اليوم الأول لحرب روسيا وأوكرانيا.. هجوم من 3 جبهات وتثبيت أقدام
في أقل من 24 ساعة، توسعت العملية الروسية في الأراضي الأوكرانية، وسط ضربات جوية شرقا وغربا، لترسم ملامح حرب نظامية مكتملة في أوروبا.
الهجوم الروسي بدأ فجر الخميس، بقصف صاروخي على المناطق الشرقية في أوكرانيا، تلته غارات جوية شملت مناطق متفرقة من البلاد، وطالت مدنا في الغرب.
وكان الهدف من عمليات اليوم الأول هو تحييد القدرات الجوية والدفاع الجوي الأوكراني، خاصة أن كييف تمتلك أنظمة دفاعية قوية مثل "S300"، بالإضافة إلى السيطرة على بعض المناطق في المنطقة الشرقية وتدشين محاور القتال والحركة للأيام المقبلة.
ولتحقيق هذه الأهداف، شنت القوات البرية الروسية هجوما من ٣ محاور، من الأراضي الروسية في الشرق، وبيلاروسيا بالشمال، وشبه جزيرة القرم في الجنوب الشرقي.
كما نفذت القوات الروسية إنزالا بحريا في الجنوب على السواحل الأوكرانية على البحر الأسود.
فيما طال القصف والغارات الجوية المستمرة منذ ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، المناطق الشرقية والعاصمة كييف وحتى مناطق غربية من أوكرانيا، مثل لفيف وإيفانو - فرنكفسك.
وأعلن الجيش الروسي، مساء الخميس، تحقيق قدر كبير من أهدافه في اليوم الأول، مثل تعطيل 83 هدفا أرضيا للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية بينها 11 مهبطا للطائرات وإسقاط طائرتين من طراز "سو 24" ومروحية و4 مسيرات "بيرقدار" تركية الصنع، بينها 11 مهبط طائرات في أوكرانيا.
كما تم تدمير ثلاثة مقار قيادة وقاعدة بحرية أوكرانية و18 محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخي من طرازي إس-300 وبي يو كاي-إم1".
وانتشرت صور ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر عربات مدمرة من أنظمة S300، فيما أعلنت القوات الروسية سيطرتها على مفاعل تشرنوبيل النووي وسط مخاوف من أن يطوله القصف وحدوث كارثة نووية جديدة على غرار 1986.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية إسقاط 6 طائرات حربية روسية ومروحية واحدة خلال اليوم، وانتشرت مقاطع فيديو لبقايا طائرة Su25 ومروحية كا 52 روسيتين.
كما أعلنت أوكرانيا أيضا، تدمير آليات روسية مختلفة منها ناقلات جنود مدرعة وغير مدرعة ودبابات وعربة تتبع نظام "بوك إم" للدفاع الجوي.
وأكدت استخدام صواريخ جافلين المضادة للدروع ضد طابور مدرعات T72 الروسية.
وبالإضافة إلى ذلك، تحدثت كييف عن أسر مفرزة استطلاع روسية قرب العاصمة كييف، ونشرت صورا لجنود روس بدون أسلحة.
ووفق مراقبين، فإن تركيز العملية الروسية في يومها الأول على تحييد الدفاع الجوي، يرمي إلى تأمين حرية الحركة في السماء بدون تهديد، ودعم تحرك القوات البرية على الأرض، سواء الروسية أو الانفصاليين الأوكرانيين.
بينما هدفت السيطرة أو تدمير المطارات، لإيقاف أي دعم عسكري محتمل من حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خاصة أن تلك المطارات كانت جسرا جويا لوصول المساعدات العسكرية طوال الأسابيع الماضية.
ما الخطوات التالية؟
رغم صعوبة التنبؤ في وضع بهذه الحالة، إلا أن المراقبين يرجحون أن القوات الروسية ترغب في دخول كييف وإسقاط النظام الأوكراني وتنصيب نظام آخر موال لموسكو، على غرار دول سوفيتية سابقة أخرى مثل بيلاروسيا وكازاخستان وغيرهما.
هذا يعني، وفق المراقبين، أن الحملة الجوية الروسية ستستمر بنفس الكثافة، مع تثبيت الأقدام في المناطق الشرقية والتقدم للعاصمة من أكثر من محور.
كما أن هناك توقعات بحدوث عملية إنزال لقوات المظلات أو المنقولة جوا، في أقرب نقطة لكييف لتسريع وتيرة السيطرة عليها، لذلك تخوض القوات الروسية معارك للسيطرة على مطار هوستوميل القريب من العاصمة لاستغلاله في عملية الإنزال.
وخلال القتال يوم الخميس، دارت معارك قوية للسيطرة على مطار هوستوميل وأعلنت القوات الروسية سيطرتها عليه، قبل أن تعود كييف وتقول إنها استعادته في وقت متأخر مساء نفس اليوم.
ودوليا، لا تعول كييف على دعم مباشر من حلف الناتو، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، بوضوح مساء الخميس، أنه لن يرسل قوات لقتال روسيا في الأراضي الأوكرانية.
ويكتفي الحلف حاليا، بطمأنة دول جناحه الشرقي، إذ أعلن بايدن في خطابه مساء الخميس، أنه سيستمر في إعادة نشر القوات الأمريكية في أوروبا إلى دول البلطيق (الجناح الشرقي للناتو).
وقال بايدن بوضوح "إذا تخطت روسيا أوكرانيا، أي سيطرت عليها بالكامل، وتخطت الحدود إلى دولة أخرى، وقتها أمريكا والحلف سيتدخلون عسكريا"، وهو نفس ما أعلنه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج.