إن جولة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة في عواصم عدد من الدول الأوربية جولة مهمة في معايير الربح والخسران.
لاسيما في ظل ذهاب الحرب بأوكرانيا نحو سيناريوهات مخيفة ومرعبة بعد التطورات الأخيرة، لأن الوقت والمعاناة تزداد والحلول باتت شبه مستحيلة أحياناً.
وشرحاً لعنوان المقال بدايةً ووقوفاً عند كلمة "الغلال" وهي جمع "غلة" التي تعني الفائض والحصيلة والوفرة، لابد من الحديث عن منح مملكة السويد للضيف الأوكراني مزيداً من الأسلحة النوعية المصنعة داخل هذه المملكة الإسكندنافية، والقمة التي عقدها في المقر الصيفي لحكومة السويد مع رئيسها أولف كريسترسون، والاجتماع مع قادة الأحزاب السياسية السويدية المعروفة بحضور رئيس البرلمان، والزيارة الرسمية للقصر الملكي الذي استقبله فيه ملك السويد كارل غوستاف والملكة سيلفيا.
وللعلم فقط، كانت هولندا - المحطة الثانية لزيلينسكي- تحضر له مفاجأة ضخمة من العيار الثقيل بتبرعها له بعدد كبير من طائرات الـ F16 أمريكية الصنع، حيث سمحت واشنطن لدول أوربية عدة بمنح أوكرانيا هذا المنتج الدفاعي العسكري والمتطور، والذي تحاول تركيا -على سبيل المثال- وهي عضو في حلف شمال الأطلسي حتى اليوم الحصول عليه من أمريكا.
والدنمارك التي ذهب إليها رئيس أوكرانيا لم تتوان كذلك عن تحقيق رغبات ضيفها، بل أخذته رئيسة وزراء الدنمارك في زيارة خاصة لقاعدة عسكرية جوية دنماركية تحتضن الطائرات المهداة لـ كييف، وهذه ليست تبرعات فقط بقدر كونها استراتيجية أوروبية أمريكية مشتركة لتعزيز قدرات أوكرانيا في مواجهة روسيا وقواتها.
ومن المهم طبعاً الحديث عن الأغلال التي تقيد يدي الرئيس زيلينسكي هنا، لأن الأمريكان لا يعطون أحداً شيئاً إلا ويحرمونه من أشياء أخرى، فالحرب وإن كانت في أوكرانيا متعددة الأطراف، إلا أنها آخذةٌ في رسم معالم الصراع الروسي الأمريكي، على أعتاب انتخابات رئاسية أمريكية هامة عام 2024، إما أن تسمح للرئيس بايدن بالبقاء في البيت الأبيض لولاية جديدة أو الخروج منه.
ولعل فرنسا وألمانيا الدولتين الأوروبيتين الأكثر نشاطاً في الفضاء الأوربي لديهما مقاربة مختلفة نوعاً ما عن مقاربات أمريكا، سيما وأن الرئيس زيلينسكي لم يخفِ من قبل انزعاجه مما أسماه تباطؤ باريس وبرلين في مساعدة بلاده ، أضف إلى ذلك تململ وزير دفاع بريطانيا بن ولاس من كثرة طلبات أوكرانيا العسكرية من بلده.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة