بين بوتين وترامب.. الصواريخ تهدد «الودّ»

غارات روسية على أوكرانيا تقلب مزاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهدد تقاربًا مهد الطريق لمباحثات بدأتها واشنطن مع موسكو لإنهاء حرب دخلت عامها الرابع.
وفي الساعات الأولى من صباح السبت، قُتل 12 شخصًا على الأقل في ضربات شنّتها روسيا على شرق أوكرانيا، في تطور يأتي عقب هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت منشآت للطاقة.
كما يأتي ذلك قبل أيام من مباحثات يجريها وفدان أمريكي وأوكراني في المملكة العربية السعودية، سعيًا للتوصل إلى هدنة في الحرب بين كييف وموسكو.
- تحول كبير في نبرته.. ترامب يتوعد روسيا بالعقوبات وموسكو ترد
- ترامب يعتزم زيارة السعودية.. لقاء بوتين أم اتفاقات تجارية؟
ومساء الجمعة، حذّر ترامب من أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا واصلت «قصف» أوكرانيا ورفضت إحلال السلام، بينما بدأت واشنطن مباحثات مع موسكو لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ورغم ذلك، استهدفت ضربات روسية مناطق في شرق أوكرانيا ليلًا، خصوصًا مدينة دوبروبيليا في منطقة دونيتسك.
وأوردت خدمات الإسعاف عبر «تليغرام»: «خلال الليل، قصف الروس وسط دوبروبيليا. قُتل 11 شخصًا على الأقل وأُصيب 30 بجروح، وتضررت 8 مبانٍ».
وفي منطقة خاركيف، في شرق أوكرانيا أيضًا، أفاد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أوليغ سينوغوبوف بأن طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا أصابت منشأة مدنية في مدينة بوغودوخيف.
وقال عبر «تليغرام»: «للأسف، قُتل شخص وتم انتشال جثته المتفحمة من بين الأنقاض... وأُصيب سبعة آخرون بجروح».
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت 31 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال ليل الجمعة-السبت.
واستهدف هجوم بالطيران المسيّر مصفاة كيريشي في منطقة لينينغراد، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة ألكسندر دروجدنكو.
وأوضح أن «قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة أثناء اقترابها ودمّرت أخرى فوق أرض المنشأة. وتضرّر الهيكل الخارجي لأحد الخزانات بسبب الحطام».
ترامب يلوّح بعقوبات
شنّت روسيا، الجمعة، هجومًا على أوكرانيا بالصواريخ والمسيّرات استهدف بنى تحتية للطاقة، ما استدعى ردّ فعل حادًا من الرئيس الأمريكي.
وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال» يقول: «نظرًا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليًا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق، وضرائب ورسوم جمركية عليها، إلى أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق تسوية نهائي بشأن السلام».
لكن في موازاة ذلك، حجبت واشنطن مؤقتًا عن أوكرانيا لقطات أقمارها الاصطناعية، وفق ما أعلن، الجمعة، متحدث باسم الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف قد أعلن، الأربعاء، أن الولايات المتحدة «أوقفت» تبادل المعلومات الاستخبارية مع كييف.
وبالنسبة للجيش الأوكراني، يوازي الدعم الاستخباري الأمريكي بأهميته العتاد العسكري الذي يتم إمداده به في إطار التصدي للقوات الروسية.
ويأتي وقف الدعم الاستخباري لأوكرانيا بعد تعليق إدارة ترامب تسليم مساعدات عسكرية أمريكية لكييف، إثر المشادة بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
في ظل التبديل الجذري في السياسة الأمريكية حيال أوكرانيا، قال ترامب إنه يجد التعامل مع روسيا «أسهل» في إطار الجهود الرامية لإيجاد تسوية للنزاع، مبديا ثقته بأن بوتين «يريد وضع حدّ للحرب».
وقال: «أصدّقه. بصراحة، أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة، فهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل».
وشدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعد اتصال مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، على أن ترامب «مصمّم على إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، ويؤكد على ضرورة أن تتخذ كل الأطراف إجراءات لضمان سلام مستدام»، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم وزارته، الجمعة.
من جهته، أكّد سيبيغا أن بلاده «تريد انتهاء الحرب، والحسّ القيادي للولايات المتحدة أساسي للتوصّل إلى سلام دائم».