بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. موسكو تلاحق الرافضين
احتجاجات تجتاح مدنا روسية رفضا للحرب على أوكرانيا في غضب يتحدى تحذيرات موسكو بملاحقة المشاركين في أي تظاهرة "غير مرخصة".
منظمة "أو في دي-إنفو" غير الحكومية ذكرت أن الشرطة الروسية اعتقلت، الخميس، نحو 1400 شخص في العديد من المدن الروسية خلال تظاهرات مناهضة للحرب في أوكرانيا.
وأوضحت المنظمة أن ما لا يقل عن 1391 شخصا تم اعتقالهم في 51 مدينة، بينهم 719 في العاصمة موسكو وحدها، حيث شهدت وكالة "فرانس برس" توقيف العشرات في ساحة بوشكين بوسط العاصمة في ظل انتشار كثيف لعناصر الشرطة.
وشهدت روسيا الخميس تجمعات عدة شارك فيها نحو ألف شخص في سان بطرسبورغ وضعف هؤلاء في موسكو، تنديدا بالغزو العسكري لأوكرانيا.
تحذير
وتأتي الاحتجاجات في روسيا رغم تحذيرات سابقة من السلطات بملاحقة كل من يشارك في تظاهرة "غير مرخصة".
وحذّرت وزارة الخارجية الروسية والنيابة العامة ولجنة التحقيق الروسية، المواطنين من المشاركة في أي حركة احتجاجية بشأن "الوضع المتوتر في السياسة الخارجية" أو في صدامات، متوعدة بـ"ملاحقات".
وقالت الوزارة: "نذكركم بأن عواقب قانونية خطيرة ستترتب عن الدعوات للمشاركة والمشاركة المباشرة في مثل هذه التحركات غير المرخص لها".
فيما أعلنت النيابة العامة أنها وجهت "تحذيرات" للأفراد الذين يحثون على المشاركة في تظاهرات احتجاجية ضد الحرب في أوكرانيا.
بدورها، حذرت وزارة الداخلية من أن التجمعات ستكون "غير مشروعة" وأن الشرطة "ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان فرض النظام العام".
لكن رغم التحذيرات، دعت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الروس إلى التجمع في موسكو وسانت بطرسبرغ، مساء الخميس، للاحتجاج على الحرب.
سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا
بعد تهديدات وسجالات على مدار عدة أيام بدأ الجيش الروسي، في الساعات الأولى من صباح الخميس، عملية عسكرية شاملة ضد أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن بدء عملية عسكرية في منطقة دونباس الأوكرانية، داعيا الجيش الأوكراني إلى "إلقاء سلاحه".
وشدد بوتين على أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، مؤكدا أن العملية المعلنة تستهدف "حماية دونباس".
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فرض الأحكام العرفية على جميع أراضي بلاده تزامنا مع العملية العسكرية الروسية ضد بلاده، مؤكدا تنفيذ موسكو ضربات صاروخية على البنية الأساسية وعلى حرس الحدود.
على الصعيد الدولي، صدرت إدانات وردود فعل غاضبة من الغرب والولايات المتحدة على الخطوة التي اتخذها بوتين وبدء العملية العسكرية.
سبب الخلاف بين روسيا وأوكرانيا
ومنذ ديسمبر عام 2021، يطلب الرئيس الروسي بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب.
حتى جاء الإثنين الماضي ليعلن الرئيس الروسي، القرار الأهم والأخطر بالاعتراف بمنطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" جمهوريتان مستقلتان، ليكون، حسب مراقبين، شرارة لإشعال الحرب وليس للتهدئة.
اعتراف روسيا رسميا باستقلال المنطقتين الإنفصاليتين شرقي أوكرانيا، يعني تهديدا أمنيا مباشرا على أوكرانيا، وهو ما قد تتخذه موسكو "مسوغا" للتدخل العسكري في أوكرانيا تحت مسمى حماية حليفيها الجديدين.
واعترفت روسيا رسميا، اليوم الإثنين، بمنطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك"، كجمهورتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مطول وجهه للشعب الروسي والأوكراني وتابعه العالم شرقا وغربا: "نعلن اعترافنا بدونيتسك ولوهانسك جمهوريتين مستقلتين".
ووقع بوتين مباشرة وعلى الهواء عقب الاعتراف مرسوما رئاسيا رسميا بالقرار.
وتأكيدا لقراره وقع بوتين أيضا اتفاقات تعاون وصداقة مع "جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك"، وطلب من مجلس الدوما (البرلمان) دعم قراره بالاعتراف باستقلال لوهانسك ودونيتسك، تحقيقا لما تسميه الأدبيات السياسية الروسية "نوفو روسيا" أو روسيا الجديدة.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز