طهران وتل أبيب.. سباق أمريكي للتهدئة وتوقعات برد إسرائيلي الإثنين

عمليا، انتهى هجوم إيران على إسرائيل، لكن نظريا تبقى السيناريوهات مفتوحة على كافة الصعد، وما بين الهامشين يطفو سباق التهدئة لمنع صعود سلم التصعيد.

هكذا تعمل الولايات المتحدة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل، ليل الأحد، حيث حثّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، تل أبيب، على توخي الحذر في أي رد غير مسبوق، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "وول ستريت جورنال".

كما حثّ بايدن، الحلفاء، يوم الأحد، على تشكيل جبهة دبلوماسية موحدة في محاولة لمنع الأعمال العدائية من التصاعد إلى حرب مفتوحة يمكن أن تجتاح الشرق الأوسط وتتورط فيها الولايات المتحدة.

سباقٌ على تهدئة التوترات يسلط الضوء على المرحلة الجديدة المكثفة التي دخلها الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين إيران وإسرائيل بعد أن شنت طهران ما قال محللون عسكريون إنها واحدة من أكبر الهجمات الجوية المشتركة في التاريخ الحديث بأكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ.

الرد الإسرائيلي "آتٍ"

ورغم محاولات التهدئة، فإن المسؤولين الأمريكيين والغربيين يتوقعون أن ترد إسرائيل بسرعة على الهجمات الإيرانية، بحلول اليوم الإثنين. بحسب الصحيفة الأمريكية.

لكن المسؤولين قالوا إنهم يأملون أن يتمكن البلدان من الخروج بشعور بالنصر، مما يمنحهما منحدرا من شأنه أن يحد من التحركات التصعيدية.

وقال مسؤولون من الدول المعنية إن إسرائيل استفادت من عملية الدفاع الجوي مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى والتي أحبطت 99٪ من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية.

وقدّر المسؤولون الأمريكيون أيضا أن حوالي 50% من الصواريخ الباليستية الإيرانية فشلت في الإطلاق أو تحطمت أثناء الطيران قبل أن تصل إلى هدفها أو يتم اعتراضها.

في المقابل، اعتبر محللون إقليميون أن الأضرار المحدودة أعطت زخما للجهود الغربية لإقناع إسرائيل بوقف توجيه ضربة انتقامية.

"صعود سلم التصعيد"

وأمس الأحد، اجتمع بايدن مع زعماء مجموعة الدول السبع الذين قالوا إنهم سيدرسون فرض عقوبات جديدة على إيران.

وفي اليوم نفسه، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، لبحث الهجوم.

وفي اتصال هاتفي، مساء السبت، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بايدن إنه يجب على الإسرائيليين الآن المضي بحذر بعد نجاح عمليتهم المشتركة لإحباط الهجوم الإيراني.

ووفق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، فإن "بايدن أجرى مناقشة حول محاولة إبطاء الأمور والتفكير في الأمور في ضوء ما مررنا به للتو"، مضيفا أن المكالمة جرت خلال فترة من "المشاعر المتزايدة".

ووصف المسؤول نفسه المكالمة بين بايدن ونتنياهو بأنها "مفيدة للغاية". مشيرا إلى أنها كانت "فقط للحديث عن موقف البلدين والخطوات التالية، وأن لا أحد يريد صعود سلم التصعيد هنا”.

"الثمن" في الوقت والطريقة

وغداة الهجوم الإيراني، اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي، دون إصدار بيان عام حول كيفية الرد.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الدفاع المنسق مع الولايات المتحدة وآخرين أظهر أن إسرائيل قادرة على التغلب على العزلة الدبلوماسية بسبب سلوكها في الحرب في غزة والمستمرة للشهر السابع على التوالي، وإعادة التركيز على إيران.

وصرح بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، بأن “العالم ضد إيران”. معتبرا أن "هذا إنجاز استراتيجي يجب علينا الاستفادة منه من أجل أمن إسرائيل".

وأضاف: “سنبني تحالفا إقليميا لمواجهة التهديد الإيراني وسنأخذ الثمن من إيران في الوقت والطريقة المناسبتين لنا”.

رأي الحليف مهم قبل أي ضربة

وترى سيما شاين، رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، أن إسرائيل ستدرس رأي الولايات المتحدة، أكبر حليف لها، باعتباره العامل الأكثر أهمية قبل أن تقرر كيفية الرد.

وقالت لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنها متشككة في حدوث ضربة انتقامية وشيكة نظرا للأضرار والإصابات المحدودة الناجمة عن الهجوم الإيراني.

وتعتقد شاين أن إسرائيل "ستتردد في القيام بذلك دون موافقة واشنطن”. معتبرة أن ذلك "سيكون معضلة كبيرة في الحكومة الإسرائيلية”.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شارك في التصعيد وكلاء طهران مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

لكن لا شيء، بحسب وول ستريت جورنال- يقارن بالهجوم الإيراني الذي بدأ يوم السبت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإيراني شمل ما بين 170 و180 طائرة مسيرة متفجرة، و120 صاروخا باليستيا، و30 صاروخا من نوع كروز.

وقال برنارد هدسون، الموظف المخضرم في وكالة المخابرات المركزية والرئيس السابق لمكافحة الإرهاب بالوكالة، إن الهجوم الإيراني كان الأكبر على الإطلاق في الشرق الأوسط حيث يجمع بين طائرات بدون طيار وصواريخ.

ووفق مسؤول كبير في إدارة بايدن، فإن الهجوم كان في أعلى مستوى مما توقعته الولايات المتحدة وعارض فكرة أن إيران منحت إسرائيل وحلفاءها الوقت للرد.