الأزمة الأوكرانية تنقذ العالم من الانبعاثات الكربونية.. كيف ذلك؟
طبيعي أن يتوقع العالم ارتفاعاً في الانبعاثات الكربونية، جراء نقص إمدادات الطاقة، بسبب الأزمة الأوكرانية، واللجوء للفحم، لكن العكس صحيح!
ربما نقص إمدادات الطاقة جراء الأزمة الأوكرانية دفع العديد من الدول لعودة استخدام المحطات النووية مثل ألمانيا، واستخدام الفحم، كمصادر بديلة لتوليد الطاقة، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء.
هذه هي النظرة الضيقة للأمر، فثمة توجه آخر هو لجوء العديد من الدول نحو مصادر الطاقة المتجددة، مثلا في بولندا ابتكر بعض الأشخاص فكرة لمشاهدة أفلام السينما عبر توليد الطاقة من الدراجات الرياضية، واستغلت العديد من الدول بالمنطقة العربية والعالم في استغلال أزمة نقص إمدادات الطاقة في تعزيز الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة، مثل إمارة أبوظبي، التي تستهدف استثمار 80 مليار درهم (21.78 مليار دولار)، في قطاع الطاقة المتجددة، خلال العقود الثلاثة المقبلة، لتحقيق الحياد المناخي.
وما يعزز هذا الواقع الجديد، هي توقعات الوكالة الدولية للطاقة بأنه ستكون هناك زيادة ضئيلة في انبعاثات أكسيد الكربون عالميًا، رغم أن أزمة الطاقة تؤدي لاحتراق المزيد من الفحم بدلا من الغاز، لكن انبعاثات الوقود الأحفوري سوف ترتفع بأقل من 1% هذا العام، وهو مجرد جزء من الزيادة التي تم تسجيلها العام الماضي.
وأرجعت الوكالة الدولية للطاقة الارتفاع المحدود في الانبعاثات الكربونية بخلاف التوقعات إلى التوسع القوي في الطاقات المتجددة، واستخدام السيارات الكهربائية منع تسجيل زيادة أكبر.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن الوكالة أن الانبعاثات الكربونية سوف ترتفع بنحو 300 مليون طن لتصل إلى 33.8 مليار طن خلال عام 2022.
وقال مدير الوكالة فاتح بيرول "أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية دفعت الكثير من الدول للاندفاع لاستخدام مصادر أخرى من الطاقة لتحل محل إمدادات الغاز الطبيعي التي حجبتها روسيا عن السوق".
وأضاف أن الأخبار المشجعة، هي أن طاقة الشمس والرياح تقوم بملء هذه الفجوة، في حين أنه يبدو أن زيادة الفحم ضئيلة نسبيا ومؤقتة.
وقال بيرول "هذا يعني أن الانبعاثات الكربونية تزداد بصورة أقل سرعة هذا العام مقارنة بمخاوف البعض ".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA==
جزيرة ام اند امز