خطوة أمريكية لترميم الصدع مع أوكرانيا.. و4 خيارات لإنهاء الحرب بالمفاوضات
بعد أن تصاعدت الأصوات التي تصدح بوجود خلاف بين أوكرانيا والولايات المتحدة التي تعد الداعم العسكري الأكبر لها، على بعض النقاط "الجوهرية" في طريقة سير الحرب، حاولت واشنطن رأب الصدع.
تلك النقاط التي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين الحليفين مؤخرًا، تمثلت في:
- تخريب خط أنابيب للغاز الطبيعي على قاع المحيط الأطلسي.
- الدفاع المستميت عن مدينة باخموت الأوكرانية غير مهمة من الناحية الاستراتيجية.
- خطة كييف للقتال من أجل استعادة شبه جزيرة القرم التي ترسخت فيها القوات الروسية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وأثارت النقاط تلك أزمة لا تزال تلوح في الأفق بين واشنطن وكييف، وخاصة وأن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن إصرار الرئيس فولوديمير زيلينسكي على إعادة كل أوكرانيا - بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي تخضع للسيطرة الروسية منذ عام 2014 - إلى أوكرانيا قبل بدء أي مفاوضات سلام، لن يؤدي إلا إلى تمديد الحرب.
ذلك السيناريو أشار إليه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قائلا إن احتمال استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم سيكون خطاً أحمر بالنسبة لبوتين، وربما يؤدي إلى تصعيد دراماتيكي من موسكو.
ومع تصاعد التوترات بين الحليفين الذي يأتي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يسعى الرئيس جو بايدن إلى الفوز بولاية ثانية فيها، حاول الأخير رأب الصدع مع أوكرانيا، وخاصة وأن تلك "الحرب" تعد ورقة اليانصيب للعبور إلى البيت الأبيض مجددًا.
فماذا فعل؟
قال البيت الأبيض إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي تحدثوا يوم الجمعة عن "دعمهم الثابت" لأوكرانيا خلال مكالمة مع نظرائهم الأوكرانيين.
وجاء في البيان المقتضب أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي انضم إلى المكالمة في الجزء الأخير منها.
في الجهة المقابلة، كان قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمثابة إنذار باندلاع حرب عالمية ثالثة، بحسب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي قال يوم الجمعة، إن القرار يظهر عدم خشية الدول الغربية من تصعيد محتمل للأزمة الأوكرانية.
حرب عالمية ثالثة؟
وقال فوتشيتش، في تصريحات نقلتها وكالة تاس اليوم: "أخشى أن نكون غير بعيدين عن بداية الحرب العالمية الثالثة"، مشددا على أن هدف سلطات صربيا هو "الحفاظ على الوطن"، وأن مهمته إنقاذ أرواح شعبه "عندما يموت المئات".
جاء الإعلان المفاجئ للمحكمة بعد ساعات من أنباء أخرى من المحتمل أن تؤثر بشكل كبير على حرب روسيا على أوكرانيا، ومن بينها زيارة مرتقبة للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو ومنح المزيد من الطائرات المقاتلة لقوات كييف.
ورغم ذلك، إلا أن تقريرًا لمؤسسة "راند" الأمريكية، أشار إلى أن الولايات المتحدة، ترى أن "الصراع في أوكرانيا يجب حله من خلال المفاوضات".
وبحسب المؤسسة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تتفهم أن الجانب الأوكراني بدأ يخسر الحرب رغم الدعم من الغرب، مشيرة إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن لواشنطن أن تحافظ بها على تأثيرها على الوضع، هي وضع روسيا وأوكرانيا على طاولة المفاوضات.
كيف ينتهي هذا؟
يهيمن هذا السؤال بشكل متزايد على المناقشات الدائرة حول الحرب الروسية الأوكرانية في واشنطن وعواصم غربية أخرى، فيما لا يزال القتال محتدماً عبر ما يقرب من 1000 كيلومتر من الخطوط الأمامية، عُلقت المفاوضات بشأن إنهاء الصراع منذ مايو/أيار الماضي.
وتقول مؤسسة "راند" إن مسار الحرب والنتيجة النهائية لها، سيتم تحديدهما إلى حد كبير من خلال سياسات أوكرانيا وروسيا، لكن كييف وموسكو ليستا العاصمتين الوحيدتين اللتين لهما نصيب فيما يحدث، مشيرًا إلى أن هذه الحرب هي أهم نزاع بين الدول منذ عقود، وسيكون لتطورها عواقب وخيمة على الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإنه من المناسب تقييم الكيفية التي قد يتطور بها هذا الصراع، وما هي المسارات البديلة التي قد تعنيه لمصالح الولايات المتحدة، وما يمكن أن تفعله واشنطن لتعزيز المسار الذي يخدم المصالح الأمريكية على أفضل وجه.
ويرى بعض المحللين أن الحرب تتجه نحو نتيجة من شأنها أن تفيد الولايات المتحدة وأوكرانيا، مشيرين إلى أنه يمكن لكييف أن تنجح في إخراج روسيا من أوكرانيا.
وأكد صاحبو هذا السيناريو المتفائل، أنه بمجرد إجبارها (روسيا) على الخروج من أوكرانيا، لن يكون أمامها خيار سوى ترك جارتها في سلام - وحتى دفع تعويضات عن الضرر الذي تسببت فيه، إلا أنه مع ذلك، فإن دراسات الصراعات السابقة وإلقاء نظرة فاحصة على مسار هذا الصراع يشير إلى أن هذا السيناريو غير محتمل.
فما المسارات المحتملة للحرب الروسية الأوكرانية؟
- احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية
- تصعيد محتمل إلى صراع بين روسيا والناتو
- السيطرة الإقليمية
- حرب طويلة
ويقول التقرير الأمريكي، إن الجدل الدائر في واشنطن وعواصم غربية أخرى حول مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية يعطي الأولوية لمسألة السيطرة على الأراضي، مشيرًا أنه رغم أهمية السيطرة الإقليمية لأوكرانيا، إلا أنها ليست البعد الأكثر أهمية في مستقبل الحرب بالنسبة للولايات المتحدة.
فبالإضافة إلى تجنب التصعيد المحتمل لحرب بين روسيا والناتو أو استخدام نووي روسي، فإن تجنب حرب طويلة هو أيضًا أولوية أعلى للولايات المتحدة من تسهيل المزيد من السيطرة على الأراضي الأوكرانية، بحسب التقرير الأمريكي، الذي قال إنه سيكون لاستخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا آثار كبيرة وغير متوقعة على سياسات الحلفاء تجاه الحرب، مما قد يؤدي إلى انهيار الوحدة عبر الأطلسي.
وفي حين أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحديد النتيجة الإقليمية للحرب مباشرة، إلا أنه سيكون لها سيطرة مباشرة على هذه السياسات.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن هذه الحرب ستنتهي على طاولة المفاوضات، لكن الإدارة لم تتخذ بعد أي خطوات لدفع الأطراف نحو المحادثات.
وعلى الرغم من أنه من غير المؤكد على الإطلاق أن أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى بدء المفاوضات، فإن تبني واحدة أو أكثر من الخيارات الأربعة الواردة أدناه قد يجعل المحادثات أكثر احتمالية.
- توضيح خططها للدعم المستقبلي لأوكرانيا.
- الالتزام بأمن أوكرانيا.
- إصدار التأكيدات بشأن حياد الدولة.
- وضع شروط لتخفيف العقوبات عن روسيا.
ويقول تقرير مؤسسة راند، إن حدوث تحول جذري بين عشية وضحاها في سياسة الولايات المتحدة أمر مستحيل سياسيًا - على الصعيدين المحلي ومع الحلفاء - وسيكون غير حكيم في أي حال، لكن تطوير هذه الأدوات الآن وإضفاء الطابع الاجتماعي عليها مع أوكرانيا ومع حلفاء الولايات المتحدة قد يساعد في تحفيز البداية النهائية لعملية يمكن أن تضع هذه الحرب في نهاية تفاوضية في إطار زمني يخدم المصالح الأمريكية، محذرًا من البديل سيكون حربًا طويلة تطرح تحديات كبيرة للولايات المتحدة وأوكرانيا وبقية العالم.
aXA6IDMuMjIuMjQ5LjIyOSA= جزيرة ام اند امز