التوازنات تفرض المفاوضات.. روسيا تجس نبض الغرب في «عهد ترامب»
روسيا ترسم التوازنات على الأرض في حربها مع أوكرانيا، وتطالب بمفاوضات فيما يبدو أنه "جس نبض" للغرب بعد فوز دونالد ترامب.
اليوم الخميس، طالبت روسيا حلفاء كييف بالدخول في مفاوضات مع موسكو بشأن أوكرانيا، بينما تصدى الجيش الأوكراني لهجوم وصفه بـ"الضخم" بالطائرات المسيّرة على العاصمة كييف.
وقال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنب "تدمير الشعب الأوكراني".
وأضاف شويغو، خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا: "الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مواتيا لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض".
وجاءت تصريحاته في اجتماع لتحالف عسكري من الدول السوفياتية السابقة.
واعتبر شويغو الذي شغل سابقا منصب وزير الدفاع، أن "الغرب يفقد زعامته الاقتصادية والسياسية والأخلاقية" وأن الآمال الغربية في هزيمة روسيا "فشلت".
الأولى بعد فوز ترامب
هذه التعليقات هي الأولى لمسؤول روسي منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأكد ترامب مرارا أنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، بدون أن يوضح كيف، لكنه ينتقد حجم المساعدات التي تقدم لكييف، كما أدلى بتصريحات امتدح فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما تأتي التعليقات بعد ليلة تحدث فيها مسؤولون أوكرانيون عن غارات جوية في مختلف أنحاء البلاد، وفيما أعلنت موسكو السيطرة على قرية إضافية في شرق أوكرانيا.
وأعلنت روسيا أن قواتها سيطرت على قرية كريمينا بالكا التي كان عدد سكانها قبل الحرب أقل من 50 شخصا وتقع في منطقة دونيتسك الصناعية، حيث تم تدمير الدفاعات الأوكرانية مرارا.
هجوم "ضخم"
في السياق ذاته، أوردت وسائل إعلام أوكرانية أن سلطات منطقة دونيتسك تستعد للإعلان عن عمليات إخلاء إلزامية من سبع قرى أخرى في المنطقة.
وبالأسابيع الأخيرة، كثفت روسيا ضرباتها على المدن الأوكرانية خصوصا كييف في إطار هجومها المستمر على أوكرانيا منذ حوالي ثلاث سنوات.
وتعرضت العاصمة لهجمات بمسيّرات لمدة ستة أيام خلال الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولمدة 20 يوما في الشهر السابق، بحسب بيانات صادرة عن الإدارة العسكرية الأوكرانية.
وليل الأربعاء الخميس، استهدف هجوم "ضخم" بمسيّرات روسية كييف، وأدى إلى جرح شخصين وإلحاق أضرار ببنايات والتسبّب بحرائق في عدة أحياء، بحسب ما أكدت الإدارة العسكرية في العاصمة.
وبدأت الهجمات بعيد منتصف الليل واستمرت ثماني ساعات، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس الذين سمعوا أصوات مسيّرات أثناء مرورها فوق وسط المدينة، وطلقات الدفاعات الجوية التي حاولت إسقاطها، ودوي انفجارات.
وقالت الإدارة العسكرية في بيان عبر تطبيق تليغرام إن الدفاعات الجوية دمرت خلال ليل الأربعاء الخميس "أكثر من ثلاثين" مسيّرة في أجواء المدينة وضواحيها.
وأوضحت أن المسيّرات كانت تصل "على شكل أسراب، من اتجاهات مختلفة"، وحلّق بعضها على ارتفاع منخفض جدا لجعل رصدها أكثر صعوبة.
وسقطت شظايا مسيّرات في ست من أصل عشر مناطق في كييف، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح لا تهدد حياتهما، بحسب الإدارة العسكرية.
وأعلنت سلطات الطاقة المحلية أن إمدادات الكهرباء انقطعت مؤقتا في منطقتي ريفني وجيتومير الغربيتين نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة.