بين «صرخات» لفيف و«إنعاش» حكومة أوكرانيا.. دماء حرب وتجديد
دماء الفجر تغمر مدينة لفيف الأوكرانية على بعد مئات الكيلومترات عن الجبهة، فيما تبحث كييف عن «دماء» تضخ بها «طاقة جديدة» بحكومتها.
واليوم الأربعاء، أسفرت ضربة روسية على مدينة لفيف في غرب أوكرانيا عن مقتل سبعة أشخاص، وفق ما أفاد مسؤولون، في وقت أعلنت موسكو إحراز تقدم في الشرق الذي دمرته الحرب.
وجاءت الضربة في وقت قدم عدد من الوزراء الأوكرانيين، بينهم وزير الخارجية دميترو كوليبا، استقالتهم في إطار تعديل حكومي قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيأتي بـ"طاقة جديدة" إلى الحكومة.
وكثّفت موسكو ضرباتها الجوية على أوكرانيا بعد العملية العسكرية لكييف في منطقة كورسك الروسية التي باغتت القوات الروسية الشهر الماضي.
وجاء الهجوم على لفيف، التي تؤوي آلاف النازحين جراء الحرب المستمرة منذ عامين، غداة هجوم صاروخي روسي على مدينة بولتافا (وسط) أسفر عن 53 قتيلا في قصف هو من الأكثر دموية منذ بدء الحرب.
وأفاد وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو عبر تليغرام، بأنه "بالمجموع، قُتل سبعة أشخاص في لفيف، بينهم ثلاثة أطفال. عمليات البحث والإنقاذ متواصلة".
وأدى الهجوم الصاروخي إلى إصابة أربعين شخصا بجروح، وفق ما أفاد مكتب المدعي العام، وألحق أضرارا بمدارس ومنشآت طبية وأبنية في مركز المدينة التاريخي.
وتضم لفيف، المدينة الواقعة في غرب البلاد قرب الحدود البولندية، أحد المواقع المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وبقيت إلى حد كبير بمنأى عن الضربات العنيفة.
ودوت صفارات الإنذار في لفيف قبل شروق الشمس الأربعاء، بحسب رئيس البلدية أندريه سادفوي الذي نصح السكان بالتوجّه إلى الملاجئ، بينما عملت الدفاعات الجوية على اعتراض وابل من الصواريخ.
"صرخات"
وقالت يليزافيتا (27 عاما) التي تقطن في لفيف وسارعت للاحتماء بقبو منزلها "سمعت صرخات فظيعة تتجاوز صوت البشر تقول +أنقذونا+".
ولم يكن لدى آخرين مثل أناستاسيا غرينكو، وهي نازحة من دنيبرو، ما يكفي من الوقت للوصول إلى مكان آمن.
وقالت "ضرب الصاروخ منزلنا. طار كل شيء عند وقوع الانفجار. كنت بمعجزة في الممر ولذا لم أُصب بجروح بالغة".
وجاء هجوم لفيف في إطار قصف أوسع على أوكرانيا حيث أطلق 13 صاروخا و29 مسيّرة فوق البلاد، بحسب ما أعلن سلاح الجو.
وأكد إسقاط سبعة صواريخ و22 مسيّرة.
وسقط حطام صاروخ تم اعتراضه في مدينة كريفي ريغ (وسط)، وفق ما أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية، ليؤدي إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح وإلحاق أضرار بفندق أرينا.
وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر فيلكوب إن "الفندق تدمّر من الطابق الأول حتى الثالث.. الجميع على قيد الحياة".
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال "سيدفع العدو ثمن ما قام به"، مطالبا بمزيد من الدفاعات الجوية والأسلحة بعيدة المدى للرد على روسيا.
وعادة، تترافق الأسلحة التي تتسلّمها أوكرانيا من شركائها الغربيين منذ اندلاع الحرب مع قيود تحظر استخدامها ضد أهداف تقع داخل الأراضي الروسية.
تقدم وتعديل
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، إن جيشه يحرز تقدما سريعا في دونباس التي تغطي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين.
وأضاف "لم يكن لدينا مثل هذه الوتيرة من الهجوم في دونباس منذ فترة طويلة".
وأجرت أوكرانيا هذا الأسبوع تعديلا حكوميا كبيرا في وقت يسعى زيلينسكي إلى تعزيز كفاءة الحكومة بعد عامين ونصف على الحرب.
وقدم وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا استقالته الأربعاء، بعد يوم من إعلان ستة مسؤولين آخرين بينهم وزراء في الحكومة استقالتهم.
وفي تصريحات إعلامية، قال زيلينسكي ردا على التعديلات "نحن بحاجة إلى طاقة جديدة. وهذه الخطوات تتعلق بتعزيز دولتنا في مختلف المجالات".
ووافق البرلمان الأوكراني على بعض الاستقالات في جلسة الأربعاء، ومن المتوقع التصويت على استقالة كوليبا في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وقال مصدر مقرب من المكتب الرئاسي لوكالة فرانس برس إن زيلينسكي وكوليبا "سيناقشان ويقرران" منصبه المستقبلي.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز