زيلينسكي بمفترق طرق الغرب.. خطوط حمراء تقطع إشارات خضراء
لا شيء يخشاه الرئيس الأوكراني أكثر من حلول الشتاء بتوازنات تمضي ضد قواته، وفي وقت لم ينجح في كسر تردد الغرب لمنحه التفويض الأهم.
وأكّد فولوديمير زيلينسكي أنه لم يحصل بعد على "إذن" من واشنطن ولندن لاستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا خشية "تصعيد" الوضع.
- «أسلحة الآلهة».. هل يستخدمها بوتين لحسم حرب أوكرانيا؟
- ظلال أمريكية على حرب أوكرانيا.. «سلام بعيد المنال»
وفي تصريحات إعلامية، قال: "لم تمنحنا أمريكا ولا المملكة المتحدة الإذن لاستخدام هذه الأسلحة على الأراضي الروسية" وبالتالي لن تقدم كييف على ذلك.
وأضاف: "أعتقد أنهم يخشون التصعيد".
تردد
منذ فترة طويلة، تطلب أوكرانيا من حلفائها الغربيين السماح لها باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
وينقسم الحلفاء حول هذه المسألة، فبعضهم يؤيدها، مثل المملكة المتحدة، فيما لا يزال البعض الآخر أكثر حذرا، مع تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"حرب مع دول الناتو" إذا منحت أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة الغربية.
من جهته، دعا البرلمان الأوروبي دول الاتحاد الأوروبي الخميس إلى "رفع القيود" على استخدام هذه الأسلحة، ليرد عليه رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين بالقول إن "ما يطالب به البرلمان الأوروبي يؤدي إلى حرب عالمية بالأسلحة النووية".
وأضاف: "لعلمكم، فإن وقت رحلة صاروخ سارمات إلى ستراسبورغ هو 3 دقائق و20 ثانية فقط"، في إشارة إلى المدينة التي يقع فيها مقر البرلمان الأوروبي.
كما قال زيلينسكي الذي سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، إنه "يأمل" أن يدعم نظيره جو بايدن خطته لإنهاء الحرب مع روسيا وسيعرضها عليه لعقد قمة دولية حول السلام ستدعى إليها روسيا هذه المرة، على عكس قمة يونيو/ حزيران الماضي.
"عاجزة عن التعبير"
رغم الصعوبات التي تواجهها القوات الأوكرانية، فإنها تمكنت من مفاجأة موسكو في أغسطس/ آب الماضي، خلال هجومها على منطقة كورسك الروسية والاستيلاء على بلدات ومئات الكيلومترات المربعة التي لا تزال تسيطر عليها.
لكن في شرق أوكرانيا، لا يزال الجيش الأوكراني يتراجع أمام القوات الروسية التي تعلن بانتظام السيطرة على بلدات وتهدد مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم لقوات كييف.
وأشار مراسلو وكالة فرانس برس في بوكروفسك إلى أن أصوات المدفعية تشهد على قرب القتال.
وتعتبر هذه المدينة منذ فترة أكثر أمانا من المناطق المحيطة بها، وتقع الآن على بعد حوالي 10 كيلومترات من المواقع الروسية.
وشوارعها التي كان يكتظ فيها نحو 60 ألف نسمة، أصبحت مقفرة، وبقي فيها حوالي 16 ألف شخص تريد السلطات إقناعهم بالمغادرة.