أول شحنة حبوب أوكرانية تقترب من وجهتها.. لماذا لبنان؟
انطلقت أول سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا الأوكراني متجهة إلى لبنان، ومن المتوقع أن تصل مرفأ طرابلس الخميس المقبل.
وجهة السفينة الأولى بعد الحرب الروسية الأوكرانية أثارت تساؤلات، خصوصاً أنها تأتي إلى لبنان، الذي على الرغم من اعتماده على القمح الأوكراني بنسبة تفوق الـ65 بالمئة إلّا أن السوق اللبناني يبقى صغيراً بالنسبة إلى دول أخرى تستورد أضعاف حاجة لبنان من أوكرانيا.
وفي هذا الإطار كشفت السفارة الأوكرانية في بيروت لـ"العين الإخبارية" أن اختيار لبنان لوجهة السفينة يعود بسبب رئيسي إلى الموقف المتقدم الذي اتخذته الحكومة اللبنانية من الحرب الروسية في أوكرانيا، والذي يعتبر "الأعلى سقفا" بين دول منطقة المتوسط، ما فرض على أوكرانيا التزاما أخلاقيا تجاه لبنان ترجمته الحكومة بإعلانه البلد المفضل الأول لتصدير شحناتها.
وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيانٍ بتاريخ 24 فبراير/شباط الماضي "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا"، داعيةً موسكو إلى وقفها فوراً وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض.
وتشير السفارة إلى أن الأمر لا يتوقف فقط على الموقف السياسي، إنما يتعلق أيضاً بحاجة لبنان الملحة للقمح خصوصاً أنه يشهد نقصاً هائلاً أدى إلى انقطاع الخبز في الأسبوع الماضي، بالاضافة إلى أن اتفاقية إسطنبول قامت على أساس التوريد إلى الدول التي هي بحاجة ويخيم عليها شبح الجوع".
وتضيف السفارة إلى ذلك، أن لبنان كان قد وقع اتفاقيات كبيرة قبل الحرب عبر القطاعين الخاص والعام مع تجار أوكرانيين ومع الدولة الأوكرانية وستسعى السفارة إلى تنفيذ هذه الاتفاقات، وهذا الأمر ناقشته السفارة مع وزارة الخارجية وتعهدت بتنفيذه بأسرع وتيرة، خصوصاً أن لبنان حصل على قرض من البنك الدولي، لدفع ثمن الشحنات فوراً دون الحاجة إلى تأخير ومعاملات تستغرق أوقاتا طويلة نتيجة انخفاض احتياطاته من العملة الأجنبية.
وتختم بالقول: "إن التعاطي الإيجابي في قضية شحنة الدقيق المسروقة والتي رست في طرابلس عبر سفينة سورية، وحجزها، وعدم إدخال شحنتها إلى السوق اللبناني، أيضاً له وقع إيجابي، ما سيؤثر على شحنات أخرى أيضاً بإمكانها أن تريح السوق اللبناني".
وكانت سفارة أوكرانيا في بيروت، يوم الجمعة قد أعلنت، أن "سفينة سورية خاضعة لعقوبات أمريكية رست منذ أيام في ميناء طرابلس، محملة بشعير وقمح سرق من مخازن أوكرانية".
وأفادت السفارة في بيان، بـ"مناقشة النتائج القانونية، لما يتعلق بتفريغ القمح الأوكراني المسروق في ميناء طرابلس".
يذكر أنه فور الإعلان عن انطلاق الشحنة شهدت السوق اللبنانية حلحلة في موضوع الخبز، واختفت الطوابير أمام الأفران، بعد الاطمئنان أن شحنات قمح بالفعل قادمة إلى لبنان.
ورأى وزير الاقتصاد أمين سلام أن "أزمة الخبز تسير نحو الحل، وتراجعت الطوابير خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن الوزارة وضعت آلية شفّافة لمتابعة توزيع الطحين والخبز".
وتوقّع سلام "المزيد من الانفراج، إذ إن 90 بالمئة من الطوابير اختفت".
واستند سلام في نظرته الإيجابية، إلى "إقرار قرض البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار، والذي سيضمن توفّر الخبز المدعوم لتسعة أشهر". ويُضاف إلى القرض "حل مشكلة التصدير بين أوكرانيا وروسيا. ما يعني عودة بواخر القمح إلى لبنان، بعد أن شهدت تأخيراً في السابق، وشكّلَ ذلك أحد أركان أزمة الخبز".
وأمس الإثنين أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن أول سفينة محملة بالحبوب ستنطلق، صباح اليوم، من ميناء أوديسا الأوكراني متجهة إلى لبنان.
ويأتي الإعلان بعد الاتفاق الثلاثي الذي وقع في إسطنبول أخيراً، بين روسيا وأوكرانيا وتركيا برعاية الأمم المتحدة، يتعلّق بتصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان: "ستغادر سفينة رازوني المحملة بالذرة ميناء أوديسا صباح الإثنين في اتجاه لبنان".
وأشار البيان إلى أن سفينة رازوني، التي ترفع علم سيراليون، هي أول سفينة تغادر ميناء أوديسا، لافتاً إلى أن السفن الأخرى المحملة بالحبوب ستغادر موانئ أوكرانيا لاحقاً.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز