غوتيريش على حدود غزة.. هل تنجح «المناشدة الأخيرة»؟
أمين عام الأمم المتحدة يزور الجانب المصري للحدود مع غزة في وقت ترتفع فيه المخاوف من اجتياح إسرائيلي وشيك لرفح جنوب القطاع.
ويزور أنطونيو غوتيريش، السبت، الجانب المصري للحدود مع القطاع في ظل ازدياد المخاوف من مجاعة وشيكة، في وقت تؤكد إسرائيل عزمها شن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن.
ووصل غوتيريش إلى مدينة العريش المصرية حيث يتوجه إلى الحدود المغلقة مع رفح، ويتوقع أن يكرر "دعوته لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، بعد خمسة أشهر ونصف الشهر من حرب مدمرة بين إسرائيل وحركة حماس تسببت بأزمة إنسانية كارثية، وفق الأمم المتحدة.
وفي تصريحات إعلامية، قال غوتيريش: "التقيت بعض الفلسطينيين الجرحى بمستشفى العريش صباح اليوم"، مشددا على أنه "لا مبرر للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني".
وجدد تأكيده على أنه "حان الوقت لوقف إطلاق نار إنساني في غزة"، مضيفا: "جئت إلى رفح لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين بالقطاع".
ودعا غوتيريش إسرائيل إلى "الالتزام بالقانون الإنساني"، وإلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتابع: "يؤسفني أن بعض الفلسطينيين الصائمين لا يجدون فطورهم في غزة خلال شهر رمضان"، متعهدا بـ"مواصلة العمل مع مصر من أجل تسهيل دخول المساعدات للقطاع".
وختم محذرا: "الخيار في غزة واضح، إما زيادة المساعدات أو المجاعة".
القصف يستمر
ميدانيًا، استمر القصف المدفعي والغارات في حصد مزيد من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع المحاصر حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية، ما يدفع بمزيد من المدنيين للنزوح إلى مدن الجنوب التي لم تسلم من القصف.
وفي الشمال، طال القصف كذلك شمال غرب مدينة غزة، حيث قالت وزارة الصحة إن عشرة أشخاص قتلوا لدى استهدف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي السبت مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، حيث قال إنه "قضى على أكثر من 170" مقاتلًا واستجوب أكثر من "800 مشتبه به" وعثر على أسلحة.
رفح
يلتقي غوتيريش السبت عاملين في المجال الإنساني في الجانب المصري من رفح، نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية، وحيث يتكدس 1,5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل.
وكانت هذه المسألة موضع خلاف الجمعة في تل أبيب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الساعي لإقناعه بالعدول عن خطته.
وقال نتنياهو بعد لقائه بلينكن "لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك"، مضيفا "أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، سنفعل ذلك بمفردنا".
لكن بلينكن قال قبل مغادرته "نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل".
واستدرك: "لكن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تهدد بقتل مزيد من المدنيين... وتهدد بزيادة عزلة إسرائيل، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر".
لا منطقة آمنة
شهود قالوا لفرانس برس إن عشرات الدبابات توغلت باكرًا في منطقة المواصي شمال غرب خان يونس وفي المنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وإنها "تطلق النار والقذائف"، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى.
وأضافوا أن "قذائف سقطت بجانب مخيم للنازحين في المواصي" وأن دبابات تمركزت عند مفترق المطاحن بخان يونس وهو ما "اضطر مئات النازحين للهروب نحو رفح مشيا على الأقدام".
وعلاوة على الدمار شبه الشامل وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهي أول مرة يُصنف فيها شعب على هذا النحو، وفق وكالات متخصصة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنها أحصت إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية التي تسببت بها الحرب.