"الأزمة الأوكرانية".. نشاط دبلوماسي بكييف وتقدم روسي في الشرق
أعلنت روسيا تحقيق تقدم عسكري في شرق أوكرانيا، فيما تواصل النشاط الدبلوماسي الغربي في العاصمة كييف.
ففي الوقت الذي تزور فيه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك كييف، تتحدث موسكو عن تقدم للانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا نحو الحدود الإدارية لمنطقة لوهانسك.
تقدم روسي
وتسعى روسيا لإحكام سيطرتها على إحدى المناطق الرئيسية التي استهدفتها منذ بدء عمليتها العسكرية واسعة النطاق في فبراير/شباط الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشينكوف الثلاثاء إنه تم " إخلاء" بلدة بوباسنا، التي كانت تشهد اشتباكات عنيفة حتى فترة قريبة، من القوات الأوكرانية.
وكانت روسيا قد أعلنت في السابق أنه يجب الاستيلاء على منطقة لوهانسك بالكامل من السيطرة الأوكرانية كأحد أهداف الحرب.
ووصف سيرهي هايداي حاكم لوهانسك البيانات الروسية "بالخيال" حيث قال عبر تطبيق تلجرام إن الجنود الأوكرانيين اضطروا للانسحاب من بوباسنا، ولكن الروس لم يتمكنوا من اختراق الدفاعات.
وبجانب شرق أوكرانيا، تهاجم روسيا أيضا جنوب البلاد حيث تستهدف مدينتي ماريوبول وأوديسا الساحليتين، وتواترت تقارير بشأن قصف متزايد على أوديسا خلال الساعات الـ24 الماضية. وأفادت وكالة الأنباء الأوكرانية المستقلة (يونيان) بأن عدة انفجارات هزت المدينة الليلة الماضية وأن السلطات طلبت من السكان الاحتماء من القصف.
كما تتعرض مدينة ماريوبول لقصف مستمر، حيث تتركز الهجمات الروسية على مصنع أزوفستال للصلب في المدينة والذي تتحصن فيه مجموعة من المدنيين وعدد محدود من الجنود، دون أي فرصة للخروج بعد فشل محاولات إقامة ممرات آمنة لهم عدة مرات.
وناشد كبير الأساقفة في الكنيسة الأرثوذكسية بأوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسماح للأشخاص المحاصرين في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول بالخروج.
وتشهد المدينة قصفا مستمرا تقريبا منذ بداية الحرب، ويعد المصنع آخر ملاذ للمسلحين الأوكرانيين.
دعوة لبوتين
وقال كبير الأساقفة أونفري إنه على بوتين التصرف كمسيحي والسماح للمدنيين والمقاتلين وقوات الأمن المحاصرين بالهروب إلى منطقة تسيطر عليها أوكرانيا أو دولة ثالثة.
ووفقا للسلطات الأوكرانية، مازال هناك نحو 100 مدني محاصرين في المصنع. بالإضافة لذلك، تقول مصادر روسية إن أكثر من 2000 مقاتل ومرتزقة أجانب يتحصنون داخل المصنع.
وقد رفض المقاتلون حتى الآن مطالب بوتين بتسليم أنفسهم والتخلي عن أسلحتهم، فيما أكد الرئيس الروسي لهم أن القوات الروسية لن تداهم المنطقة الصناعية في حال سلموا أنفسهم.
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن القائد السابق لكتيبة آزوف شبه النظامية ماكسيم شورين القول إن الجهود الدبلوماسية جارية لإنقاذ المقاتلين.
وأضاف أن العملية جارية لتحرير ماريوبول من الحصار الروسي بعملية عسكرية، ولكن الأمر سوف يستغرق وقتا.
كما وصل وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا إلى أوكرانيا في زيارة غير معلنة.
وتوجه هويكسترا مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك إلى أوكرانيا صباح اليوم، حسبما أعلنت الوزارة في تغريدة.
وزار هويكسترا أولا ضاحية كييف وأعرب عن حزنه لحجم الدمار، وقال " لا يمكن أن يمر ذلك بدون عقاب". وأكد الوزير لأوكرانيا دعم بلاده في التحقيق ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب.
وتعد هذه أول زيارة يقوم بها وزير هولندي لأوكرانيا منذ بداية العمليات العسكرية الروسية.
زيارة ألمانية
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية خلال زيارتها لكييف عزم بلادها الاستغناء التام عن واردات الطاقة الروسية في المستقبل.
وقالت الوزيرة الألمانية في كييف خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها دميترو كوليبا: "لهذا السبب نقوم بحسم تام بتقليل اعتمادنا على الطاقة الروسية إلى الصفر - وإلى الأبد".
يُذكر أن ألمانيا تعتمد حتى الآن على الغاز الروسي بشكل كبير.
وكانت الوزيرة زارت في وقت سابق اليوم ضاحيتي بوتشا وإيربين في كييف، اللتين دمرتهما الحرب الروسية، وأعربت بيربوك، التي كان يحميها أفراد أمن مدججون بالسلاح وترتدي سترة واقية من الرصاص، عن صدمتها من الجرائم.
وبيربوك أول عضو في الحكومة الألمانية يزور البلاد منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي.
واستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزيرة الخارجية الألمانية في كييف ووجه إليها الشكر على الدعم الألماني لبلاده في الحرب ضد روسيا.
وفي أحد مقاطع الفيديو الذي نشرته الإدارة الرئاسية اليوم ، قال زيلينسكي إن إظهار ألمانيا للتضامن مع الشعب الأوكراني يمثل قيمة كبيرة لأوكرانيا.
وأبلغت بيربوك زيلينسكي بأمور من بينها أن تدريب جنود أوكرانيين على المدافع الحديثة ذاتية الحركة بي زد إتش 2000 التي توردها ألمانيا وهولندا إلى أوكرانيا، سيبدأ في غضون أيام قليلة.
عودة دبلوماسية
وكان من بين الأسباب التي سافرت بيربوك إلى كييف من أجلها هو إعادة افتتاح السفارة الألمانية هناك حيث أشارت إلى أن العمل في السفارة سيكون محدودا في بادئ الأمر.
وجاء سفر بيربوك إلى أوكرانيا بعد مناقشة طويلة حول زيارة الساسة الألمان إلى الجمهورية السوفيتية السابقة، لتكون السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أول ممثلة للحكومة الألمانية تزور كييف.
كان آخر أعضاء موفدين للسفارة الألمانية في أوكرانيا قد غادروا كييف في الخامس والعشرين من فبراير الماضي إلى بولندا حيث عمل بعضهم من هناك والبعض الآخر عمل من برلين.
ووسط ذلك قالت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي اليوم إن روسيا تقف وراء هجوم إلكتروني ضخم على شبكة إنترنت عبر الأقمار الصناعية أدى إلى توقف عشرات الآلاف من أجهزة المودم في بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقع الهجوم الرقمي على شبكة كيه.إيه-سات التابعة لشركة فياسات في أواخر فبراير في نفس توقيت دخول المدرعات الروسية إلى أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الهجوم الإلكتروني كان يهدف إلى "تعطيل القيادة والتحكم في أوكرانيا خلال الهجوم ، وإن تلك الإجراءات كان لها آثار غير مباشرة على دول أوروبية أخرى".
ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الهجوم الإلكتروني على شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بأنه "متعمد وخبيث".
وقال المجلس الأوروبي إنه تسبب في "انقطاع للاتصالات بصورة عشوائية" في أوكرانيا وعدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ولا يزال انقطاع خدمة فياسات هو الهجوم الإلكتروني الأكثر وضوحا الذي تم تنفيذه منذ الحرب الروسية في أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الاختراق كان له عواقب مباشرة على مستخدمي الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في جميع أنحاء أوروبا ولأن أجهزة المودم المعطلة غالبا ما جرى استبدالها.
وقال روب جويس مدير الأمن السيبراني بوكالة الأمن القومي الأمريكية لرويترز على هامش مؤتمر اليوم إنه بعد تعطل أجهزة المودم عن الاتصال بالإنترنت، لم تعد للعمل مرة أخرى، مضيفا أن الإنترنت انقطع تماما ولزم تبديل أجهزة المودم.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز