«مغامرة أوكرانيا» تبعثر دفاتر التاريخ.. الجنوب «يرفع» السلاح بأوروبا
![جنود هنود مشاركون في قوات حفظ السلام](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/113-202900-global-south-peacekeeper-in-ukraine_700x400.jpg)
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن اتفاق السلام في أوكرانيا يتطلب نشر قوات محايدة من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لا الاتحاد الأوروبي.
وبحسب التقرير الذي طالعته "العين الإخبارية"، عرض الرئيس الأمريكي ترامب في 7 ديسمبر/ كانون الأول مقترحًا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مفاده أن القوات الأوروبية يجب أن تلعب دور قوات حفظ السلام في أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
كانت هذه إشارة إلى عدم رغبة الولايات المتحدة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، بالإضافة إلى زيادة احتمالية التوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
لكن نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا، قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع القوات الروسية، وهو ما قد يزيد من مخاطر اندلاع حرب أوسع بين روسيا والغرب. فحتى وإن لم تكن هناك قوات أمريكية على الأرض، فإن وجود جنود أوروبيين بالقرب من الجنود الروس سيعتبره الكرملين بمثابة توسع غير مباشر للناتو.
وترى المجلة أنه لنجاح أي مهمة حفظ سلام دولية، يجب أن تكون هناك علاقات عمل جيدة بين أطراف النزاع والدول التي سترسل قواتها. ومنذ بدء الحرب في فبراير/ شباط 2022، لم تكن أوروبا قلقة بشكل أساسي على مصير أوكرانيا بقدر ما كانت قلقة من مخاطر التصعيد بين روسيا والغرب.
علاوة على ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى المصداقية الكافية للقيام بهذا الدور. إذ لم يكن هناك التزام حقيقي بإرسال قوات إلى أوكرانيا خلال القتال، باستثناء بعض التصريحات من ماكرون. وحتى في حال اندلاع قتال جديد، فإن هناك شكوكًا حول قدرة الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد دون دعم لوجستي أمريكي.
كما أن إرسال قوات أوروبية قد يجعل روسيا أكثر تشددًا بشأن مطالبها باستبعاد أوكرانيا من أي اندماج مع الغرب، حيث ستعتبر موسكو هذه الخطوة بمثابة "توسع للناتو تحت غطاء حفظ السلام".
دور الجنوب العالمي في حفظ السلام
وفي 12 فبراير/ شباط 2025، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن إدارة ترامب تعارض انضمام أوكرانيا إلى الناتو، ودعا بدلا من ذلك إلى إرسال قوات أوروبية وغير أوروبية لتوفير ضمانات أمنية، دون تدخل أمريكي مباشر.
لذلك، بدلا من الاعتماد على أوروبا، ينبغي على المفاوضين إشراك دول الجنوب العالمي، التي لديها علاقات ودية أو على الأقل غير عدائية مع كل من روسيا والغرب. وقد تقدمت العديد من دول الجنوب العالمي مبادرات سلام، مثل: إندونيسيا والمكسيك، إضافة إلى وفود أفريقية زارت موسكو وكييف وهو ما يدل على رغبة حقيقية من هذه الدول غير المنحازة للعب دور أكثر فاعلية في تحقيق السلام.
كيف يمكن أن يساهم الجنوب العالمي في الاستقرار؟
تقليل خطر التصعيد:
فأي اشتباك بين القوات الروسية والأوروبية قد يؤدي إلى تداعيات سياسية وعسكرية خطيرة، لكن المواجهة بين القوات الروسية وقوات آسيوية أو أفريقية أو أمريكية لاتينية ستجعل موسكو تفكر مليًا قبل التصعيد.
تحقيق التوازن الدبلوماسي:
من غير المرجح أن تخاطر دول مثل الهند والصين بعلاقاتها مع روسيا من أجل أوكرانيا. لكن من خلال نهج متعدد الجنسيات، يمكن تحقيق مشاركة أوسع وأكثر حيادية.
دور منظمات إقليمية:
مكن لمنظمات مثل مجموعة بريكس بلس ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاتحاد الإفريقي لعب دور رئيسي.
العديد من هذه الدول لديها خبرات سابقة في عمليات حفظ السلام، مثل: الاتحاد الأفريقي، الذي قاد عدة مهام ناجحة لحفظ السلام في القارة.
ودول الخليج، التي قامت بوساطات تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، مما يجعلها وسيطًا موثوقًا.
ومن المرجح أن تساهم بعض الدول الأوروبية بطرق غير مباشرة، مثل: المجر وسلوفاكيا، اللتان تتخذان مواقف أكثر تحفظًا بشأن الحرب.
وكذلك تمويل الاتحاد الأوروبي لقوة حفظ سلام عالمية بدلًا من إرسال قواته، مما يسمح له بأن يكون شريكًا دون أن يثير حفيظة روسيا.
aXA6IDMuMjIuMTg1LjE0MyA= جزيرة ام اند امز