهيا"، من أجل كسر الجسر البري لشبه جزيرة القرم.
لكن المسؤول قال أيضا في هذه النقطة إن "أوكرانيا ستشن هجمات أخرى لا يمكنني التعليق عليها"، موضحا أن "هذه الهجمات إما ستكون إلهاء للقوات المسلحة الروسية أو تكون الهدف الفعلي لجهود تحرير البلاد".
وضرب المسؤول الكبير مثالا بصيف العام الماضي، حين كانت كل الأنظار على خيرسون، لكن أوكرانيا ضربت بشكل غير متوقع منطقة خاركيف، وحررت منطقة شاسعة منها.
"القرم"
ولدى سؤاله عما إذا كان بإمكان القوات الجوية الروسية المشاركة في صد الهجوم الأوكراني المتوقع، أجاب المسؤول بـ"الناتو" بأن موسكو ليست مستعدة في الوقت الحالي لزيادة عدد أطقمها أو طائراتها المقاتلة المنتشرة في أوكرانيا، خوفا من خسارة المزيد من المقاتلات.
وأوضح المسؤول أن "الدفاعات الجوية الأوكرانية أقوى بكثير اليوم مما كانت عليه في بداية الحرب، وهذا يعطي أيضًا الناتو الثقة في أن أوكرانيا يمكن أن تحقق اختراقًا وتحرر مناطق جديدة في الأشهر المقبلة".
كما لا يستبعد "الناتو" أن تشن أوكرانيا هجومًا على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، إذ قال المسؤول بصراحة إن"كييف لها الحق في استعادة كل الأراضي الأوكرانية".