بـ"هدايا من أرض القتال".. زيلينسكي يغازل المعارضة بالكونغرس
كـ"ممثل على مسرح"، اعتلى الرئيس الأوكراني منصة الكونغرس، وأخرج من ثنايا زيه العسكري هدايا تحمل رسائل سياسية واضحة لحليفه الأهم.
وخلال زيارته للولايات المتحدة، حاول فولوديمير زيلينسكي، وضع المسؤولين الأمريكيين تحت ضغط، والتذكير دائما بميدان القتال، وجنود بلاده الذين يصارعون الروس بعتاد وتدريبات أقل كثيرا، مع التلويح بـ"إمكانية النصر" على خصم مهم، وهو في حد ذاته هدف استراتيجي لواشنطن.
وبحركة مفاجئة، قدم زيلينسكي لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، علمًا أوكرانيا من بلدة باخموت الواقعة على خط المواجهة الحالي في شرق أوكرانيا، في محاولة لاستمالة المعارضين الجمهوريين لدعم بلاده.
العلم الموقع من جنود أوكرانيين على خط المواجهة الرئيسي حاليا والذي تحشد روسيا قواتها لاختراقه، يأتي، وفق زيلينسكي، كـ"تعبير عن الشكر" للولايات المتحدة على وقوفها بجانب كييف.
وقال الرئيس الأوكراني "هذا العلم هو رمز لانتصارنا.. في هذه الحرب نقف ونقاتل وسننتصر لأننا متحدون: أوكرانيا وأمريكا والعالم الحر بأسره".
في المقابل، قدمت بيلوسي، إلى زيلينسكي، العلم الأمريكي، وسط تصفيق كبير من النواب.
وهذه ليست أول هدية "تحمل مغزى" مهما يقدمها زيلينسكي في واشنطن، إذ سبقها إهداؤه نظيره الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، ميدالية أوكرانية للاستحقاق العسكري، مقدمة من ضابط برتبة كابتن بوحدة لصواريخ هيمارس الأمريكية التي لعبت دورا كبيرا في الهجوم المضاد الأوكراني خلال الأشهر الماضية.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الضابط التقى زيلينسكي في باخموت، وطلب منه تسليم ميداليته إلى بايدن تعبيرا عن امتنانه.
وتابع أن الضابط كتب أيضا رسالة إلى بايدن عبر فيها عن تقدير كييف للمساعدة الأمريكية، التي ساهمت في بقاء الكثيرين على قيد الحياة.
ويبدو أن بايدن التقط خيط الهدية وفهم مغزاها، فتعهد مباشرة بتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني، وقال: "لهذا السبب سنزود أوكرانيا ببطارية صواريخ باتريوت وندرب قواتك لتكون قادرة على استخدامها بدقة".
وكان زيلينسكي قال في خطابه أمام الكونغرس إنّ "المساعدة الأمريكية لكييف ليست صدقة، بل هي استثمار في الأمن العالمي والديمقراطية".
وقال "خلافاً لأسوأ التوقّعات، أوكرانيا لم تسقط. أوكرانيا حيّة وتقاتل"، مؤكّداً أنّ قواته "صامدة في مواقعها ولن تستسلم أبداً".
كذلك، ربط الرئيس الأوكراني في خطابه بين الحرب في بلاده والتهديد الذي تمثّله إيران على حلفاء الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط، معتبرا أن موسكو وطهران بلدان "إرهابيان"، ليدغدغ بذلك مشاعر المعسكر الجمهوري الذي يأخذ بشدّة على الرئيس الديمقراطي بايدن تساهله مع طهران.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA=
جزيرة ام اند امز