«سلام» أوكرانيا.. آمال معلقة على حبال حرب غزة
لم تحول حرب غزة انتباه العالم عن جبهة أوكرانيا فقط، بل يبدو أنها تهدد جهود كييف لاجتذاب حلفاء جدد وتنظيم قمة للسلام.
وهو ما يكشف عنه تقرير طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
الصحيفة نقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن المساعي الأوكرانية لعقد قمة رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز الدعم الدولي لمعركتها مع روسيا بدأت تفقد زخمها، وهي ضحية للتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.
وكانت كييف تضغط من أجل عقد اجتماع لزعماء العالم في الأشهر المقبلة لتوسيع الدعم الدولي للسلام.
لكن الحرب التي نشبت بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، بعد هجوم الحركة في السابع من الشهر الماضي، تسببت -وفق الصحيفة- في حدوث انقسامات جديدة بين الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وبعض القوى العربية ودول العالم النامي الرائدة التي كانت أوكرانيا تأمل في ضمها إلى جانبها.
فبعد اجتماعات في الدنمارك والسعودية ومالطا هذا العام كان المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون يأملون في عقد قمة للزعماء قبل نهاية العام، وهو ما استبعده دبلوماسيون.
يأتي ذلك في وقت استحوذت فيه حرب غزة على صانعي السياسات في الغرب الذين يركزون الآن على العديد من التحديات الأخرى، مثل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وإيصال المساعدات إلى المدنيين في غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع.
وكانت أوكرانيا ومؤيدوها يأملون في تجنيد القوى المحايدة في تأييد مبادئ السيادة والاستقلال السياسي للدول وتجنب استخدام القوة لحل النزاعات.
وتقول موسكو إنها منفتحة على مفاوضات السلام إذا كانت مبنية على تنازل أوكرانيا أولا عن مساحات من الأراضي التي يقول الكرملين إنه ضمها.
أما أوكرانيا فتصر من جهتها على ضرورة انسحاب روسيا من أراضيها.
وكافحت أوكرانيا للعثور على دولة كبيرة محايدة لاستضافة المحادثات.
وضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول، لاستضافة الحدث.
وقال مسؤولون من جنوب أفريقيا في وقت لاحق إن ذلك "مستحيل من الناحية اللوجستية".
أوكرانيا تتمسك بالأمل رغم الاعتراف المُر
وأمس الخميس، كشف مسؤول كبير في كييف أن ”قمة سلام“ عالمية من أجل أوكرانيا قد تُعقد في فبراير/شباط 2024، وسط مخاوف في الغرب من أن الحرب في غزة تزيد من صعوبة كسب الدعم الدبلوماسي لكييف.
وخلال الأشهر الماضية نظمت كييف سلسلة من المحادثات حضرتها عشرات الدول من دون روسيا، معظمها مؤخرا في مالطا على مستوى مستشاري الأمن القومي، للعمل على عقد القمة، مع دخول الحرب الروسية الآن شهرها الحادي والعشرين.
وقال إيهور جوفكفا، كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لرويترز، إن بلاده سترتب لاجتماع رابع لمستشاري الأمن القومي في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني أو أوائل ديسمبر/كانون الأول.
وسعت أوكرانيا منذ أشهر إلى بناء علاقات مع حكومات في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
لكن مسؤولين غربيين يقولون في أحاديثهم الخاصة إنهم يشعرون بالقلق من أن الصراع في الشرق الأوسط سيمثل انتكاسة لمساعي أوكرانيا لتوسيع نطاق دعمها، كما سيصرف الانتباه عن قضية كييف.
وفي هذا الصدد، اعترف جوفكفا بأن الأحداث في الشرق الأوسط تؤثر على أولويات جدول أعمال دول المنطقة.
ويتزامن الحديث عن جهود السلام بأوكرانيا، في ظل تعثر الهجوم المضاد الذي بدأته كييف في يونيو/حزيران الماضي.