أوكرانيا بين فكي رحى.. «صفقة مرفوضة» و«عوائق مرفوعة»

باتت أوكرانيا في موقف لا تحسد عليه، فبالتزامن مع تراجع الدعم الأمريكي لكييف، بدأ التواصل بين موسكو وواشنطن لـ"إزالة عوائق" بينهما.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، عن تراجع الدعم الأمريكي، وحث زعماء أوروبا على إنشاء جيش موحد.
صفقة المعادن
وأعلن زيلينسكي أنه رفض توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن المعادن الأوكرانية، معتبرا أنه "لا يحمي" في صيغته الحالية بلاده وينبغي أن يتضمن "ضمانات أمنية"، وفقا لـ"فرانس برس".
ويسعى الأمريكيون إلى إبرام اتفاق بشأن المعادن الأوكرانية من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة "باستعادة" جزء من المساعدات المقدمة إلى كييف.
ولم يكشف الرئيس الأوكراني أي تفاصيل حول اجتماعه الأول في ميونيخ الجمعة مع نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس.
ويطالب زيلينسكي واشنطن بـ"خطة" متفق عليها مع الأوروبيين قبل أي نقاش مع روسيا.
تفاهمات لافروف وروبيو
بالتزامن مع تلك التطورات، أعلنت روسيا والولايات المتحدة، إجراء مباحثات هاتفية بين وزيري خارجية البلدين، سيرغي لافروف وماركو روبيو، حيث اتفقا على اتصالات منتظمة للتحضير لقمة روسية أمريكية على مستوى عال، وأبديا "استعدادهما المتبادل للتعاون بشأن القضايا الدولية الراهنة، بما في ذلك التسوية بشأن أوكرانيا".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وروبيو اتفقا على "إزالة العوائق الأحادية" التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة.
ومن المقرر أن تبدأ محادثات السلام بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا في الأيام المقبلة، بعدما فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلفاءه الأوروبيين باتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وإعلانه بدء المفاوضات على الفور.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسي في بيان أن لافروف وروبيو اتفقا، خلال المكالمة التي جرت السبت وبادر بها الجانب الأمريكي، على العمل لاستعادة "الحوار القائم على الاحترام المتبادل" تماشيا مع النهج الذي حدده الرئيسان.
كما اتفقا على مواصلة الاتصالات لحل المشكلات في العلاقات الثنائية "بهدف إزالة العوائق أحادية الجانب التي تعرقل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري المتبادل التي خلفتها الإدارة السابقة".
وقالت الوزارة في بيان "عبر الجانبان عن استعدادهما المتبادل للتفاعل بشأن القضايا الدولية الملحة بما في ذلك التسوية بشأن أوكرانيا والوضع المتعلق بفلسطين والشرق الأوسط بوجه عام وغيره من الاتجاهات الإقليمية".
وتحدث ترامب وبوتين لأكثر من ساعة يوم الأربعاء الماضي، في أول اتصال مباشر على مستوى الرؤساء منذ أن أجرى بوتين اتصالا مع الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قبل وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
الصين على الخط
في غضون ذلك، قال أندريه سيبيها وزير الخارجية الأوكراني وأندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إنهما ناقشا رؤية كييف بشأن مسار السلام مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وكتب سيبيها، على موقع "إكس"، عن الاجتماع الذي جرى على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: "اجتمعت أنا وأندريه يرماك مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي للتأكيد على الاحترام المتبادل لوحدة الأراضي".
وأضاف "ناقشنا تطوير العلاقات الثنائية والتجارة. كما شاركنا رؤية أوكرانيا بشأن الطريق إلى السلام الشامل والعادل والدائم".
وقال وانغ، في مؤتمر ميونيخ الجمعة، إن الصين تعتقد أن جميع الأطراف المعنية بالصراع بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تشارك في محادثات السلام، مشددا على دور أوروبا فيها.
aXA6IDEzLjU4LjE0MS4zOCA= جزيرة ام اند امز