"شهية" أوكرانيا للأسلحة.. الغرب قلق على مخزونات الحلفاء
يواجه شركاء أوكرانيا في الغرب معضلة بشأن كيفية الحفاظ على إمدادات الأسلحة والذخيرة لها، في ظل الحرب الدائرة.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية وفي تقرير لها، قالت إنه "في وقت لا تظهر فيه مؤشرات تذكر على انحسار الحرب في أوكرانيا، يصارع حلفاء كييف الغرب مع كيفية المحافظة على إمدادات الأسلحة والذخيرة إلى كييف.
وهو ما عبّر عنه مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحدث للمجلة، شريطة عدم كشف هويته: "أعتقد أن الجميع الآن قلقون بما فيه الكفاية"، مشيرًا إلى أن الحلفاء دعوا متعاقدي الدفاع الغربيين لتكثيف الإنتاج في أعقاب الحرب.
وأوضح المسؤول أن الناتو يناقش الآن كيفية تزويد الأعضاء حال انخفضت مخزوناتهم إلى ما دون المستويات المطلوبة لتلبية التزاماتهم الدفاعية بموجب معاهدة شمال الأطلسي.
وبالرغم من أن القرارات بشأن المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا ترجع إلى أعضاء الحلف، تحدث الأمين العام ينس ستولتنبرغ مرارا بشأن الحاجة لمواصلة المساعدات إلى أوكرانيا.
رسالة واستجابة
وفي واشنطن، يأمل بعض المسؤولين السابقين أن تكون إدارة الرئيس جو بايدن وحلفاء الناتو قد فهموا الرسالة، ويريدون أن يستمر الإنفاق الدفاعي، الذي ازداد منذ الحرب في الارتفاع بالمستقبل المنظور.
وخلال الحرب الباردة، احتفظت الولايات المتحدة بمخزونات كبيرة من الأسلحة، والعناصر النادرة، وغيرها من المواد لزيادة الإنتاج بسرعة إذا انتهى بها المطاف في حرب مع الاتحاد السوفياتي.
لكن الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون بدأوا تقليص تلك المخزونات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ومع تركيز واشنطن في الحرب على الإرهاب بالإضافة إلى الاعتماد بشكل أكبر على الذخيرة الموجهة والتكنولوجيا الجديدة.
وقال فريدريك كاجان، زميل أقدم في معهد أمريكان إنتربرايز: "لا يخطط الناتو حقا للقتال في حروب مثل هذه، وأقصد بذلك الحروب ذات الاستخدام الكثيف لأنظمة المدفعية والعديد من الدبابات".
وخلف الكواليس، حثت الولايات المتحدة وقوى الناتو الأخرى شركات الدفاع الغربية على زيادة الإنتاج. ومع ذلك كشف مسؤولون سابقون وحاليون ومحللون عن أن متعاقدي الدفاع تباطأوا في الاستجابة، حيث ينتظرون تأكيدات بأن عصر زيادة الشهية للأسلحة سيكون دائما.
وقال المسؤول السابق في البنتاجون مارك كانسيان: "ما يقولونه في الأساس: أظهروا المال لنا. هم يخشون أن الحرب ستنتهي، وأن الطلبات ستنتهي، وسينتهي بهم الحال مع مصانع موسعة ليس لديها أية طلبات تشغلها".
بدوره، رأى الزميل البارز بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والمساعد للأمين العام للناتو حتى هذا الشهر، كميل جراند، أنه "لا أحد يفكر في أنه يجب علينا العودة للحرب العالمية الثانية وإنتاج طائرة في الدقيقة أو دبابة في الدقيقة".
وشغلت المسألة تفكير مسؤولي التسلح في دول الناتو على مدار شهور، بما في ذلك آخر اجتماع لوزراء الدفاع على مستوى الحلف في يونيو/حزيران الماضي.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز