زيلينسكي يسابق الزمن في أوروبا.. والعين على أمريكا
رئيس أوكرانيا يسابق الزمن بجولة أوروبية بحثا عن دعم إضافي وعينه على أمريكا، حيث يلوح احتمال عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.
اليوم الخميس وصل فولوديمير زيلينسكي إلى باريس لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادما من بريطانيا حيث التقى في مستهل جولة أوروبية سريعة، رئيس الوزراء كير ستارمر والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وتشمل الجولة الأوروبية -أيضا- روما وبرلين، وتأتي بحثا عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.
وتأتي الجولة قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة غير محسومة النتائج ما يثير قلقا لدى كييف بشأن تواصل الدعم الأمريكي الحيوي لها في مواجهة روسيا.
"خطة النصر"
وفي لندن، قال ستارمر إنه ناقش مع زيلينسكي "خطة النصر" الأوكرانية على القوات الروسية.
من جهته، صرح روته بأن "الأمر يتعلق بأوكرانيا، لكنه يتعلق أيضا بالدفاع عن الغرب وكيفية الحفاظ على أمننا".
ومن المنتظر أن يكشف عن هذه "الخطة" التي طرحها زيلينسكي وما تزال غامضة إلى حد ما في هذه المرحلة، خلال قمة السلام المتوقعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والتي لم تؤكد كييف موعدها بعد.
وبالأيام الأخيرة، كرر الرئيس الأوكراني أنه يريد "إرغام" موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وقبول شروط كييف.
وقال كير ستارمر مرحبا بضيفه: "من المهم للغاية أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر بدعم أوكرانيا".
وبريطانيا هي أحد الداعمين الرئيسيين لكييف منذ بداية الحرب في 24 شباط/فبراير 2022. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الأوكراني لندن منذ أن تولى رئيس الوزراء العمالي المنصب في الرابع من يوليو/ تموز الماضي.
وجدد زيلينسكي "ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصا من بريطانيا.
ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية طويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى "عدم التركيز على نظام أسلحة واحد"، وقال عندما سأله الصحفيون عن صواريخ ستورم شادو "ليس نظام أسلحة واحد هو الذي سيحدث الفرق".
وأضاف متحدث باسم داونينغ ستريت: "لم يتم الفوز بأي حرب بسلاح واحد".
لكنه لفت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني أكد "دعم (المملكة المتحدة) الثابت لأوكرانيا في مواجهة العدوان العسكري الروسي".
أسلحة مكلفة
بعد لندن، توجه زيلينسكي إلى باريس حيث يجري محادثات بعد الظهر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأعلن الجيش الروسي الخميس أنه ضرب منصتين لأنظمة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي، وهي أسلحة باهظة الثمن وقيّمة سلمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا لمواجهة القصف اليومي.
ومن العاصمة الفرنسية، سيتوجه الرئيس الأوكراني إلى روما ليجري مباحثات مساء مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ومن ثم صباح الجمعة مع البابا فرنسيس في الفاتيكان.
وينتظر وصوله في اليوم نفسه إلى ألمانيا، حيث سيلتقي المستشار أولاف شولتز الذي تنوي حكومته خفض المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية الثنائية الموجهة لكييف بالنصف خلال 2025 ما أثار معارضة أوكرانيا.
وتأتي هذه الجولة الأوروبية فيما أرجئ اجتماع مهم لشركاء كييف العسكريين كان مقررا السبت في ألمانيا بعدما ألغى الرئيس الأمريكي حضوره بسبب الإعصار ميلتون الذي يضرب فلوريدا.
شبح ترامب
حذر معهد كييل الألماني للأبحاث الخميس من احتمال انهيار المساعدة الغربية لأوكرانيا.
وقال المعهد الذي يرصد المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية الموعودة والمرسلة إلى أوكرانيا "اعتبارا من السنة المقبلة قد تواجه أوكرانيا عجزا كبيرا في المساعدات".
رأى المعهد أن العودة المحتملة للجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض "قد تعرقل خطط المساعدات المستقبلية في الكونغرس".
وتظهر توقعات معهد الأبحاث أن المساعدات العسكرية والمالية ستصل إلى 59 و54 مليار يورو على التوالي في 2025 إذا أبقى المانحون الغربيون على مستوى المساعدة نفسه.
وخلافا لذلك، ستتراجع هذه المساعدات بالنصف إلى 29 و27 مليارا تباعا من دون مساعدات أمريكية جديدة وفي حال حذا المانحون الأوروبيون حذو ألمانيا.
وأسف الرئيس الأوكراني الذي حض باستمرار الدول الغربية على مساعدة بلاده، في الأسابيع الأخيرة لبطء اتخاذ القرارات لدى حلفائه الذين يستمرون في التردد في تسلميه صواريخ طويلة الأمد تمكن جيشه من ضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
وفي الأثناء، تتقدم القوات الروسية تدريجا في منطقة دونيتسك متجهة نحو بوكروفسك ذات الأهمية اللوجستية للجيش الأوكراني.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز