«انتهاكات جسيمة».. إدانة أممية لإسرائيل وحماس وطلب تحقيق

اتهم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إسرائيل، الأربعاء، بإبداء تجاهل غير مسبوق لحقوق الإنسان في عملياتها العسكرية في غزة، كما أشار إلى أن حماس انتهكت القانون الدولي.

وخلال تقديمه تقريرًا جديدًا عن وضع حقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين تحتلهما إسرائيل، في الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، دعا تورك إلى «تحقيق مستقل في جميع الانتهاكات المرتكبة».

• قصة هروب جندي إسرائيلي من البرازيل.. متهم بـ«جرائم حرب» في غزة
• إسرائيل في مرمى اتهامات «جرائم حرب غزة».. رفض أمريكي وتحقيق بريطاني

وتابع: «لا شيء يبرر الطريقة المروعة التي أجرت بها إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، والتي انتهكت القانون الدولي بصورة مستمرة».

وأكد التقرير، الذي أعده مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن حماس أيضًا ارتكبت انتهاكات جسيمة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وقال تورك: «أطلقت حماس قذائف عشوائية على إسرائيل، وهو ما يصل إلى مستوى جرائم حرب».

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن مسلحين بقيادة حماس قتلوا 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 250 رهينة في هجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

فيما يقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن الهجوم الإسرائيلي اللاحق أدى إلى تدمير معظم القطاع ومقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني.

دعوات للتحقيق في الجرائم

ودعا تورك إلى تحقيق مستقل في جميع الانتهاكات، مشيرًا إلى أنه لم يتلقَّ أي معلومات عن اتخاذ حماس أو الجماعات المسلحة الأخرى إجراءات لمعاقبة المسؤولين عن انتهاك الحقوق.

كما أبدى شكوكه حول إرادة المنظومة القضائية الإسرائيلية في تحقيق المساءلة الكاملة، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وأشار التقرير إلى أن المكتب لم يتلقَّ ردًا من إسرائيل على طلبه الوصول الكامل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة من جميع الأطراف.

إدانة دولية واسعة

ولم ترسل إسرائيل مندوبًا لإلقاء كلمة في الجلسة، وهو ما وصفه ممثل تشيلي بـ«الأمر المؤسف».

وكانت إسرائيل قد نفت بشدة في وقت سابق مزاعم ارتكاب جرائم حرب في غزة والضفة الغربية، مؤكدةً أن عملياتها «تستهدف مسلحي حماس مع مراعاة الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين».

وأضاف تورك للمجلس: «مستوى الدمار في غزة هائل.. من المنازل إلى المستشفيات إلى المدارس.. القيود التي فرضتها إسرائيل تسببت في كارثة إنسانية».

وفي سياق متصل، اتهم المندوب الفلسطيني بالمجلس إسرائيل بـ«ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين، فضلًا عن حرمان القطاع من المساعدات الإنسانية».

وقال إبراهيم خريشة، المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة في جنيف: «تم منع الخيام والمنازل... وقوضت إسرائيل وصول الغذاء والأدوية».

تزايد الضغوط الدولية

وأدانت دول عربية، خلال الجلسة، التصعيد الإسرائيلي، وجددت دعواتها لإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأيد الاتحاد الأوروبي دعوة التقرير إلى إجراء تحقيق مستقل، وأدان هجوم حماس، وكذلك التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقالت فرانكي برونوين ليفي، مندوبة جنوب أفريقيا: «قائمة الأهوال التي لا توصف والتي ارتُكبت ضد الفلسطينيين غير مسبوقة».