دعوات للقصاص.. متظاهرو إيران وذكرى فاجعة الطائرة الأوكرانية
بالتزامن مع الذكرى الثالثة لقيام الحرس الثوري الإيراني بإسقاط طائرة أوكرانية مدنية بصاروخ عقب إقلاعها من مطار الخميني باتجاه كييف، انطلقت دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي للتظاهر تخليداً لهذه الذكرى والمطالبة بـ"القصاص" للضحايا.
وقال موقع "سحام نيوز" الإيراني الإصلاحي إن دعوات وملصقات نشرت في العديد من المدن الإيرانية لا سيما طهران تدعو للاحتجاجات، مساء يوم غد الأحد، بالتزامن مع ذكرى إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.
وأسفرت هذه الحادثة عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 176 شخصاً أغلبهم من الإيرانيين ومن بينهم جنسيات أجنبية من السويد وكندا وأوكرانيا.
ولم يعترف الحرس الثوري الإيراني في البداية بإسقاط هذه الطائرة إلا بعد مرور ثلاثة أيام، قائلا إن "منظومة الدفاع الجوية التابعة لها أسقطت هذه الطائرة عن طريق الخطأ، بعدما تم تشخيصها من أجهزة الرادار على أنها صاروخ كروز".
وأظهرت مقاطع فيديو وصور جرى تداولها اليوم تثبيت لافتة على طريق الصدر السريع في طهران يدعو للاحتجاجات يومي الأحد والإثنين بمناسبة هذه الفاجعة.
وتظهر الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي أن عددا من الشباب وضعوا لافتة تدعو للاحتجاجات كتب عليها: "دعوة يومي 8 و9 من كانون الأول (ديسمبر) تكريما لكل شخص قتل في حادثة الطائرة الأوكرانية".
ودعا حامد إسماعيليون المتحدث باسم عوائل ضحايا الطائرة الأوكرانية والذي فقد زوجته وابنته لوضع الزهور على قبور القتلى في الاحتجاجات التي عمت إيران.
وأضاف إسماعيليون تغريدة ردا على إعدام محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني اليوم السبت: "قتلوا اثنين آخرين منا، وحان الوقت لطرد سفراء هذا النظام الإرهابي".
احتجاجات في الخارج
واحتج عدد من الإيرانيين المقيمين في مدن العالم على قمع وإعدام المتظاهرين في إيران وعشية ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني.
وخرجت مسيرة احتجاجات للإيرانيين في مدينة براونشفايغ الألمانية احتجاجا على عدم محاسبة إيران بسبب قيامها بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية وقتل الأبرياء.
كما تجمع إيرانيون في مدينة زيورخ السويسرية دعما للاحتجاجات الإيرانية ومطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة طهران على حادثة الطائرة الأوكرانية، فيما تم نصب تذكاري لضحايا الطائرة الأوكرانية أمام البرلمان الأيسلندي.
وفي مدينة بريزبين بأستراليا، خرج الإيرانيون في هذه المدينة باحتجاجات رفعت شعارات ضد النظام، كما أحيوا حادثة الطائرة الأوكرانية.
محاولة للحرس لركوب الموجة
وفي مسعى منها لامتصاص غضب الناس، أعلن الحرس الثوري الإيراني إنه سيقيم مراسم تأبين يوم غد الأحد في مكان سقوط الطائرة الأوكرانية تخليداً لذكراهم.
كما نصبت بلدية طهران لوحة جدارية جديدة في ساحة وليعصر وسط العاصمة بمناسبة ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية، وقدمت التعازي لعوائل الضحايا والإيرانيين.
وعشية هذه الذكرى، التقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الفيدرالية الكندية، بمن فيهم وزيرا الخارجية والنقل أفراد عائلات ضحايا الرحلة PS752.
وأكدت وزارة الخارجية الكندية، في بيان لها صباح السبت، مرة أخرى التزام أوتاوا بمحاسبة قاذفات الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وفي سياق متصل، أعلنت الرابطة الإسلامية لطلبة جامعة الشريف للتكنولوجيا في طهران أنها تعتزم إقامة نصب تذكاري لحادث تحطم الطائرة الأوكرانية، لكن مسؤولي الجامعة لم يصدروا تصريحا لعقد الحدث.
وانتقدت هذه الجمعية في إعلانها سلطات الجامعة لمنع إقامة هذا الحفل، وقالت "يشجع مسؤولو الجامعة الطلاب باستمرار على المشاركة في البرامج المرخصة، الآن لا يصدرون ترخيصا لبرنامج تذكاري للطائرة أيضا".
وحتى الآن عقدت المحكمة الخاصة بطهران ثلاثة من جلسات المحاكمة ضد المتورطين بحادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، لكنها لم تكشف عن هويتهم والرتب التي يحملونها.
وكان قائد القوة الجوية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده، أعلن مسؤوليته عن هذه الحادثة، وقال "أنا مستعد لحضور جلسات المحاكمة".