الشتاء والحلفاء يحبطون زيلينسكي.. و«الناتو» بين نارين
تردد الحلفاء في منح أوكرانيا تفويضا مطلقا لضرب روسيا يحبط رئيسها الذي يسابق الزمن قبل شتاء سيكون الأصعب في ساحة المواجهة.
واليوم الخميس، أكد مارك روته، الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال زيارته لكييف ولقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن هدفه كرئيس للتكتل العسكري هو ضمان "انتصار أوكرانيا".
وبعد يومين على تسلمه مهامه، زار روته كييف لطمأنة أوكرانيا لدعم الحلف في مواجهة الوضع الصعب على الجبهة.
زيلينسكي محبط
لكن في مؤتمر صحفي مشترك، انتقد زيلينسكي «التأخير الغربي» في توريد الأسلحة بعيدة المدى التي يقول إنها ضرورية لمحاربةروسيا، ودعا أعضاء الناتو إلى إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية التي تطلق على أوكرانيا.
وأكد روته اختياره لكييف كأول رحلة له في منصبه الجديد لـ«توضيح الأمر لكم، وللشعب الأوكراني ولكل من يشاهد، بأن حلف شمال الأطلسي يقف إلى جانب أوكرانيا».
وتابع: "أولويتي وامتيازي هو المضي قدما بهذا الدعم (..) والعمل معكم لضمان انتصار أوكرانيا".
وقال زيلينسكي إنه بدون المساعدات الغربية، لن يكون لدى أوكرانيا أي فرصة للفوز بالحرب.
وانتقد الرئيس الأوكراني التأخير في الشحنات والقيود التي يقول إنها تحد من قدرة كييف على الرد - وهي تصريحات كررها إلى جانب روته الخميس.
وأضاف "نحن بحاجة إلى كمية ونوعية كافية من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، والتي، في رأيي، يؤخرها شركاؤنا بالفعل".
قرار "صعب"
في السياق نفسه، أكد زيلينسكي أن كييف تريد "إقناع" حلفائها الغربيين "بإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية" التي تستهدفها، رغم ترددهم.
وتابع"سنواصل إقناع شركائنا بضرورة إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية"، وأضاف "نحن ندرك أنه قرار صعب" وأنهم "غير مستعدين بعد".
وتسلّم روته قيادة الحلف الثلاثاء من سلفه ينس ستولتنبرغ، ويعد الرجل من أشد داعمي أوكرانيا وسبق أن زارها مرات عدة منذ اندلاع الحرب.
وتعد الحكومة الهولندية أحد أهم الداعمين الأوروبيين لكييف، وكانت القوة الدافعة وراء تسليم طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-16 إلى كييف.
وبالإضافة إلى الدعوات لإسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، تطالب أوكرانيا بالحصول على إذن لضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، لكن الغرب، خصوصا الرئيس الأمريكي جو بايدن، يخشى رد فعل روسيا.
شتاء صعب
ستواجه أوكرانيا عدة أشهر حرجة قادمة، وربما سيكون أصعب شتاء تشهده على الإطلاق، في ساحة المعركة.
وكانت القوات الروسية تتقدم ببطء عبر الشرق طيلة معظم عام 2024 وتستهدف مركز اللوجستيات الرئيسي في بوكروفسك.
ومع وجود القوات الروسية على بعد أقل من 10 كيلومترات، فإن سقوطها من شأنه أن يعيق بشدة طرق الإمداد الأوكرانية والمواقع الدفاعية في منطقة دونيتسك.
كما استهدفت الغارات الروسية شبكة الطاقة في أوكرانيا ودمرت مساحات شاسعة من القدرة على توليد الكهرباء، حيث تستعد كييف لانقطاع التيار الكهربائي الذي قد يدفع الملايين إلى الظلام، ويقطع التدفئة والمياه الساخنة في درجات حرارة تحت الصفر.
وفي الوقت نفسه، أثارت العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي يشكك في المساعدات، تساؤلات حول المدة التي ستستمر فيها واشنطن، وهي أهم داعم لأوكرانيا، في إمدادها وتمويل معركتها ضد موسكو.