طوق نجاة جديد للتعايش مع كورونا
الأشعة فوق البنفسجية تقوم بعملية التطهير عن طريق تكسير البنية الوراثية للفيروسات التاجية والميكروبات الأخرى.
بينما تخطط بعض الدول لإنهاء الإغلاق الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، يظل التطهير الصحيح في المواصلات العامة والأماكن المزدحمة مثل المدارس والمطاعم مشكلة كبيرة.
وتسبب فيروس "كوفيد- 19" في وفاة أكثر من ربع مليون شخص حول العالم حتى الآن، وذلك بسبب طبيعته المعدية جداً وسرعة انتشاره.
في دول مثل الصين، تُستَخدم الروبوتات والطائرات من دون طيار لرش المطهرات بصفة مستمرة في الأماكن العامة.
وتستخدم شركات الطيران وشركات أخرى مثل "أمازون" الضباب المطهر كوسيلة للتعقيم والحفاظ على مرافقها نظيفة.
لكن هناك حل آخر هو "الأشعة فوق البنفسجية"، إذ يمكن أن تكون أجهزة التطهير بالضوء فوق البنفسجي أحد أساسيات العودة إلى الحياة الطبيعية في العالم للتعايش مع فيروس كورونا، بحسب شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وتعد الأشعة فوق البنفسجية طريقة فعالة يتم استخدامها منذ عقود في المستشفيات وغرف العمليات، وهي أشعة خطيرة قد تتسبب في سرطان الجلد ومشكلات للعين، ولا يمكن استخدامها إلا في حالة خلو المكان.
وقال بوب كارليسيك، مدير مركز الأنظمة والتطبيقات الممكنة للإضاءة في معهد Rensselaer Polytechnic بولاية نيويورك، إن من المعروف بصفة عامة أن الأشعة فوق البنفسجية تقتل الميكروبات.
وأوضح أن الأشعة فوق البنفسجية تقوم بعملية التطهير عن طريق تكسير البنية الوراثية للفيروسات التاجية والميكروبات الأخرى، وفي هذه الحالة يموت الفيروس أو يصبح غير قادر على التكاثر.
وأضاف أن الأشعة فوق البنفسجية يجب أن تضرب الفيروس مباشرة، ما يعني أن كل بوصة مربعة من المعدات يجب أن تتعرض لضوء الأشعة حتى يتم تطهيرها بشكل صحيح.
وأشار إلى أن الأشعة فوق البنفسجية يجب أن تكون قوية جداً، مؤكداً أن أشعة الشمس وحدها غير كافية لقتل فيروس كورونا المستجد.
في السياق، قال ديفيد برينر، مدير مركز كولومبيا للأبحاث الإشعاعية، إن المركز يختبر ما يسمى بـ"الأشعة فوق البنفسجية البعيدة"، التي تجعل طولها الموجي 222 نانومترا آمناً للبشر لكنها لا تزال مميتة للفيروسات، حسب موقع "مديكال إكسبرس".
ولفت إلى إمكانية استخدام هذه الأشعة في الأماكن المغلقة والمزدحمة حيث ترتفع مخاطر التلوث، ما يعطي أملاً في استخدامها لاحتواء الوباء الحالي.
وفي عام 2013، بدأ فريق كولومبي في دراسة فعالية الأشعة فوق البنفسجية بعيدة المدى ضد البكتيريا المقاومة للأدوية.
وفحصوا استخدام الأشعة ضد الفيروسات، بما في ذلك فيروس الإنفلونزا، ومؤخراً تحول تركيز الفريق إلى استخدام مصابيح الأشعة ضد فيروس كورونا.
ويخطط الفريق بعد ذلك لاختبار المصابيح على الفيروسات المعلقة في الهواء، كما هو الحال عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، بالتوازي مع إجراء اختبارات للتأكد من أن هذه الأشعة لا تشكل ضرراً على البشر.
وقدّرت عائدات سوق معدات التطهير بالأشعة فوق البنفسجية العالمية بـ 1.1 مليار دولار في عام 2018، ومن المتوقع أن تصل إلى 3.4 مليار دولار بحلول عام 2026، وفقاً لمؤسسة Allied Market Research البحثية.