عام على حرب أوكرانيا.. "الرصاصات" تصيب قلب اقتصاد العالم
بعد عام واحد من حرب روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، والتي تسببت في معاناة واسعة النطاق، لا يزال الاقتصاد العالمي يعاني من العواقب.
تتمثل هذه المعاناة في قلة الإمدادات من الحبوب والأسمدة والطاقة إلى جانب المزيد من التضخم وعدم اليقين الاقتصادي في عالم كان يواجه بالفعل أزمات عدة بسبب فيروس كورونا.
بقدر ما كان تأثير الحرب كبيرا، إلا أن الشركات والدول في العالم المتقدم أثبتت قدرتها على الصمود بشكل مدهش، حيث تجنبت حتى الآن السيناريو الأسوأ للركود المؤلم، لكن في الاقتصادات الناشئة، كان الألم أكثر حدة.
في الولايات المتحدة والدول الغنية الأخرى، تراجع الارتفاع في أسعار المستهلكين، الذي غذاه جزئيا تأثير الحرب على أسعار النفط.
عززت الآمال في أن يعتمد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في حرب التضخم على زيادات أسعار الفائدة التي هددت بدفع أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود ودفعت العملات الأخرى للانخفاض مقابل الدولار.
كما تخلت الصين عن عمليات الإغلاق الصارمة بسبب فيروس كورونا في أواخر العام الماضي، والتي أعاقت النمو في ثاني أكبر اقتصاد.
وقد ساعد بعض الحظ المتمثل في الشتاء الأكثر دفئا من المعتاد على خفض أسعار الغاز الطبيعي والحد من الأضرار الناجمة عن أزمة الطاقة بعد أن قطعت روسيا الغاز عن أوروبا إلى حد كبير.
ومع ذلك، كانت أسعار النفط والغاز مرتفعة بما يكفي للتخفيف من التأثير على الاقتصاد الروسي المُصدِّر للطاقة
وفقا لـ"أسوشيتد برس"، قال آدم بوسن، رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إن الحرب كارثة إنسانية، لكن تأثيرها على الاقتصاد العالمي هو صدمة عابرة".
لا تزال الحرب تسبب الألم في أوروبا، على سبيل المثال، لا تزال أسعار الغاز الطبيعي 3 أضعاف ما كانت عليه قبل أن تبدأ روسيا في حشد القوات على حدود أوكرانيا.
تتسبب أسعار المواد الغذائية المرتفعة بشكل رهيب في معاناة الفقراء بشكل خاص، حيث عطلت الحرب القمح والشعير وزيت الطهي من أوكرانيا وروسيا، الموردين العالميين الرئيسيين لأفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا حيث يعاني الكثير من انعدام الأمن الغذائي، أيضا كانت روسيا أكبر مورد للأسمدة.
بينما سمح اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة ببعض شحنات الطعام من منطقة البحر الأسود، إلا أنه من المقرر تجديده الشهر المقبل.
في مصر ، أكبر مستورد للقمح في العالم، لا تزال البلاد تكافح ارتفاع الأسعار التي تأثرت بشكل كبير بالحرب في شرق أوكرانيا.
في نيجيريا، أكبر مستورد للقمح الروسي، ارتفع متوسط أسعار المواد الغذائية بنسبة 37% العام الماضي، وتضاعفت أسعار الخبز في بعض الأماكن وسط نقص القمح.
وأغلق ما لا يقل عن 40% من المخابز في العاصمة النيجيرية أبوجا الأبواب بعد أن قفز سعر الدقيق بنحو 200%.
في إسبانيا، تنفق الحكومة 300 مليون يورو (320 مليون دولار) لمساعدة المزارعين في الحصول على الأسمدة، التي تضاعف سعرها منذ الحرب في أوكرانيا.
كل ذلك يعني تباطؤ الاقتصاد العالمي، وهو ما دفع صندوق النقد الدولي إلى تخفيض توقعات النمو هذا العام وفي عام 2022 بما يعادل حوالي 1 تريليون دولار في صورة ضائعة في الإنتاج.
قال ناثان شيتس كبير الاقتصاديين في بنك سيتي، إن الاقتصاد الأوروبي، على سبيل المثال، "لا يزال يعاني من رياح معاكسة كبيرة" على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة، وهو معرض لخطر الوقوع في الركود.
يقول صندوق النقد الدولي إن أسعار المستهلكين قفزت 7.3% في أغنى البلدان العام الماضي، وهي فوق توقعات يناير/كانون الثاني 2022 عند 3.9%، بينما ارتفعت في البلدان الفقيرة إلى 9.9%، ارتفاعا من 5.9% كانت متوقعة قبل الحرب.
في العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، يعرف العديد من الباعة الجائلين أنهم لا يستطيعون نقل أسعار المواد الغذائية المرتفعة إلى عملائهم الذين يعانون بالفعل، لكن البعض يقلل نسب الشراء.
أجزاء كبيرة من العالم تأثرت بتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومع حالة الضبابية السائدة في شرق أوروبا ينتظر اقتصاد العالم الأسوأ، إلا إذا حدث ما يتمناه الفقراء حول العالم، وهو توقف الحرب.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز