قصف "زابوريجيا".. كارثة تشيرنوبل جديدة؟
وضع "حرج" في محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا يفجر قلقا دوليا، وسط تحذيرات من كارثة قد تستنسخ ما حصل بمفاعل في محطة تشيرنوبل قبل عقود.
ذعر يسود العالم عقب استهداف المحطة النووية الأكبر في أوروبا بقصف جديد، مساء الخميس، في تطورات تأتي في سياق الحرب الأوكرانية الروسية، وتعيد للأذهان واحدة من أكثر فصول البشر ية قتامة بالعصر الحديث.
وحذّرت مجموعة "إنيرغواتوم" الأوكرانية المشغّلة للمحطة، من أن "الوضع يزداد سوءًا"، مشيرة إلى "وجود مواد مشعة في مكان قريب وتضرر أجهزة عدة لاستشعار الإشعاعات".
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرّية، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، إنّ "الوضع حرج" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تتبادل موسكو وكييف الاتّهامات بشنّ ضربات جديدة عليها، مضيفا أنه يجب السماح للوكالة بالوصول إليها.
وأوضح رافائيل غروسي، خلال حديثه عبر الفيديو في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، أن "الوضع حرج ويجب السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرّية بإرسال بعثة إلى زابوريجيا في أسرع وقت ممكن".
والمحطّة التي تعتبر الأكبر في أوكرانيا، تخضع للسيطرة الروسية منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.
من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها جراء التطورات في المحطة النووية، وقالت على لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم أمينها العام، إن "الأمر يتعلق بمحطة نووية في قلب ساحة معركة (...) هناك كثير من العقبات".
ومن أجل ضمان سلامة الموقع والسماح بوصول بعثة تفقدية، دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا.
وتعقيبا على التطورات، قال الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، في بيان: "للأسف، بدلا من وقف التصعيد، أُبلغ عن حوادث أكثر إثارة للقلق في الأيام الأخيرة، وهي حوادث قد تؤدي، في حال استمرارها، إلى كارثة".
"زابوريجيا" النووية
تقع على ضفاف خزان كاخوفكا جنوب شرق أوكرانيا، على بعد حوالي 200 كيلو متر عن منطقة دونباس، كما أن قربها بنفس المسافة من شبه جزيرة القرم، يجعلها منطقة استراتيجية بالنسبة لموسكو.
بُنيت المحطة النووية بين عامي 1984 و1995، وهي الأكبر في أوروبا والتاسعة على مستوى العالم، كما أنها الأكبر من بين أربع محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، توفر مجتمعة حوالي نصف الكهرباء المحلية.
تمتلك كل وحدة من وحدات زابوريجيا الست سعة صافية تبلغ 950 ميجا وات كهربائية، أو ما مجموعه 5.7 جيجا وات كهربائية، وفقا لقاعدة بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتم توصيل الوحدة الأولى بالشبكة عام 1984، والأخيرة عام 1995.
تضم المحطة النووية 6 مفاعلات، كل منها يولد 950 ميجا وات، ويبلغ إنتاجها الإجمالي 5700 ميجا وات، ما يكفي من الطاقة لحوالي 4 ملايين منزل.
كارثة تشيرنوبل
حادثة نووية إشعاعية كارثية هزت العالم وشكلت نقطة توقف في تاريخه المعاصر، وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية.
حدث ذلك يوم السبت 26 أبريل/ نيسان من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفياتية، وكانت تلك أكبر كارثة نووية شهدها العالم.
لكنها وقعت في سياق مختلف أي خارج سياق الحرب، حيث كان نحو 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1,2,3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار.
ويعتقد المختصون أن الخلل نتج عن تراكم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان قاموا بالمناوبة في تلك الليلة، وأدى الانفجار إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفياتية.
كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع فيما لقي 36 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص، وتم إغلاق المفاعل نهائياً عام 2002.