يوم صادم للأوكرانيين والروس.. تلويح بالنووي وتوسيع التسليح لكييف
من قاعدة جوية ألمانية، جددت الولايات المتحدة وحلفاؤها تعهدها بتقديم كميات جديدة من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، متجاهلة تهديدات روسية.
وبدا واضحا أن المسؤولين الأمريكيين يحولون تركيزهم هذا الأسبوع من الحديث بشكل أساسي عن مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها إلى حديث أكثر جرأة عن انتصار أوكراني من شأنه أن يضعف قدرة روسيا على تهديد جيرانها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن واشنطن وحلفاءها مصممون على مساعدة أوكرانيا للانتصار في حربها ضد روسيا، قائلا: "دعمنا العسكري لكييف أحدث فارقا على الأرض".
وأضاف: "نعمل على مضاعفة الجهود المشتركة مع حلفائنا لمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا".
واعتبر أن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي خطير، وكل الأطراف تخسر في الحرب النووية.
وشدد على أن واشنطن وحلفاءها سيجتمعون شهريا لمساعدة أوكرانيا عسكريا، مضيفا: "روسيا أصبحت أضعف مما كانت عليه قبل الحرب".
ووافق أعضاء حلف شمال الأطلسي مؤخرًا على شحنات أسلحة بمئات الملايين من الدولارات، بما في ذلك المدفعية والطائرات المسيرة التي كانوا قد أحجموا عن إرسالها في المراحل السابقة من الحرب، ويريدون من حلفائهم أن يفعلوا الشيء نفسه.
وشارك مسؤولون من أكثر من 40 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، مقر القوة الجوية الأمريكية في أوروبا.
وفي تحول ملحوظ، أعلنت ألمانيا، حيث تعرضت الحكومة للضغط بعد رفض مناشدات أوكرانية للحصول على أسلحة ثقيلة، أنها سترسل الآن دبابات خفيفة من طراز جيبارد مزودة بمدافع مضادة للطائرات.
وقال مارسيل ديرسوس، الباحث غير المقيم في معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل: "الأهمية الحقيقية لهذا القرار لا تكمن في الاختلاف الذي قد تحدثه الدبابات جيبارد في ساحة المعركة وإنما في الإشارة التي يرسلها".
حرب بالوكالة
وفي غضون ذلك، قال أمين مجلس الأمن الروسي الذي يتمتع بنفوذ قوي إن سياسة الغرب والحكومة الأوكرانية ستؤدي إلى تفكك أوكرانيا، متهما واشنطن بالسعي لغرس الكراهية في نفوس الأوكرانيين لكل ما هو روسي.
وفي تصعيد ملحوظ للخطاب الروسي، سُئل وزير الخارجية سيرجي لافروف على التلفزيون الحكومي عن احتمالية الحرب العالمية الثالثة وما إذا كان الوضع الحالي مشابها لأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي كادت تشعل حربًا نووية.
وقال لافروف بحسب نص المقابلة الذي نشرته وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني: "الخطر جاد وحقيقي، وعلينا ألا نهون من شأنه".
وأضاف أن ما يفعله حلف شمال الأطلسي بإمداد أوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا.
وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، للصحفيين على متن الطائرة في طريقه إلى اجتماع اليوم الثلاثاء إن الأسابيع المقبلة "حرجة للغاية".
وتابع: "إنهم بحاجة إلى دعم مستمر من أجل تحقيق النجاح في ساحة المعركة. وهذا هو الهدف الحقيقي من هذا المؤتمر" ، واصفًا الهدف بأنه تنسيق مساعدات تشمل أسلحة ثقيلة مثل مدافع الهاوتزر.
وقال أوستن، الذي زار كييف مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد: "نريد أن نرى روسيا ضعيفة، لدرجة ألا تستطيع فعل الأمور التي فعلتها بغزو أوكرانيا".
كما قالت ألمانيا، أكبر مستهلك للطاقة الروسية، إنها تأمل في استبعاد النفط الروسي من إمداداتها في غضون أيام.
وزار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش موسكو في مهمة سلام، رغم أن كييف ودولا غربية قالت إنها تشك في قدرته على تحقيق الكثير.
وقال غوتيريش خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي لافروف: "نحن مهتمون للغاية بإيجاد سبل لتهيئة الظروف لحوار فعال وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن وتهيئة الظروف لحل سلمي".
بدوره، ذكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنه في حين أن من غير المرجح تحقيق انفراجة دبلوماسية، هناك أمل في أن يتمكن غوتيريش من المساعدة في تخفيف الوضع الإنساني ، خاصة حول ماريوبول، حيث تقول أوكرانيا إن مئات المدنيين محاصرون مع آخر المدافعين عن المدينة داخل مجمع مصنع للصلب.
وقللت كييف وحلفاؤها من أهمية تصريحات لافروف بخصوص الحرب النووية، ووصفها وزير بريطاني بأنها "صلف".
وكتب كوبيلا على تويتر بعد المقابلة التي أُجريت مع لافروف أن روسيا فقدت "أملها الأخير في تخويف العالم من دعم أوكرانيا. هذا لا يعني سوى أن موسكو تشعر بالهزيمة".
وانتقد جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ما سماه "الخطاب التصعيدي" للافروف.
وقال كيربي: "واضح أنه غير مفيد وغير بناء، ويقينا لا يشير إلى ما يجب أن تفعله (قوة عالمية) مسؤولة في المجال العام. لا يمكن الانتصار في حرب نووية ولا ينبغي خوضها. ما من سبب يدفع الصراع الحالي في أوكرانيا للوصول إلى ذلك المستوى على الإطلاق".
قلق بخصوص مولدوفا
هناك مخاوف من انتشار الاضطرابات إلى الغرب من أوكرانيا، حيث مولدوفا التي تسيطر فيها القوات الروسية منذ تسعينيات القرن الماضي على منطقة ترانسدنيستريا المنشقة على الحدود الأوكرانية.
ودمر انفجاران برجين إذاعيين من العصر السوفيتي بالمنطقة في وقت مبكر اليوم الثلاثاء في أعقاب انفجارات أخرى بها أمس الإثنين.
وقالت السلطات المنشقة إنها رفعت مستوى التهديد الإرهابي بالمنطقة إلى الأحمر بينما عبر الكرملين عن القلق.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن زعيم المنطقة المنشقة قوله إن الهجمات قد تكون مرتبطة بأوكرانيا.
وحمّلت مايا ساندو، رئيسة مولدوفا الموالية للغرب "فصائل من داخل منطقة ترانسدنيستريا مؤيدة للحرب ومهتمة بزعزعة استقرار الوضع في المنطقة" المسؤولية عن "محاولات التصعيد".
وعبّرت حكومة ساندو الأسبوع الماضي عن قلقها بعد أن قال جنرال روسي كبير إن موسكو تهدف إلى شق طريق عبر أوكرانيا إلى ترانسدنيستريا، حيث قال إن المتحدثين بالروسية بحاجة إلى الحماية من الاضطهاد.
ولمولدوفا، الجمهورية السوفيتية السابقة، روابط ثقافية ولغوية وثيقة مع رومانيا عضو حلف شمال الأطلسي.
وتسببت العملية الروسية في أوكرانيا، والمستمرة منذ شهرين، في مقتل وإصابة الآلاف وحوّل البلدات والمدن إلى أنقاض وأجبر أكثر من خمسة ملايين على الفرار إلى الخارج.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن الهجوم الروسي مستمر في منطقة خاركيف بشرق البلاد إذ تحاول القوات الروسية التقدم باتجاه قرية زافودي.
وقال الجيش البريطاني اليوم الثلاثاء إن روسيا تحاول على الأرجح تطويق مواقع أوكرانية شديدة التحصين في الشرق، في إشارة إلى أن القوات تحاول التقدم نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك.
تصعيد دبلوماسي
وبعد إعلان روسيا طرد ثلاثة دبلوماسيين سويديين، ردا على إجراء مماثل اتخذته ستوكهولم في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، ذكرت وزارة الخارجية السويدية الثلاثاء أن أربعة دبلوماسيين طردوا من روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها استدعت السفير السويدي لإبلاغه عن "احتجاجها الشديد" على طرد الدبلوماسيين الروس في مطلع أبريل/نيسان وعلى الدعم العسكري الذي تقدمه ستوكهولم للحكومة الأوكرانية.
وأضافت: "ردا على ذلك، قرر الجانب الروسي إعلان ثلاثة دبلوماسيين من السفارة السويدية في روسيا أشخاصا غير مرغوب فيهم".
واعتبرت وزيرة خارجية السويد آن لينده أن الإجراء "مؤسف للغاية"، مشيرة إلى طرد أربعة دبلوماسيين، ثلاثة من سفارة موسكو وواحد من القنصلية السويدية في سان بطرسبورج.
ولفتت لينده إلى أن الدبلوماسيين الروس طُردوا في مطلع أبريل/نيسان، لأنهم قاموا بعمليات "انتهكت اتفاقية فيينا المتعلقة بالعلاقات الدبلوماسية"، بينما قام الدبلوماسيون السويديون "بأنشطة دبلوماسية تقليدية".
وكتبت: "السويد سترد بشكل مناسب على تصرفات روسيا غير المبررة وغير المتناسبة".
وأثار الهجوم الذي تقوده روسيا في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط موجة إدانات دولية وسلسلة من العقوبات التي تزامنت مع طرد الدول الغربية مئات الدبلوماسيين الروس.
في سياق التوترات، تنوي السويد، مثل فنلندا، الترشح للانضمام إلى حلف الشمال الأطلسي.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز