حرب أوكرانيا.. 6 دروس مستفادة للنزاعات المستقبلية
رغم أن الحرب في أوكرانيا أعادت أسلحة وتكتيكات حربية قديمة للواجهة، إلا أنها بها العديد من الدروس لأي نزاع مستقبلي.
ومن بين تلك الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا التي تكمل عامها الأول في 24 فبراير/شباط الجاري، ضرورة الاحتفاظ بمستويات كبيرة من مخزونات الأسلحة وحرب تكنولوجية متطورة واللجوء إلى الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي
على أرض المعركة، يشكل رصد الأهداف والقدرة على ضربها أمرا حيويا، ولكن الجديد الذي ظهر في الحرب الأوكرانية هو "دمج أجهزة الاستشعار" الذي يسمح من خلال الجمع بين مصادر مختلفة من الحصول على صورة واضحة لما يحصل على الأرض، بحسب ستيفن بيدل الخبير في مسائل الدفاع في جامعة كولومبيا.
ويقول إنه في أوكرانيا وفرت شركة "بالانتير" الأميركية لكييف أدوات للذكاء الاصطناعي تسمح بفرز كميات هائلة من البيانات ومساعدة القيادات على معرفة تحركات القوات الروسية ومواقعها والأهداف المحتملة في الوقت الحقيقي.
ويؤكد رئيس بالانتير أليكس كارب أن "أسلحة الحرب" من نوع جديد هذه تمنح مستخدميها ميزة تكتيكية حاسمة على خصومها.
أسلحة مستقلة
تستحق حرب أوكرانيا أن يطلق عليها حرب المسيرات، حيث بات الروس والأوكرانيون يتمتعون بقدرات متساوية في هذا الخصوص فيما تنشط جيوش العالم للحصول عليها.
وستقوم المرحلة المقبلة على تطوير مسيرات مستقلة من الجيل الجديد مبرمجة للهجوم من دون تدخل بشري.
ويخشى أن يغيب مع هذه "الروبوتات القاتلة" إشراف المسؤولين العسكريين والسياسيين.
ويمتلك الأوكرانيون مسيرات أمريكية الصنع من طراز "سويتشبلايد" قادرة على "التعرف على أشياء" تسمح لها باختيار أهدافها.
ويؤكد مسؤولون أوكرانيون أنهم يعملون على تطوير مسيرات خاصة بهم مستقلة بالكامل.
المصدر المفتوح
مع الحرب في أوكرانيا، أصبح جمع معلومات متوافرة عبر الإنترنت والاستخبارات من مصدر مفتوح، أمرا حيويا.
ويمكن للجميع أن يراقب مجموعات تليغرام وصور الأقمار الاصطناعية والخرائط والمسوحات ومجموعات المناقشة عبر الإنترنت ومقاطع تيك توك للحصول على معلومات تراوح بين تحديد الموقع الجغرافي لأهداف محتملة وبين كواليس القرارات السياسية.
وخلال العام الماضي، دفع الكثير من الجنود لروس حياتهم ثمنا لاستخدامهم الهاتف المحمول في أوكرانيا.
وتقول كانداس روندو من مركز الدراسات "نيو أمريكا" إن المصدر المفتوح يزدهر منذ ما قبل حرب المعلومات المرتبطة بالتحضيرات للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وتضيف "لا أعرف إن كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها أدركوا أهمية ذلك، فجزء من العمل يقوم حرفيا على الدخول إلى منصات الشبكات الاجتماعية".
الدفاعات الجوية
بالنظر إلى المبالغ المستثمرة في الطائرات الخفية أو القاذفة، فاجأ الدور المحدود نسبيا للطيران في نزاع أوكرانيا الكثير من المراقبين، وهو ما يرجع إلى الدفاعات الجوية المتمثلة في القدرة على إطلاق صواريخ أرض جو والسيطرة على المجال الجوي.
ويؤكد ستيفن بيدل أن الأمر ليس بجديد، حيث أنه من الصعب إنجاح هجوم في مواجهة دفاع جوي مستعد جدا.
وبينت أوكرانيا أن الدول بحاجة إلى كمية كبيرة من منظومات الدفاع الجوي. ويشكل ذلك تحديا كبيرا خصوصا وأن منظومة "باتريوت" الأميركية للدفاعات الجوية تكلف أكثر من مليار دولار.
مخزون أسلحة كبير
ولعل الحفاظ على مخزون كبير جدا من الأسلحة والذخائر هو أحد الدروس المستفادة من الحرب الأوكرانية، إذ أن القتال استهلك كميات هائلة منها ما يتطلب تشكيل مخزونات كبيرة وضمان تجديدها المستمر.
وتعاني أوكرانيا نقصا في هذا المجال على كل الأصعدة من أبسط الذخائر إلى أكثرها تطورا. وهو ما يفسر الجهد الهائل الذي بذله الحلفاء لتلبية الطلب المتزايد لكييف على هذه الأسلحة.
وترى بيكا فاسر من مركز "سنتر فور نيو أميريكن سيكيورتي" أن الإمدادات ولا سيما الصواريخ الدقيقة ستشكل "تحديا هائلا".
وقالت "لا يمكن الافتراض أن نزاعا بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان سيكون سريعا.
وترى كانداس روندو أنه على الولايات المتحدة أن تتشارك تكنولوجياتها وتساعد حلفاءها في حلف شمال الأطلسي على انتاج أسلحة بشكل منسق.
لا مركزية
ويرى ستيفن بيدل أن اللامركزية المعتمدة في القيادة الأوكرانية أظهرت فعاليتها في مواجهة القوات الروسية على الأرض.
ويعتبر أن القيادة المركزية الجامدة على الطريقة الروسية أصبحت فكرة سيئة منذ فترة طويلة، إلا أن الكثير من دول الناتو لا تزال تعتمد نهجا مركزيا جدا وهو وضع يصعب تعديله.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA==
جزيرة ام اند امز