اعتراف وصعوبات.. "عواصف" في "الربيع" الأوكراني
لم يكن للهجوم الأوكراني المضاد "هجوم الربيع"، نصيب كبير من اسمه، فعواصف التصدي الروسية عكرت صفو المحاولة رغم المكاسب الضئيلة.
وعلى وقع هجمات أوكرانية مكثفة، وتصدٍّ روسي مستميت، اعترف الرئيس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، بـ"صعوبة القتال".
اعتراف أوكراني
وأكد زيلينسكي، أنّ "كييف تمضي قدماً في الهجوم المضادّ الذي تعدّ له منذ أشهر ضدّ القوات الروسية رغم صعوبة القتال".
وقال، في كلمته اليومية المسائية، إنّ "القتال صعب، لكنّنا نمضي قدماً، وهذا أمر مهم".
لكنه استدرك: "خسائر العدو (روسيا) هي بالضبط في المستوى الذي نحتاج إليه".
وأضاف أنّ "الطقس ليس مواتياً، والأمطار تجعل مهمّتنا أكثر صعوبة، لكنّ قوة جنودنا تعطي نتائج جيّدة".
مكاسب الهجوم
لكن كييف أعلنت مكاسب لهذا الهجوم، نفتها روسيا، مؤكدة أنها استعادت السيطرة على 7 قرى في شرق وجنوب أوكرانيا من القوات الروسية في الهجوم المضاد الذي تشنه منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وأكدت أيضا أنها حققت مكاسب محدودة قرب مدينة باخموت (شرق)، عقب شن الهجوم المضاد بأسلحة غربية لاستعادة أراضيها.
وقدم الرئيس الأوكراني "الشكر لجنود أوكرانيا من أجل كلّ علم أوكراني يعود إلى مكانه الصحيح في القرى الواقعة في المناطق المحرّرة حديثاً"، بعد إعلان كييف عن استعادة 7 قرى من القوات الروسية.
وقالت غانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، على تليغرام: "تم تحرير سبع قرى"، معددة "لوبكوفو وليفادني ونوفوداريفكا في منطقة زابوريجيا الجنوبية".
وأضافت أن "القوات الأوكرانية استعادت أيضا قرية ستوروغيف الواقعة قرب 3 قرى أخرى تمت السيطرة عليها، الأحد، جنوب منطقة دونيتسك".
وأوضحت أن "المساحة التي استعيدت السيطرة عليها تصل إلى 90 كلم مربع".
من ناحيتها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها تقدمت "250 إلى 700 متر" في اتجاه باخموت.
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق، الإثنين، أنها صدت هجمات أوكرانية في المناطق نفسها في دونيتسك قرب فيليكا نوفوسيلكا.
وأضافت أنها تصدت لهجمات أوكرانية في محيط قرية ليفادني في منطقة زابوريجيا المجاورة.
وقال معهد دراسات الحرب، ومقره الولايات المتحدة، في تحليل، الإثنين، إن "القوات الأوكرانية حققت تقدما في دونيتسك أوبلاست (غرب) وزابوريجيا أوبلاست (غرب) وهو ما أكدته مصادر روسية لكن سعت للتقليل من أهميته".
"سيستمر لأشهر"
وكدليل أكبر على صعوبة الهجوم المضاد، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، أنّ "الهجوم المضادّ الذي تشنّه كييف على القوات الروسية في أوكرانيا سيستمرّ لأسابيع بل حتّى لأشهر".
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك في الإليزيه مع كلّ من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا، إنّ "الهجوم المضادّ الأوكراني بدأ قبل أيام عدّة".
وأضاف أنّ "هذا الهجوم سيستمرّ لأسابيع عدّة بل حتى لأشهر.. نريده أن ينجح قدر الإمكان كي نتمكّن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيّدة".
واستضاف الرئيس الفرنسي نظيره البولندي والمستشار الألماني في إطار (مثلّث فايمار) الذي يعتبر منصّة لاجتماعات قمّة دورية بين الدول الثلاث".
دعم الحلفاء
وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ بلاده ستواصل "تكثيف" مساعدتها العسكرية لأوكرانيا.
وقال: "لقد كثّفنا إمدادات الأسلحة والذخيرة والعربات المدرّعة وكذلك الدعم اللوجستي"، موضحاً أنّ "باريس تساعد كييف أيضاً في مجال صيانة العتاد الذي تضرّر في القتال".
وتابع: "سنواصل العمل وفق الجدول الزمني الذي أعطيته (للرئيس زيلينسكي) في الأيام والأسابيع المقبلة".
بدوره، قال المستشار الألماني، إنّ "بلاده ستدعم أوكرانيا بعتادٍ من دبّابات ومدفعية ومضادّات للطائرات طالما كان ذلك ضرورياً".
أمّا الرئيس البولندي فشدّد من جانبه على ضرورة إرسال "إشارة واضحة من منظور واضح" بشأن طلب كييف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وتابع: "أوكرانيا تنتظر إشارة لا لبس فيها نحو فرصة واضحة للحصول على عضوية الناتو".
وأضاف أنّ القمّة المقبلة للحلف في 11 و12 يوليو/تمّوز في فيلنيوس بليتوانيا يجب أن تعطي "ضوءاً أخضر" لطلب أوكرانيا الانضمام للتحالف.
وشدّد في الوقت نفسه على أنّه لا يقصد بذلك موافقة التحالف على انضمام كييف فوراً إلى صفوفه، وهو أصلاً أمر مستبعد بسبب خطر امتداد الحرب الراهنة في أوكرانيا إلى سائر أعضاء التحالف.
وأشار إلى أنه يأمل أن تجلب قمة الناتو المقبلة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في تموز/يوليو المقبل لأوكرانيا "الضوء الذي في نهاية النفق" الذي كانت تتوق إليه.
وبدأت الاجتماعات الثلاثية التي تضم ألمانيا وفرنسا وبولندا ، والمعروفة باسم مثلث فايمار، عام 1991 في مدينة فايمار بألمانيا.
وسعت المحادثات في البداية إلى تقريب بولندا ودول أوروبا الشرقية الأخرى من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg4IA== جزيرة ام اند امز