الحرب الأوكرانية "الثانية".. مخاوف من معارك جديدة تقودها المدفعية
يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ستنقل لمرحلة جديدة مع اقترابها من الشهر الثالث، وسط تحذير أمريكي من إعداد موسكو لـ"هجوم أكبر بكثير".
وكالة رويترز نقلت مسؤول دفاعي أمريكي كبير قوله إن الولايات المتحدة تعتبر النشاط الروسي الجاري في شرق أوكرانيا مقدمة لهجوم أكبر بكثير في البلاد.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن روسيا ما زالت تضيف إلى قدراتها العسكرية للاستعداد للهجوم الجديد، حيث نشرت كتيبتين تكتيكيتين إضافيتين خلال الـ24 ساعة الماضية ليرتفع العدد الإجمالي للكتائب الروسية في البلاد إلى 78.
أسلحة ثقيلة لكييف
وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على موقع تويتر أن بلاده ستدعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة مثل العربات المدرعة.
وأشار روته إلى أن هذا التعهد جاء خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، موضحا أن بلاده تبحث أيضا مع حلفائها "تقديم معدات ثقيلة إضافية".
وقالت وزيرة دفاع هولندا كايسا اولونجرن لقناة "ان او اس" إن "مرحلة جديدة من الحرب في أوكرنيا تبدأ بعدما شن الروسي الروسي فلاديمير بوتين الهجوم في دونباس.. سنواصل دعم أوكرانيا".
وكانت هولندا قد تعهدت بتقديم شحنات أسلحة بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط.
إلا أن الحكومة الهولندية تعمدت خلال الأسابيع القليلة الماضية عدم نشر أي معلومات عن شحنات الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا.
معركة دونباس
قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن أجرى مشاورات مع حلفاء بلاده اليوم الثلاثاء حول آخر التطورات فيما يتعلق بالعملية الروسية في أوكرانيا، بينما بدأت موسكو هجوما شاملا على شرق البلاد.
وأضاف البيت الأبيض أن الغرض من المكالمة كان "مناقشة دعمنا المتواصل لأوكرانيا والجهود الرامية لتحميل روسيا المسؤولية في إطار التنسيق القوي بيننا".
وسيطرت روسيا على أول بلدة في شرق أوكرانيا في إطار هجوم شامل جديد وصفته كييف بمعركة دونباس بهدف الاستيلاء على منطقتين.
وبدأت مكالمة الفيديو في الساعة التاسعة وسبع وخمسين دقيقة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، فيما وكان بايدن يتحدث من غرفة عمليات البيت الأبيض.
وانضم إلى بايدن في المحادثة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فضلا عن زعماء بولندا واليابان وإيطاليا.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا ستمنح أوكرانيا المزيد من أسلحة المدفعية مع انتقال الصراع مع روسيا إلى مرحلة جديدة.
وقال جونسون للمشرعين: "سيصبح هذا صراعا بالمدفعية ، إنهم بحاجة إلى دعم بمزيد من المدفعية ، وهذا ما سنقدمه لهم.. بالإضافة إلى العديد من أشكال الدعم الأخرى".
تحرير لوهانسك ودونيتسك
في المقابل، تمسك وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بالتأكيد على أن قوات بلاده تواصل تنفيذ خطة تحرير أراضي جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين ضمن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشيدا ببسالة الجنود.
وأضاف وزير الدفاع: "يقوم الجيش الروسي بتنفيذ المهام التي حددها القائد الأعلى في سياق العملية العسكرية الخاصة. ويجري تنفيذ خطة تحرير الجمهوريتين باستمرار، وتتخذ التدابير للعودة إلى الحياة السلمية وإعادة الأمن" في الأماكن المحررة.
وبحسب قوله، فإن العسكريين الروس المشاركين في العملية "يظهرون شجاعة وبطولة في أداء الواجب العسكري"، مؤكدا أن موسكو تظل ضامنا موثوقا به لأمن مواطنيها.
ولفت إلى أن واشنطن والدول الغربية الخاضعة لسيطرتها تبذل قصارى جهدها لتأخير العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، وهي تنوي القتال "حتى آخر أوكراني".
كانت وزارة الدفاع الروسية أكدت أن سلاح الجو قصف 60 هدفا عسكريا في أوكرانيا بما في ذلك مستودعين لصواريخ "توتشكا-يو" وإسقاط مقاتلة "ميغ 29" وأربع مسيّرات.
وبحسب التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في يومها الـ55 فإنه تم تدمير 13 معقلا للقوات الأوكرانية ومراكز تجمع عسكرية، وتدمير كذلك 60 منشأة عسكرية، بما في ذلك تدمير مستودعين لصواريخ (توتشكا يو).
واستهدفت القوات المدفعية الروسية 1260 هدفا عسكريا أوكرانيا، بما في ذلك 25 موقعا للقيادة، وقاذفتا صواريخ و1214 مكانا لتجمعات عسكرية، وإسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز "ميج - 29" وأربع طائرات بدون طيار، واعتراض صاروخين من طراز (توتشكا يو).
ووفقا لموسكو فإن القوات الروسية دمرت 140 طائرة، و487 طائرة بدون طيار، و252 نظاما صاروخيا مضادا للطائرات، و2353 دبابة ومركبات قتالية مدرعة، و256 منشأة MLRS ، وغيرها.