مربعات خارج خارطة الروس.. لماذا تستهدف أوكرانيا الجسور؟
هل تحاول أوكرانيا الدفع نحو مرحلة جديدة من النزاع عبر جر روسيا لمربعات خارج الأهداف العسكرية والتوجه للبنية التحتية المدنية؟
سؤال يطرح نفسه في ظل استهداف القوات الأوكرانية جسرا يربط خيرسون بشبه جزيرة القرم، متوعدة في الآن نفسه بشن مزيد من الهجمات ضد الجسور بالمناطق التي تسيطر عليها موسكو.
- هجوم أوكرانيا المضاد.. بوتين يتحدث عن التعبئة ومخزون السلاح
- إعادة إعمار أوكرانيا.. الأصول الروسية المجمدة في مصيدة حلفاء كييف
والخميس، قصفت كييف جسرا يربط بين شبه جزيرة القرم ومنطقة في جنوب أوكرانيا خاضعة لروسيا جزئيا، في الوقت الذي تؤكد فيه موسكو أن هجوم كييف المضاد يراوح مكانه.
ضربة أعلنت عنها موسكو، تأتي في وقت تنفذ فيه كييف، منذ مطلع يونيو/حزيران الجاري، هجوما مضادا على الكثير من الجبهات، خصوصا في الجنوب.
وتشكّل شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014 قاعدة خلفية لوجستية للقوات الروسية المنتشرة في جنوب أوكرانيا، خصوصا لإرسال تعزيزات وصيانة معدات. وتعد الجسور القليلة التي تربط شبه الجزيرة بجنوب أوكرانيا ضرورية لتنفيذ هذه العمليات.
وقال الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف: "خلال الليل، أصابت ضربة جسر تشونغار"، مضيفا أن "الضربة لم تسفر عن ضحايا".
ويقع هذا الجسر على الطريق المباشر بين شبه جزيرة القرم وميليتوبول، إحدى أكبر المدن التي يسيطر عليها الروس في جنوب أوكرانيا.
وفي حين تحدّث أكسيونوف عن تضرر جسر واحد، أشار مسؤول روسي في خيرسون إلى تضرر الكثير من المنشآت دون تقديم تفاصيل.
وأوضح فلاديمير سالدو الذي عيّنته موسكو على رأس المناطق التي تسيطر عليها في خيرسون، أن قوات كييف "قصفت منشآت مدنية: جسور عند الحدود الإدارية بين منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم قرب تشونغار".
ونشر صورا تظهر الجسر نفسه وفيه حفرة وأكد أنه وفقا "للتقديرات الأولية" استخدمت قوات كييف صواريخ من طراز "ستورم شادو" البريطانية.
مرحلة جديدة؟
ويعتقد محللون أن فشل القوات الأوكرانية في تحقيق أهدافها من الهجوم المضاد هو ما يجبرها للدفع نحو مرحلة جديدة من الصراع.
خطوة ترتكز بالأساس على جر روسيا نحو مربعات عسكرية خارج خارطة عمليتها، وهي التوجه نحو المواقع المدنية والمناطق السكنية، وهذا ما تجلى من خلال استهداف الجسر والتوعد باستهداف جسور أخرى بالمستقبل.
تكتيك عادة ما يستهدف خلق أقصى درجات الذعر بين السكان من أجل ترهيبهم، وهذا ما يحدث بالفعل في خيرسون التي تعيش أسوأ حالاتها منذ الإعلان عن استهداف الجسر الرابط بينها وشبه جزيرة القرم.
ولا يعتبر هذا أول استهداف لجسر أو للقرم، حيث تستهدفها كييف بشكل شبه منتظم خصوصا بطائرات دون طيار، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدى انفجار قوي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالجسر الوحيد الذي يربط مباشرة بين شبه الجزيرة وروسيا.
أضرار تتطلع كييف من ورائها لتحميل موسكو فاتورة من نوع مختلف، بخلق حالة من التوتر بمناطق سيطرتها وبالتالي اللعب على وتر الغضب الاجتماعي، وما قد يقود له من تغيير في توازنات الصراع.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز