معارك قرب كييف وحصار ماريوبول.. تطورات حرب أوكرانيا
قالت أوكرانيا، السبت، إن القصف الروسي على المدن الواقعة شرق البلاد، ومنها ماريوبول يعرقل إجلاء السكان من المنطقة عبر الممرات الآمنة.
ويتقدّم الجنود الروس في مناطق أخرى في البلاد وتدور معارك طاحنة حول العاصمة كييف التي تقترب منها القوات.
وأصدرت وزارة الخارجية الأوكرانية بيانا جاء فيه، أن "القصف المستمر جعل من المستحيل فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وتوصيل الأدوية والأغذية".
وأضافت الوزارة، أن المزاعم الروسية بشأن عرقلة أوكرانيا لعمليات الإجلاء "غير صحيحة ومضللة لتبرير الأفعال الإجرامية التي يرتكبها الجيش الروسي".
وأرجئت عملية إجلاء سكان ماريوبول، وهو ميناء استراتيجي تحاصره القوات الروسية، بسبب الانتهاكات المتعددة لوقف إطلاق النار، بحسب بلدية المدينة.
وستشكل سيطرة موسكو على ماريوبول والواقعة على بحر أزوف، نقطة تحول مهمة في غزو أوكرانيا، فهي ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية وتلك الروسية في الدونباس من جهة أخرى.
وهذه المدينة قاومت في 2014 هجمات القوات الموالية لروسيا القادمة من دونيتسك خصوصا.
وكتبت البلدية على "تلغرام" أن عملية إجلاء المدنيين التي كان مقررا أن تبدأ في وقت متأخر صباح السبت، "أرجئت لأسباب أمنية" لأن القوات الروسية "تواصل قصف ماريوبول ومحيطها".
وبعد عشرة أيام من الحرب من المستحيل التحقق من الأرقام من مصادر مستقلة، فكييف تتحدث عن مقتل 350 مدنيا على الأقل وأكثر من تسعة آلاف جندي روسي بينما أعلنت موسكو سقوط 2870 قتيلا في الجانب الأوكراني و498 في الجانب الروسي.
وفر نحو 1,4 مليون لاجئ من أوكرانيا حسب آخر إحصاءات الأمم المتحدة ما أدى إلى تعبئة كبيرة خصوصا في البلدان المجاورة.
وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، إن إخلاء المدينة "ليس قرارا سهلا، لكن كما قلت دائما، ماريوبول ليست شوارع ومنازل. ماريوبول هي الشعب، إنها أنا وأنتم".
من جانبها، أعلنت شركة الطيران الروسية "أيروفلوت" السبت تعليق رحلاتها الدولية اعتبارا من 8 آذار/مارس في الوقت الذي تتعرض موسكو لعقوبات غربية مشددة.
ويأتي حصار ماريوبول فيما تقترب القوات الروسية من العاصمة كييف وتواجه مقاومة عنيدة، خصوصا في تشيرنيغوف الواقعة على مسافة 150 كيلومترا شمال العاصمة، حيث قتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة.
وشاهد فريق من وكالة فرانس برس زار الموقع السبت، مشاهد دمار في أحياء مدنية، تقول موسكو إنها لا تستهدفها، في هذه المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة والتي تفرغ من سكانها وحيث يرتسم مشهد يخشى أن يتكرر في كييف المطوقة بقوات روسية.
وأقر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في منشور على فيسبوك صباح السبت بأن الروس تقدموا في اتجاهات عدة لكنه أكد أنهم لا يسيطرون إلا على "جزء صغير" من أراضي البلاد وأن المقاتلين الأوكرانيين "يتصدون لهم".
واتهم موسكو بتغيير تكتيكها واستهداف المدنيين بعدما واجهت مقاومة أوكرانية عنيدة قال إنها تقوض الخطط الروسية لغزو مدن كبرى وإطاحة حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بسرعة.
وواصل الرئيس الأوكراني تحدي موسكو وأعلن السبت أن القوات الأوكرانية شنّت هجوما مضادا حول خاركيف في الشمال وثاني مدن البلاد التي شهدت بعض أعنف عمليات القصف منذ بداية الحرب.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز