الصومال بانتظار "صرخة" غوتيريش.. قفزة في مياه الدعم الإنساني
بحقائب تثقلها الجهود الإنسانية، حطت طائرة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مقديشو، وسط رياح أمل الدعم.
زيارة يعول عليها الصومال والشعب المتعطش للدعم الإنساني، في دفع عملية جمع التمويل اللازم لتوفير الاحتياجات الإنسانية لملايين من المحتاجين لها.
وصباح الثلاثاء، وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مقديشو، في ثاني زيارة له للصومال منذ توليه منصبه في 1 يناير/كانون الثاني 2017.
وكان في استقبال الأمين العام للأمم المتحدة في مطار العاصمة الصومالية، وزير الخارجية أبشر عمر.
لقاءات ونداء
ومن المتوقع أن يلتقي غوتيريش الرئيس حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء حمزة بري، قبل أن يتوجه بعد ذلك إلى مدينة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال، حيث سيزور مخيمات النزوح ويتفقد حالة الجفاف المتفاقمة.
ومن المقرر أن يعمل الأمين العام للأمم المتحدة على توجيه نداءات قوية لزيادة الدعم الدولي للاستجابة الإنسانية في البلاد.
وفي 5 أبريل/نيسان الجاري، حث المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى، المانحين على مواصلة دعم الأشخاص الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال عبد المولى للدول الأعضاء بالأمم المتحدة في جنيف، إن الاحتياجات في البلاد لا تزال مرتفعة وعاجلة، وعلى الرغم من أن المجاعة لم تعد متوقعة، إلا أن المناطق الأكثر تضررًا من الجفاف التاريخي لا تزال معرضة للخطر.
وأضاف "تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام البالغة 2.6 مليارات دولار والتي تهدف إلى مساعدة 7.6 ملايين شخص في الصومال بنسبة 13 في المائة فقط".
ولفت المسؤول الأممي إلى أنه "رغم تجنب المجاعة، إلا أن هذا المكسب الهش يمكن أن يضيع بدون تمويل ثابت".
وفي مارس/ آذار 2017، أجرى غوتيريش زيارة هي الأولى للصومال، في ذروة موجة جفاف قاتلة حذرت وكالات الإغاثة من تحولها إلى مجاعة.
وتكررت الكارثة العام الماضي ووقفت البلاد على حافة المجاعة، قبل أن تعلن الأمم المتحدة تجنب الخطر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها حذرت من أن الوضع لا يزال مترديًا.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أطلقت الحكومة الصومالية والأمم المتحدة، خطة استجابة إنسانية بقيمة 2.6 مليارات دولار، لمساعدة 7.6 ملايين شخص.
ولكن اعتبارًا من هذا الشهر، تم تمويل 13 في المائة فقط من هذه الاحتياجات، وفقًا للأمم المتحدة.
وضع صعب
ويحتاج ما يقرب من نصف سكان الصومال؛ أي 8.25 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية والحماية المنقذة للحياة.
ومن بين هؤلاء، هناك حوالي 3.8 ملايين نازح داخليا. فيما يعاني ما يقرب من 5 ملايين شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
كما يعاني حوالي 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، ويفتقر 8 ملايين شخص إلى إمكانية الحصول على ما يكفي من المياه والصرف الصحي والنظافة.
الأكثر من ذلك، لا يحصل ثلثا الأشخاص في المناطق المتضررة من الجفاف على الرعاية الصحية الأساسية.
وتفاقمت الأزمة الإنسانية في الصومال بسبب الصراع وانعدام الأمن، إذ يعيش ما لا يقل عن 660 ألف شخص في مناطق تسيطر عليها جهات مسلحة غير حكومية وبعيدًا عن متناول المساعدات الإنسانية.
بحسب الأمم المتحدة، ساعد الدعم السخي من المانحين، والمساعدات الإنسانية المتزايدة، والأداء الأفضل للأمطار الموسمية، في تفادي المجاعة حتى الآن.
ومع ذلك، حدثت زيادة في معدل الوفيات في البلاد بأكثر من 43000 بسبب أسباب مرتبطة بالجفاف في عام 2022.