بعد الصاروخ الروسي الجديد.. حرب أوكرانيا تدخل «المنعطف الباليستي»
منعطف جديد دخلته الحرب في أوكرانيا التي تجاوزت مدتها أكثر من ألف يوم، يمكن وصفه بـ"المنعطف الباليستي".
فقد أثار استخدام روسيا لصاروخ باليستي فرط صوتي لأول مرة على الساحة الأوكرانية جدلا كبيرا في الأوساط الغربية، إذ أكّد حلف شمال الأطلسي "الناتو" الخميس أنّ الصاروخ الباليستي فرط الصوتي الجديد الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا "لن يغيّر مسار الحرب ولا تصميم الحلفاء في الناتو على دعم أوكرانيا" في تصديها لموسكو.
وقال فرح دخل الله، المتحدث باسم الناتو، في بيان إنّ "روسيا أطلقت صاروخا باليستيا تجريبيا متوسط المدى ضدّ أوكرانيا. هذا مثال آخر على الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية".
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس بردّ "شديد" من قادة العالم على الهجوم الروسي على بلاده بصاروخ باليستي فرط صوتي، معتبرا أن الأمر يمثل تصعيدا كبيرا في "نطاق الحرب".
وقال زيلينسكي، في بيان على تليغرام: "على العالم أن يردّ.. حتى الآن، ليس هناك ردّ فعل شديد من العالم"، مضيفا أنّ "هذا الأمر تصعيد واضح وخطير في نطاق هذه الحرب (..) علينا أن نمارس ضغطا. ينبغي دفع روسيا إلى سلام فعلي ليس ممكنا إلا بالقوة".
واعتبر الرئيس الأوكراني أنّ إطلاق هذا الصاروخ متوسط المدى على بلاده هو "دليل على أن روسيا لا تريد السلام على الإطلاق"، على حد قوله.
وأكد زيلينسكي أنّ "من حق أوكرانيا الكامل" أن تستخدم ضد روسيا الأسلحة التي حصلت عليها من الدول الغربية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أنّ قواته قصفت أوكرانيا ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا، بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو.
وقال بوتين إنّ "مهندسينا أطلقوا عليه اسم (أوريشنيك)"، مشيرا إلى أنّ الصاروخ استهدف "موقعا للمجمع الصناعي-العسكري الأوكراني" في مدينة دنيبرو "الذي ينتج معدات للصواريخ وأسلحة أخرى".
في الوقت نفسه، تعهّد وزيرا الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والبريطاني ديفيد لامي الخميس بعدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بإعادة كتابة مبادئ العلاقات الدولية" ومنعه من "تحقيق أهدافه" في أوكرانيا.
وكتب الوزيران في مقال مشترك نشرته مساء الخميس صحيفة لوفيغارو الفرنسية، على موقعها الإلكتروني، أنّ "فرنسا والمملكة المتّحدة لن تسمحا له (بوتين) بتحقيق أهدافه، وسنبذل مع حلفائنا كلّ الجهود اللازمة لوضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن للحصول على سلام عادل ودائم".
وحذّرا من أنّ "الحرب في أوكرانيا تتجاوز حدود أوروبا"، وتعهدا بالتصدي "بلا هوادة لهذه الحملة".