قطر بالأمم المتحدة.. ملفات عرجاء لـ"تبييض" أجندة سوداء
قطر تقود حملة دعائية كاذبة تسعى من خلالها بشتى الطرق لإيهام العالم بأنها تبذل جهودا لمكافحة الإرهاب
لا أمل على ما يبدو في أن يأتي خطاب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، هذا العام، بالأمم المتحدة، مختلفا عن سابقيه، أو على الأقل، أن يكون أقل تخبطا وزيفا وتناقضا.
فالتعنت القطري بات سياسة دولة تجتر أخطاءها وتحاول درء سقطاتها بسلسة لا تنتهي من الأكاذيب.
- بالفيديو والصور.. إيرانيون يتظاهرون في نيويورك ضد روحاني
- مطار نيويورك يحذر طائرات الوفود الدبلوماسية: لن نسمح بتكرار رشوة قطر
ووفق تقارير إعلامية قطرية، فإن الخطاب الذي من المنتظر أن يلقيه تميم، في وقت لاحق الثلاثاء، بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة، سيتطرق لمحاور تزعم الشراكة مع المنظمة الدولية ومحافكة الإرهاب.
تعنت ومغالطات وتزييف
"عناوين رنانة"، وفق المحلل السياسي، نزار الجليدي، والذي رأى أن محاور خطاب تميم "لا تليق بتاريخ الدويلة المخضب بدماء الأبرياء ممن قضوا بنيران مجموعات إرهابية أمّنت الدوحة وجودها واستمرارها ومولت عملياتها وفظائعها".
وتساءل الجليدي: "أي بجاحة هذه التي تجعل نظام بلد مثل قطر قادرا على اعتلاء منصة المنظمة الأممية، والنظر مباشرة إلى كاميرا يعرف جيدا أنها تنقل كلماته إلى أمهات ثكالى حرمهن أطفالهن، وإلى نساء حرمهن أزواجهن، وآباء مسنين اختطف منهم فلذات أكبادهم؟".
وأضاف، في حديث لـ"العين الإخبارية": "كيف يجرؤ على التطرق لموضوع مكافحة الإرهاب، وكل صفحة في التاريخ الحديث تنبض بعمليات غادرة نفذتها مجموعة إرهابية يدعمها؟ ».
وتطرق الجليدي إلى ما صرح به روبرت بيتنجر، رئيس اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكى، من أن أمير قطر اعترف له بأنه ساعد تنظيم "القاعدة" الإرهابي في سوريا، من منبع "احتقاره" للرئيس بشار الأسد.
كما اتهم بيتنجر الدوحة بإيواء إرهابيين ومتورطين في خطف الناس للحصول على فدية.
وبما أن الاعتراف يظل سيد الأدلة، اعتبر الجليدي أن تميم سيجعل نفسه مرة أخرى، بمرمى سخرية عالم تعتري سواده الأعظم قناعة بتورط نظام الحمدين في تمزيق وزعزعة استقرار الشرق الأوسط والعالم.
فالواضح من خلال محاور الخطاب المرتقب، أن تميم يتملق المجتمع الدولي، من خلال تزييف الحقائق والإيهام بدوره الكاذب في مكافحة الإرهاب.
"بروباجاندا" لن تخفي الأخطاء
تحت غطاء «المساعدات الإنسانية» أو دعم المنظمات الأممية، تسوق الدوحة لنفسها على أنها «قائدة» قاطرة العمل الإنساني عربيا ودوليا، مع أن كل الأموال الضخمة التي تدفعها ليست سوى وسيلتها التقليدية لذر الرماد في العيون، أو تيسير سبل تمويل الإرهابيين دون إثارة الشكوك.
ومن هنا، واستنادا إلى هذه الجزئية، تقود قطر حملة دعائية كاذبة، تسعى من خلالها، بشتى الطرق، لإيهام العالم بأنها تبذل جهودا خرافية لمكافحة الإرهاب ومواجهة أزمات العالم، وهذا ما تؤكده محاور الخطاب الذي سيلقيه تميم بعد قليل.
فالمؤكد أن المتخصصين في علم النفس والحركة سيلتقطون وهم يتابعون خطاب تميم، ما سيكون في ملامحه وحركات يديه أو تقاسيم وجهه من ارتباك وتلعثم شبيهين لما حصل معه العام الماضي.
فالمعروف أن المرء حين يكذب، فإن المتخصصين قادرون على كشف ذلك، وهذا ما حدث العام الماضي، وسيحدث هذه المرة، لأن من يتحدث عن مكافحة الإرهاب وهو يدعمه، فمن البديهي أن يكشفه النشاز الحاصل بين الكلمات المنطوقة والجرس الداخلي للعقل الباطن الذي يدرك حقيقة الأمر.
وحول أخطاء تميم خلال خطبته، العام الماضي، فى الأمم المتحدة، قال مالجليدي، إن كلمة أمير قطر كانت مرتبكة إلى حد كبير، والتلعثم الواضح في نطق الكلمات والجمل أظهر ضعف تميم، وخوفه حينها من استمرار مقاطعة الرباعي العربي له.
وتوقع الخبير التونسي أن خطاب هذا العام سينضح بالارتباك نفسه، وذلك رغم أن تميم سيحاول تفادي أخطاء الخطاب الماضي، عبر الحرص على حركاته وتعابير وجهه، لكن ذلك لن يمنع سقوطه في نفس الهفوات بمجرد تفوهه بالأكاذيب لتبرير سقطاته.