زيلينسكي يدعو لـ«الاستيقاظ».. فهل تنفك عقدته في الكونغرس؟
بحسابات الرئيس الأوكراني فإن الهجوم الإيراني على إسرائيل هو دعوة للاستيقاظ لتحصين حلفاء الولايات المتحدة.
ففي إشارة إلى التباطؤ الأخير في النشاط العسكري الغربي تجاه كييف، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الهجوم الإيراني الذي وقع- ليل السبت الأحد- هو "دعوة للاستيقاظ" لواشنطن للمضي قدما في دعم حلفاء الولايات المتحدة.
وقال زيلينسكي: "من المهم أن يتخذ الكونغرس الأمريكي القرارات اللازمة لتعزيز حلفاء أمريكا في هذا الوقت الحرج".
وعلى حسابه في منصة "إكس" كتب زيلينسكي "أوكرانيا تدين هجوم إيران على إسرائيل باستخدام طائرات وصواريخ شاهد"، مقارنا بين تكتيكات طهران وتلك التي استخدمتها موسكو ضد بلاده.
وحث الرئيس الأوكراني الزعماء الدوليين على بذل "كل جهد" "لمنع المزيد من التصعيد" للقتال في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن "تصرفات إيران تهدد المنطقة بأكملها والعالم".
ثم أوضح وجهة نظره: “الكلمات لا توقف الطائرات بدون طيار ولا تعترض الصواريخ. فقط المساعدة الملموسة هي التي تفعل ذلك".
ورسالة للجمهوريين أيضا
ووجّه فولوديمير أوميليان، وزير البنية التحتية السابق في أوكرانيا، رسالة مماثلة، ولكن إلى الجمهوريين الأمريكيين، وخاصة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب.
وقال أوميليان: "آمل أن يبعث هجوم إيران على إسرائيل برسالة قوية إلى الجمهوريين، وتحديدا إلى السيد ترامب - لا يمكنك الانتظار جانبا بعد الآن والتفكير في أن هذه صراعات إقليمية صغيرة منفصلة تحدث في مكان ما في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا".
في حوار مع صحيفة بوليتيكو الأمريكية، اعتبر أوميليان أن "الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية تهاجم الغرب باستمرار".
وأعرب عن أمله في أن "يوافق الكونغرس الأسبوع المقبل أخيرا على المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا".
وكان الوزير الأوكراني السابق يشير إلى حزمة مساعدات أمريكية كبيرة تعطلت بسبب مشاحنات حزبية في الكونغرس، حيث فقد الدعم الغربي لأوكرانيا بشكل عام زخمه في الأشهر الأخيرة.
ووافقت ألمانيا أخيرا، يوم السبت، على إرسال نظام دفاع جوي "باتريوت" إلى كييف للمساعدة في حماية أوكرانيا من الصواريخ الباليستية الروسية.
لكن برلين لم تتراجع عن رفضها تقديم صواريخ كروز من طراز توروس.
هل تنفك عقدة أوكرانيا في الكونغرس؟
والشهر الماضي، حثت كييف الولايات المتحدة والشركاء الغربيين الآخرين على إرسال المزيد من الدفاعات الجوية إلى أوكرانيا، بينما تتواصل الحرب للعام الثالث على التوالي، ويتصاعد التوتر في الشرق الأوسط
ويعتقد بعض المراقبين أن ذلك سيضر بدعم جهود كييف الحربية.
وفي هذا الصدد، قال ماكسيم سكريبتشينكو، رئيس مركز الحوار الأوكراني عبر الأطلسي، وهو مركز أبحاث، لصحيفة "بوليتيكو"، إن صراعا أوسع نطاقا “يمكن أن يؤثر بشدة على مصالح أوكرانيا”.
وتابع "إذا تم تحويل الموارد إلى إسرائيل، فلن يتبقى لأوكرانيا سوى القليل... وأي صراع يستهلك الموارد التي تحتاجها كييف يؤثر سلبا علينا".
وأشار على وجه التحديد إلى أنظمة الدفاع الجوي، فضلا عن قذائف المدفعية وغيرها من الإمدادات العسكرية.
ومن ناحية أخرى، أضاف سكريبتشينكو، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يمكن أن "يعزز" جهود رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون لإقناع المزيد من الجمهوريين بتمرير مشروع قانون إضافي متوقف للأمن القومي، والذي من شأنه تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان.
ولفت سكريبتشينكو، إلى أن حزمة المساعدات المستقلة لإسرائيل "لم تكن ناجحة في السابق، لذا فإن ربطها بالمساعدة لأوكرانيا قد يكون النهج الوحيد القابل للتطبيق”.
ويأتي إحجام الغرب عن توفير التمويل والأسلحة في وقت تحرز فيه القوات الروسية تقدما على أرض المعركة.