بعد فتح البنتاغون تحقيقا.. تفاصيل الخطط المسربة بشأن أوكرانيا
تقديرات للقتلى والأسلحة وخطط لأمريكا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعزيز الجيش الأوكراني، تسريبات دفعت البنتاغون إلى فتح تحقيق.
وثائق، وصفها مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها "وثائق حرب سرية"، وظهرت على تويتر وتليغرام، المنصة التي يوجد عليها أكثر من نصف مليون مستخدم متاحة على نطاق واسع في روسيا.
- روسيا تواجه جافلين وهيمارس بـ"القبعة".. أوكرانيا أرض الحرب والابتكار
- إعادة إعمار أوكرانيا.. المستقبل يتسلق أسوار الخراب
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن محللين عسكريين قولهم إنه "يبدو أنه تم تعديل أجزاء معينة بالوثائق عن صيغتها الأصلية، حيث غالت في التقديرات الأمريكية بشأن قتلى الحرب الأوكرانيين وقللت من تقديرات قتلى الجنود الروس".
وأضاف المحللون أن "التعديلات يمكن أن تشير إلى جهود تضليل من جانب موسكو. لكن المعلومات الواردة في الوثائق الأصلية، التي تظهر بهيئة صور لرسوم بيانية لشحنات أسلحة متوقعة، وعدد القوات والكتائب، وخطط أخرى، تمثل انتهاكا كبيرا للاستخبارات الأمريكية في جهود مساعدة أوكرانيا".
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ: "نحن على دراية بتقارير منشورات شبكات التواصل الاجتماعي وتراجع الوزارة المسألة".
تفاصيل الوثائق
ولا تقدم الوثائق خطط معارك محددة، مثل كيف تعتزم أوكرانيا شن هجومها، الذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه كان سيحدث الشهر الماضي أو نحو ذلك، وتوقيته، ومكانه. ونظرا لأن الوثائق عمرها خمسة أسابيع، فإنها تقدم لمحة سريعة للوقت – وجهة النظر الأمريكية والأوكرانية، اعتبارا من الأول من مارس/آذار، بشأن ما قد تحتاج إليه القوات الأوكرانية من أجل الحملة.
ومع ذلك، بالنسبة للعين الخبيرة لمخطط حرب روسي، أو جنرال ميداني، أو محلل استخباراتي، تقدم الوثائق بلا شك العديد من القرائن والأفكار المحيرة.
وتذكر الوثائق على سبيل المثال معدل استهلاك أنظمة هيمارس، التي يمكنها شن هجمات على أهداف مثل مستودعات الذخيرة، والبنية التحتية، وتجمعات القوات، من على بعد. ولم يفصح البنتاغون صراحة عن مدى سرعة استخدام القوات الأوكرانية لذخيرة هيمارس، لكن تذكرها الوثائق.
وقال محللون، الجمعة، إنه قد يكون من الصعب تقييم تأثير الكشف عن الوثائق على القتال على الخطوط الأمامية الآن وفي الشهور المقبلة.
وواجه الهجوم الروسي الأخير صعوبات في تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا، ويجادل المحللون الغربيون بشأن ما إذا كان الجيش الروسي قادرا على شن هجوم آخر أو مقاومة هجوم أوكراني، بعد تكبده خسائر فادحة.
ولم يتضح كيف وصلت الوثائق إلى الشبكات الاجتماعية. لكن كانت القنوات التابعة للحكومة الروسية تشارك وتنشر الشرائح المصورة للتقارير، بحسب ما قاله محللون عسكريون.
وحذر المحللون من أن الوثائق التي نشرتها مصادر روسية قد يمكن تعديلها بشكل انتقائي لتقديم معلومات الكرملين المضللة.
وعلى سبيل المثال، قالت إحدى الشرائح المصورة إن ما يتراوح ما بين 16 ألف جندي روسي إلى 17 ألفا قتلوا، في حين تكبدت أوكرانيا خسائر تصل إلى 71 ألفا و500 جندي. وقدر البنتاغون ومحللون آخرون بأن روسيا تكبدت خسائر أكبر بكثير، تقارب 200 ألف قتيل ومصاب، في حين تكبدت أوكرانيا أكثر من 100 ألف قتيل ومصاب.
ومع ذلك، قال محللون إن أجزاء من الوثائق بدت أصلية وستزود روسيا بمعلومات قيمة مثل الجداول الزمنية لتسليم الأسلحة والقوات، وأعداد تعزيزات القوات الروسية، وغيرها من التفاصيل العسكرية.
وتقدم وثيقة تحمل عنوان "سري للغاية" "حالة الصراع اعتبارا من الأول من مارس/آذار". وفي ذاك اليوم، كان المسؤولون الأوكرانيون بقاعدة أمريكية بمدينة فيسبادن في ألمانيا، من أجل عقد دورات عن المناورات الحربية، وفي اليوم التالي، زار الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية والجنرال كريستوفر كافولي القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، تلك الدورات.
وتتضمن وثيقة أخرى أعمدة تدرج وحدات القوات الأوكرانية، والمعدات، والتدريبات، مع جداول زمنية من يناير إلى أبريل/نيسان. وتحوي الوثيقة إيجازا لـ12 كتيبة قتالية يتم تشكيلها، بينها 9 على ما يبدو تدربها الولايات المتحدة وحلفاء الناتو الآخرون وتزودها بالإمدادات.
ومن بين الـ9 كتائب، قالت الوثيقة إن 6 ستصبح جاهزة بحلول 31 مارس/آذار، والبقية بحلول 30 أبريل/نيسان. وتتألف الكتيبة الأوكرانية مما يتراوح من 4 آلاف إلى 5 آلاف جندي، بحسب محللين.
وقالت الوثيقة إن الجداول الزمنية لتسليم المعدات ستؤثر على التدريب والجاهزية من أجل الوفاء بالجدول الزمني، مشيرة إلى أن إجمالي المعدات اللازمة للكتائب أكثر من 250 دبابة وأكثر من 350 مركبة آلية.