الأزمة الأوكرانية.. كيف ستتأثر ليبيا بالحرب الروسية؟
بعد ساعات من الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلال "وخيمة" على الأسواق العالمية، تأثرت اقتصادات عدة دول حول العالم، بشكل سلبي.
فالأزمة التي اندلعت بين البلدين اللذين يعدان مصدرين رئيسيين للحبوب، وينتجان 14% من القمح العالمي، أدت إلى مخاوف كبيرة من مدى تأثر إمدادات الأسواق، من أي نقص محتمل لتلك السلع الاستراتيجية، مما دفع بعض الدول إلى السعي نحو تأمين احتياجاتها لأشهر قادمة، خوفًا من تطورات الأوضاع.
إلا أن ليبيا التي تستورد 43% من احتياجاتها السنوية من الحبوب من أوكرانيا، لم تبد أي موقف، حيال الأزمة، وسط مخاوف من المواطنين من انعكاسات تطورات الأوضاع العالمية، على الأسواق المحلية والتي تعاني من نقص المعروض واتفاع الأسعار.
لا احتياطيات
وفيما لم تكشف وزارة الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال المنتهية ولايتها، عن حجم الاحتياطيات الاستراتيجية للبلد الأفريقي، وما إذا كان قادرًا على الصمود أمام أي نقص في المعروض، أكد مسؤول حكومي، أن بلاده لا تملك احتياطيات استراتيجية من تلك السلع "الهامة".
وقال مسؤول في رئاسة الوزراء، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن وزارة الاقتصاد والمؤسسات التابعة لها لا تملك احتياطيات استراتيجية باستثناء بعض المخزونات لدى القطاع الخاص التي قد لا تكفي لشهر، مشيرًا إلى أنه حال تعطل الإمداد أو عدم إيجاد أسواق بديلة في وقت قريب قد تعاني البلاد من أزمة حقيقية.
أسواق بديلة للنفط
وتوقع المسؤول المحلي، لجوء بلاده إلى أسواق الحبوب في البرازيل و الأرجنتين بديلا للسوق الأوكرانية، إلا أنه قال إن التكلفة ستكون أعلى؛ إذ تتراوح تكلفة شحن الطن الواحد من الحبوب من أوكرانيا إلى ليبيا بين 35 إلى 45 دولارًا وتصل خلال أسبوع.
إلا أن تكلفة الشحنات الواصلة من أمريكا الجنوبية نحو 90 دولارًا للطن الواحد ونحو 25 يومًا لضمان دخولها إلى ليبيا، بحسب المسؤول الحكومي، الذي أكد أن هذا البديل، سيرفع الأسعار لأكثر من الضعف في السوق المحلية.
يأتي ذلك، فيما قال نقيب الخبازين في ليبيا اخريص أبولقاسم، في تصريحات صحفية، إن أسعار الدقيق المحلية في ارتفاع مستمر، محذرًا من أن توقف التصدير سيرفع الأسعار بشكل جنوني ويضع الأمن الغذائي الليبي في خطر.
ديوان للحبوب
وفيما قال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال محمد الحويج، في تصريحات سابقة، إن بلاده تسعى لإنشاء ديوان الحبوب لمنع الاحتكار والمحافظة على أسعار الدقيق والشعير في السوق، كشفت تقارير محلية، عن تسجيل أسعار الدقيق، ارتفاعات متفاوتة خلال الفترة الأخيرة، بنسب تتفاوت ما بين 10% و15%؛ إذ يتراوح سعر الكيلو الواحد بين ثلاثة وأربعة دنانير(0.90 دولار).
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن شركات المطاحن البالغ عددها 56 شركة، باتت غير قادرة على توفير مخزون لمواجهة موجات الغلاء المرتقبة، بسبب عدم وجود صوامع مثل التي تملكها الحكومة.