تغير المناخ.. مليار طفل عبر العالم في "قلب" الخطر
يقع الأطفال في قلب الأخطار المتعلقة بتداعيات تغير المناخ المتفاقمة، وهو ما يهدد مستقبل وحقوق أكثر من مليار طفل عبر العالم.
وأشارت منظمة "كيدز رايتس" (حقوق الأطفال) غير الحكومية، الأربعاء، إلى أن التغير السريع في المناخ يهدّد مستقبل الأطفال وحقوقهم الأساسية.
وبات التغير المناخي يبتلع مقومات الحياة على الأرض، ففي شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين تعرَّضت الأرض لموجات حرارية غير مسبوقة، ضربت أوروبا خاصة، لكنها طالت دولا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا كذلك.
ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالاحتباس الحراري إلى زيادة تكرار وشدة حالات الجفاف وحرائق الغابات والعواصف وكذلك الفيضانات، إلى جانب تضاعف في موجات الحر المضرة بالزراعة والقاتلة للإنسان.
ولفتت المنظمة، في دراسة تُصدرها سنوياً تحت اسم "مؤشّر حقوق الأطفال" وتصنّف فيها 185 دولة وفقاً لمدى امتثال كلّ منها للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بناءً على بيانات الأمم المتّحدة، إلى أنّ مستويات معيشة القاصرين في سائر أنحاء العالم لم تتحسّن خلال العقد الماضي.
وأضافت أنّ جائحة كوفيد-19 كان لها أيضاً تأثير كبير على الأطفال، إذ إنّهم حُرموا أحياناً من الطعام أو الدواء بسبب الاضطرابات في القطاع الصحّي، ممّا أدى إلى وفاة حوالي 286 ألف طفل دون سنّ الخامسة.
وفي مؤشّر 2022 احتلّت أيسلندا والسويد وفنلندا وهولندا المراكز الأولى، في حين تذّيلت الترتيب كلّ من جمهورية أفريقيا الوسطى وسيراليون وأفغانستان وتشاد. وقال مؤسّس المنظمة ورئيسها مارك دولارت في بيان إنّ مؤشّر 2022 "مقلق لأجيالنا الحالية والمستقبلية من الأطفال".
وأعرب دولارت عن أسفه لأنه "لم يُحرز تقدّم كبير في مستويات معيشة الأطفال خلال العقد الماضي، وبالإضافة إلى ذلك، تأثّرت سبل عيشهم بشدّة من جرّاء الجائحة".
وبحسب مؤشّر حقوق الأطفال للعام 2022 فقد ارتفع، لأول مرة منذ عقدين، عدد الأطفال العاملين في العالم إلى 160 مليوناً، أي ما يمثّل زيادة قدرها 8.4 مليون طفل خلال السنوات الأربع الماضية. وأعدّت المنظّمة هذا المؤشر بالتعاون مع جامعة إيراسموس في روتردام.
في المقابل، رحّبت الدراسة بالتقدّم الذي أحرزته بعض الدول على صعيد حماية الأطفال وتحسين حقوقهم. ومن هذه الدول على سبيل المثال أنجولا التي انخفض فيها معدّل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى النصف.
كما نجحت بنجلاديش في خفض عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص في الوزن، إلى النصف تقريباً. كذلك خفّضت بوليفيا إلى ما يقرب من النصف عدد الحوادث التي يتعرّض لها الأطفال في العمل.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز